الأحد - 5 أكتوبر / تشرين الأول 2025

غـــــــــــزة

يــــــــــوم

سوشال ومشاهير

أبناء النجوم.. حكايات ميراث الشهرة والألم

تابع آخر الأخبار على واتساب

الشهرة حلم يراود الملايين، لكنها تتحول أحيانا إلى عبء ثقيل حين تُفرض على أبناء لم يختاروا أن يولدوا داخل دائرة الضوء. قصص هؤلاء الأبناء تكشف مفارقة لافتة: فبعضهم حاول السير على خطى آبائهم لكنه فشل، وآخرون انكسروا تحت وطأة التوقعات العالية، في حين اختار البعض طريق الانعزال أو التمرد.

ليزا ماري بريسلي لم تتمكن من الإفلات من ظل والدها إلفيس، فسقطت في دوامة الإدمان ونهاية مأساوية. أما باريس، ابنة مايكل جاكسون، فقد عاشت حياة مضطربة تحاول النجاة من "لعنة الشهرة". وفي الهند، واجه أبهيشيك باتشان مقارنات قاسية مع والده الأسطوري أميتاب باتشان، بينما تحطمت صورة جايسي شان إثر فضيحة مخدرات. أما بروكلين بيكهام، فيجسد نموذج الابن الذي يتأرجح دائما بين الطموح والانتقادات المستمرة.

ليزا.. الأميرة المحبوسة في ظل أبيها

ولدت ليزا ماري بريسلي عام 1968، وهي الابنة الوحيدة لإلفيس بريسلي (ملك الروك آند رول) من زواجه الرابع، حملت لقب "ابنة إلفيس" منذ طفولتها، ليفتح أمامها أبواب الشهرة، لكن، أيضا، فرض عليها توقعات تخص "ألفيس" فقط.

بدأت الفتاة تجربتها في محاولة لإثبات ذاتها مبكرا، فأصدرت أول أسطوانة "إلى من يهمه الأمر" (To Whom It May Concern) عام 2003، واستخدمت صوتها وعاطفتها للتعبير عن الألم، والخسارة، والحب. لم يحقق الألبوم توقعات الجمهور، خاصة في ظل مقارنتها بوالدها. وجاء زواج ماري من النجم الأيقوني مايكل جاكسون، ثم نيكولاس كيدج ليزيد الضغوط الإعلامية عليها، في حين شهدت حياتها صراعات مع الإدمان، والميلودراما، خاصة بعد وفاة ابنها "بنيامين" الذي انتحر عام 2020.



لم يكن صراع الورثة على أموال "ألفيس" وحده هو الأزمة، ولكنها كان جزءا من صراع أكبر مع ميراث من الكاميرات يطاردها في كل خطوة وفي كل تفصيله من تفاصيل حياتها الخاصة، حتى إنها حين رحلت عام 2003، وصفت وفاتها بأنها نهاية طبيعية لحياة عاشها الآخرون.

أبناء النجوم.. حكايات ميراث الشهرة والألم

باريس جاكسون.. رحلة البحث عن الذات وسط الأضواء

وُلدت باريس مايكل جاكسون عام 1998، وحاول والدها منذ طفولتها حمايتها من عدسات الكاميرات، ليبقي وجهها لغزا للجمهور حتى رحيله المفاجئ عام 2009. هناك تحولت من طفلة مخفية إلى شخصية عامة، تواجه تحديا صعبا: كيف تبني هويتها الخاصة تحت ظل اسم "جاكسون" الثقيل؟

كان ظهورها الأول اللافت خلال كلمة مؤثرة ألقتها في تأبين والدها، حيث رآها العالم فتاة حساسة لكنها قوية. ومع سنوات المراهقة، واجهت صراعات مع الاكتئاب ومحاولات انتحار وضغوط الشهرة المبكرة. اختارت خوض تجربة عرض الأزياء والتمثيل، ولفتت الأنظار بجرأتها وملامحها الفريدة، لكن شغفها الحقيقي ظل في الموسيقى.

عام 2020 أصدرت ألبومها الأول (Wilted)، الذي حمل نبرة هادئة من موسيقى الفولك، بعيدا عن إرث البوب الذي اشتهر به والدها. الألبوم كان إعلانا واضحا عن رغبتها في تقديم فنها الخاص، لا في أن تكون "ملكة بوب" جديدة، بل أن تكون باريس جاكسون بصوتها وتجربتها الصادقة.

اليوم تُعتبر باريس رمزا للقوة والشفاء الذاتي، ونموذجا لشخصية نشأت في ظل أسطورة عالمية، لكنها أصرّت على أن تكتب قصتها الخاصة بعيدا عن عباءة والدها.

أبناء النجوم.. حكايات ميراث الشهرة والألم

أبهيشيك باتشان بين عبء الإرث ورحلة إثبات الذات

وُلد أبهيشيك باتشان عام 1976 ليكون ابن الأسطورة البوليودية أميتاب باتشان، الذي ارتبط اسمه بصورة "الرجل الغاضب" والرمز الوطني في ذاكرة الملايين. ومنذ خطواته الأولى في السينما عام 2000، كان أبهيشيك يواجه مقارنة مستمرة مع والده، وهو عبء جعل طريقه أكثر صعوبة.

وتعثر في بداياته، إذ لم تحقق بعض أفلامه النجاح المرجو، وكانت الصحافة قاسية في نقدها، وكأن أي هفوة تُعد خيانة للإرث الكبير الذي يحمله اسمه. لكنه لم يستسلم، وقرر أن يخلق مساره الخاص بعيدا عن صورة والده، فاختار أدوارا مختلفة في أفلام مثل "يوفا" (Yuva) 2004 و"جورو" (Guru) 2007. وفي "المعلم"، قدم واحدا من أبرز أدواره، مجسدا شخصية رجل عصامي، ليبرهن على موهبته المستقلة بعيدا عن ظل أبيه.

مع مرور السنوات، تحوّل عبء الشهرة إلى دافع للتطور، فلم يعد يسعى ليكون "أميتاب جديدا"، بل ليُعرف باسمه هو: أبهيشيك باتشان. واليوم، صار مرتبطا بالأدوار المركّبة التي تجمع بين العمق والهدوء، كما ظهر في فيلمه "داسفي" (Dasvi) عام 2022، ليؤكد أنه أصبح نجما بملامحه الخاصة لا مجرد وريث لأسطورة.

أبناء النجوم.. حكايات ميراث الشهرة والألم

جايسي شان.. السقوط تحت وطأة شهرة الاب

وُلد جايسي شان عام 1982، وهو ابن لأسطورة الأكشن والفنون القتالية جاكي شان، ليجد نفسه منذ البداية محاصرا بضغط اسم ضخم لا يُقارن. بينما كان والده يبني إمبراطورية سينمائية عالمية ويُقدَّم كنموذج للانضباط والالتزام، كان جايسي يكافح لإثبات ذاته بعيدا عن ظل الأب.

عام 2014 شكّل نقطة التحول الأكثر قتامة في حياته، بعد أن ألقي القبض عليه في الصين بتهمة حيازة المخدرات وتوفير مكان لتعاطيها، فسجن عدة أشهر. ولم تكن الفضيحة صدمة شخصية فقط، بل هزّت صورة العائلة، خصوصا أن جاكي شان كان يشغل منصب سفير لمكافحة المخدرات. واعتُبر سلوك جايسي في تلك الفترة تمرّدا على النموذج المثالي الذي مثّله والده، وكشف عن الفجوة بينهما وعن ثقل الإرث الذي يحمله أبناء المشاهير.

وبعد خروجه من السجن، حاول العودة إلى الساحة الفنية، لكن نجاحه ظل محدودا، وبات يُنظر إليه باعتباره نجما سابقا تعرض للسقوط. حتى جايسي نفسه أقرّ بأن شهرة والده كانت في آن واحد نعمة ونقمة. قصته لا تُروى كحكاية فشل فحسب، بل كدراسة عميقة عن الثمن الباهظ الذي قد يدفعه أبناء العظماء، وعن التناقض بين صورة مثالية في العلن وحياة شخصية تبحث عن هوية مستقلة.

أبناء النجوم.. حكايات ميراث الشهرة والألم

بروكلين بيكهام: الطفل المولود في مجتمع الإعلام

وُلد بروكلين جوزيف بيكهام عام 1999، وهو الابن الأكبر لديفيد وفيكتوريا بيكهام. وجاءت ولادة بروكلين في ظل شهرة عائلية مزدوجة، فالأب نجم كرة القدم القادم من إنجلترا، ووالدته نجمة في عالم الموضة والموسيقى.

بدأ بروكلين مسيرته وهو يحاول أن يسير على خطى والده في كرة القدم. انضم إلى أكاديمية نادي أرسنال لكرة القدم، لكنه سرعان ما أدرك أن شغفه لا يكمن في الملعب. هذا القرار، رغم كونه شخصيا، كان أول صدام بينه وبين التوقعات الجماهيرية. بعدها، اتجه إلى شغفه بالتصوير الفوتوغرافي، ففي عام 2021، أصدر بروكلين كتابا مصورا بعنوان "ما أرى" (What I See) ، لكنه واجه سيلا من النقد اللاذع، إذ كان الكتاب بسيطا في محتواه، ما دفع النقاد والجمهور للسخرية منه.

تحول بروكلين بيكهام إلى عالم الطبخ، وهو ما أثار دهشة الكثيرين. وبدأ في تقديم برنامج طبخ خاص به. ورغم أن هذا المجال بدا مختلفا تماما عن كل ما سبقه، إلا أن الانتقادات ظلت تلاحقه، خاصة أن مهاراته في الطهي لم تكن بمستوى احترافي. هذا التحول المستمر بين المجالات يعكس صراعا داخليا. ولا يزال بروكلين يبحث عن شغفه الحقيقي، وعن مجال يمكن أن يثبت فيه نفسه بعيدا عن ظل والديه. لكن في كل مرة يجد نفسه في مواجهة حتمية مع سؤال: هل كان سيحظى بهذه الفرص لو لم يكن اسمه بيكهام؟