الثلاثاء - 9 ديسمبر / كانون الأول 2025
علوم

جيمس ويب يرصد أكبر “حضّانة” للنجوم الوليدة في المجرة

تابع آخر الأخبار على واتساب

حضّانة النجوم الوليدة: جيمس ويب يرصد أكبر تجمع في المجرة

الـخـلاصـة

📑 محتويات:

حضّانة النجوم الوليدة، الرامي بي 2، تكشف أسرارها بفضل مرصد جيمس ويب. تقع هذه السحابة الجزيئية في قلب مجرتنا درب التبانة، وتعتبر من أكثر المناطق نشاطا في تكوين النجوم. الصور الملتقطة بالأشعة تحت الحمراء تخترق الغبار الكوني الكثيف، وتظهر تفاصيل لم تكن مرئية من قبل. يسعى العلماء لفهم سبب هذا النشاط الاستثنائي، والعوامل التي تجعل الرامي بي 2 أكثر إنتاجية من غيرها في تكوين النجوم. هذه الاكتشافات تساهم في حل ألغاز تكوّن النجوم والكواكب.

ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل

في قلب مجرتنا درب التبانة، يقع أكثر مواقع تكوين النجوم نشاطا وتعقيدا ضمن السحابة الجزيئية المعروفة باسم "الرامي بي 2". وبفضل قدراته الفائقة على رؤية الأشعة تحت الحمراء، استطاع مرصد جيمس ويب الفضائي أن يكشف تفاصيل مذهلة في هذه المنطقة.



وإليك مقطع فيديو قصير، نشرته منصة مرصد هابل تتجول الكاميرا خلاله في هذه المنطقة من سماء الليل:

سحب غير السحب

السحب الجزيئية هي أضخم وأكثف البنى الغازية في مجرتنا وفي المجرات الأخرى، وتعتبر "مهاد النجوم" لأنها المكان الذي تُولد فيه النجوم والكواكب.

تتكوّن هذه السحب بشكل رئيسي من الهيدروجين الجزيئي مع خليط من الهيليوم وكميات ضئيلة من عناصر أخرى مثل الكربون، والأكسجين، والنتروجين، وغالبا ما تختلط مع الغبار الكوني الذي يحجب الضوء المرئي.

لهذا السبب نراها في التلسكوبات البصرية كمساحات مظلمة تحجب النجوم خلفها، بينما في الأشعة تحت الحمراء أو موجات الراديو تنكشف ملامحها بوضوح.

أحجام هذه السحب هائلة، فبعضها يمتد لعشرات أو مئات السنين الضوئية، وتحتوي على ملايين أضعاف كتلة الشمس. وعلى الرغم من هذه الضخامة، فإن كثافتها منخفضة جدا إذا قورنت بالهواء الذي نتنفسه، فقط بضع مئات إلى آلاف الذرات فقط في السنتيمتر المكعب.

سر الرامي

ما يلفت الانتباه هو أن سحابة "الرامي بي 2" تُنتج نصف عدد النجوم التي تُكوَّن في منطقة مركز المجرة، رغم أن مادتها الجزيئية (الغبار والغاز) تمثل ما يُقدّر 10% فقط من مادة تلك المنطقة.

وبحسب العلماء من منصة مرصد جيمس ويب، فهذا يعني أنها منطقة استثنائية في نشاطها مقارنة بالمناطق المجاورة، مما يثير تساؤلات عن العوامل التي تجعلها أكثر "إثمارا" من باقي محيطها.

وبتصويرها بأدوات الأشعة تحت الحمراء المتطورة، تمكن مرصد ويب من اختراق الأجزاء المظلمة الكثيفة في السحابة التي تبدو عمليا كظلمات في بعض الصور، لكنه كشف أن هذه المناطق ليست فراغا، بل هي مراكز تتراكم فيها الغازات والغبار، ربما هي بذر النجوم القادمة التي لم توقد بعد أو تكون في مراحل التشكل الأولى.

ولفهم الفكرة، تصوّر أن أحدهم كُسرت عظمة الفخذ لديه بسبب حادث أليم، هنا سيذهب فورا إلى المستشفى لعمل صورة بالأشعة السينية، لكي تخترق الجلد وتبين ما يقع تحته.

مرصد جيمس ويب يؤدي وظيفة شبيهة، فإذا التقطنا صورا لتلك المنطقة بمراصد ضوئية عادية ظهرت معتمة وداكنة، لكن الأشعة تحت الحمراء تتمكن من النفاذ بين جوانب تلك العتمة، وتبيان ما يقع في خلفيتها.

أسئلة العلماء

في اللقطات المُلتقطة بواسطة كاميرا "ميري" على متن المرصد، ظهر الغبار الكوني متوهجا بفعل التسخين بواسطة النجوم الفتيّة المحيطة، في حين أن كاميرا "نيركام" أظهرت النجوم الملونة الساطعة التي تختبئ خلف الغيوم الكثيفة في الأشعة تحت الحمراء.

ومن خلال تحليل هذه الصور، يأمل الفلكيون أن يُسهم جيمس ويب في حل بعض الألغاز القديمة في علم تكوُّن النجوم: كيف يبدأ النجم رحلته من تجمعات غازية ضخمة؟ وما الذي يجعل بعض السحب أكثر إنتاجية من غيرها؟ وهل هناك محركات بيئية (كالمجالات المغناطيسية، أو التفاعل مع الثقوب السوداء المركزية) تزيد من كفاءة النجوم؟

تحليل وتفاصيل إضافية

تُظهر الصور التي التقطها مرصد جيمس ويب لسحابة الرامي بي 2، “حضّانة النجوم الوليدة”، أهمية التصوير بالأشعة تحت الحمراء في علم الفلك. القدرة على اختراق الغبار الكوني الكثيف تكشف عن تفاصيل حيوية حول العمليات التي تحدث داخل هذه السحب الجزيئية. يثير النشاط الاستثنائي للرامي بي 2 تساؤلات حول العوامل المحفزة لتكوين النجوم، مثل المجالات المغناطيسية أو التفاعل مع الثقوب السوداء. تحليل هذه البيانات سيساعد في فهم المراحل الأولى لتشكل النجوم، وكيف تتطور من تجمعات غازية ضخمة إلى نجوم مضيئة. هذا الاكتشاف يفتح آفاقا جديدة في دراسة أصل النجوم والكواكب.

أسئلة شائعة حول حضّانة النجوم الوليدة

ما هي سحابة الرامي بي 2؟
هي سحابة جزيئية ضخمة تقع في مركز مجرة درب التبانة، وتعتبر من أكثر المناطق نشاطا في تكوين النجوم.
لماذا تعتبر الرامي بي 2 مهمة؟
لأنها تنتج نصف عدد النجوم التي تتكون في منطقة مركز المجرة، على الرغم من أن مادتها الجزيئية تمثل 10% فقط من مادة تلك المنطقة.
كيف ساعد مرصد جيمس ويب في دراسة الرامي بي 2؟
بفضل قدراته على رؤية الأشعة تحت الحمراء، استطاع المرصد اختراق الغبار الكوني الكثيف وكشف تفاصيل لم تكن مرئية من قبل.
ما هي الأسئلة التي يسعى العلماء للإجابة عليها من خلال دراسة الرامي بي 2؟
كيف يبدأ النجم رحلته من تجمعات غازية ضخمة؟ وما الذي يجعل بعض السحب أكثر إنتاجية من غيرها؟
ما هي الأدوات التي استخدمها مرصد جيمس ويب لتصوير الرامي بي 2؟
استخدم المرصد كاميرتي “ميري” و”نيركام” لتصوير السحابة بأطوال موجية مختلفة من الأشعة تحت الحمراء.
ما هي أهمية دراسة تكوّن النجوم؟
تساعدنا في فهم أصل النجوم والكواكب، وتطور المجرات، ومكاننا في الكون.

تابع صوت الغد على مواقع التواصل الاجتماعي : نبض | فيسبوك | تيك توك | إنستغرام | واتساب | تويتر × | تيلغرام