الخميس - 4 ديسمبر / كانون الأول 2025

غـــــــــــزة

يــــــــــوم

أخبار
أخبار

مشاهد حصدت ملايين المشاهدات لاستغاثة سودانيين بالفاشر.. ما حقيقتها؟

تابع آخر الأخبار على واتساب

الـخـلاصـة

📑 محتويات:

مشاهد حصدت ملايين المشاهدات لاستغاثة سودانيين بالفاشر انتشرت بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، مصورة معاناة مزعومة للمدنيين. تحقيق استقصائي يكشف أن معظم هذه المقاطع مولدة بالذكاء الاصطناعي، وتفتقر إلى المصداقية. رغم ذلك، لا ينفي هذا التزييف حقيقة الأوضاع المأساوية التي تعيشها الفاشر والمدن السودانية الأخرى جراء الصراع الدائر. التحقيق يسلط الضوء على استخدام التقنيات الحديثة لنشر معلومات مضللة، ويؤكد على ضرورة التحقق من صحة المحتوى قبل تداوله، مع التأكيد على واقع الأزمة الإنسانية في السودان.

ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل

بينما تعيش مدينة الفاشر أيامها الأكثر دموية منذ اندلاع الحرب في السودان، اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي موجة من مقاطع الفيديو المؤثرة التي حصدت عشرات ملايين المشاهدات، وأثارت تعاطفا واسعا حول العالم.



وتظهر أغلب هذه المقاطع نساء وأطفالا سودانيين يطلقون استغاثات مبكية من الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، التي شهدت خلال الأيام الأخيرة نزوح أكثر من 65 ألف شخص من أصل نحو 260 ألفا كانوا في المدينة قبل الهجوم الأخير، بينما لا يزال عشرات الآلاف بداخلها.

كما توثق مقاطع الفيديو التي حظيت بتفاعل واسع صراخ نساء يوجهن مناشدات عاجلة إلى العالم، ومطالبات بوقف الحرب وإنقاذ المدنيين من الانتهاكات المروعة والهجمات الوحشية التي تعرضوا لها عقب سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة.

ويظهر في أحد المقاطع امرأة مسنة تقول بحرقة "أين أنتم يا مسلمين؟ نحن نموت من الجوع، لا أكل ولا مياه، والأطفال جعانين، والناس تسقط في الشوارع".

وفي مقطع آخر، تبكي طفلة سودانية بملابس رثة وهي تردد "نحن هنا في الفاشر نعيش في جحيم، لا أكل ولا ماء ولا دواء، يا عالم ويا مسلمين أنقذونا".

طفلة سودانية تستغيث !
الاعراب و المتأسلمين والعالم كله سبب نكبتهم .
لعنت الله وبطشه بمن كان السبب 🤲🏻pic.twitter.com/l6gh6389tZ

— Rana (@Rana1083466) November 3, 2025

أما المقطع الثالث، فتداوله ناشطون على أنه يظهر شابا سودانيا يبكي بحرقة، بسبب إحراق المنازل وعدم قدرة الأطفال على الحركة من شدة الجوع، مختتما حديثه بالقول "نحن في السودان نموت ببطء".

@cartoon.style5

#trending #fyp #سودان #سودانيز_تيك_توك_مشاهير_السودان #tiktok

♬ original sound – SoulNotes

وتفاعل الناشطون بشكل واسع مع هذه المشاهد بتعليقات وعبارات مؤثرة، مثل "هناك ألم ولوعة وقلب مفجوع مما يجري من خوف وجوع وتصفية للأبرياء العزل بالسودان"، و"أي وجع تحمله أم سودانية تنادي العالم: أنقذوا أولادي ولا مجيب"، و"امرأة سودانية تناشد العالم بدموعها لإنقاذهم من المجازر التي ترتكب بحقهم".

ورصد فريق "الجزيرة تحقق" مشاركة مئات الحسابات في إعادة نشر هذه المقاطع منذ بداية نوفمبر/تشرين الثاني الجاري على منصة "إكس"، باستخدام كلمات مفتاحية متنوعة في عمليات البحث داخل المنصة.

ولم تكن منصة "تيك توك" بعيدة عن المشهد، فعند استخدام الكلمات المفتاحية نفسها أظهرت نتائج البحث عشرات الفيديوهات التي تزعم أنها التُقطت حديثا من داخل السودان، وتوثق معاناة المدنيين في مدينة الفاشر.

تحليل بصري

وبعد إخضاع هذه المقاطع لتحليل بصري دقيق، تبين وجود تشوهات في أغلبها، مثل عدم تناسق الأجسام والظلال، وظهور المنازل ببنية معمارية تختلف عن تلك المعروفة في السودان، إلى جانب استخدام مؤثرات بصرية متطابقة في معظم المقاطع.

كما كشفت أداة متخصصة في كشف الزيف العميق أن جميع الفيديوهات المتداولة مولدة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، إذ يظهر في بعضها شعار تطبيق "سورا" (Sora) لشركة "أوبن إيه آي" (OpenAI) المتخصصة في توليد الفيديوهات بالذكاء الاصطناعي، ما يؤكد أنها ليست مقاطع حقيقية.

وتوصل فريقنا إلى المصادر الأصلية لهذه المقاطع، فتبين أن مجموعة من الحسابات على منصة "تيك توك" خصصت محتواها خلال الأسابيع الأخيرة لإنتاج مقاطع مولدة بالكامل بالذكاء الاصطناعي، تتناول الأوضاع الإنسانية في السودان، دون أن تُظهر أشخاصا حقيقيين كما زعم ناشروها.

 

وبتتبع نشاط هذه الحسابات، اتضح أنها تركز على المحتوى الإنساني العاطفي المصحوب بمؤثرات صوتية حزينة، وتظهر نساء وأطفالا في مشاهد مصطنعة بغرض إثارة المشاعر وجذب التفاعل.

 

وتجاوزت بعض هذه المقاطع 60 مليون مشاهدة خلال أسابيع قليلة على حساب واحد فقط من بين هذه الحسابات، مما ساهم في انتشار المشاهد سريعا ومنحها مصداقية لدى كثير من مستخدمي المنصة.

ورغم أن المشاهد المتداولة صُنعت باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، فإن ذلك لا يلغي حقيقة الأوضاع المأساوية التي تشهدها مدن سودانية عدة، لا سيما مدينة الفاشر.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وجّه دعوة عاجلة إلى الجيش السوداني وقوات الدعم السريع للتعاون مع مبعوثه الخاص والعمل على التوصل إلى تسوية سياسية تنهي الصراع، مطالبا المجتمع الدولي بوقف تسليح ودعم المقاتلين، ومحذرا من أن استمرار ذلك "يزيد الوضع البائس سوءا".

وحاليا، باتت قوات الدعم السريع تسيطر على كل ولايات إقليم دارفور الخمس غربا من أصل 18 ولاية بعموم البلاد، بينما يسيطر الجيش على أغلب مناطق الولايات الـ13 المتبقية بالجنوب والشمال والشرق والوسط، بما فيها العاصمة الخرطوم.

تحليل وتفاصيل إضافية

يثير انتشار مشاهد حصدت ملايين المشاهدات لاستغاثة سودانيين بالفاشر، والتي تبين أنها مفبركة، تساؤلات حول دوافع إنتاج هذه الفيديوهات المزيفة وأهدافها. هل تهدف إلى تضخيم حجم الأزمة الإنسانية في السودان؟ أم أنها جزء من حملة تضليل منظمة؟ بغض النظر عن الدوافع، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنتاج محتوى كاذب يمثل تحديًا كبيرًا أمام وسائل الإعلام والجمهور على حد سواء. يجب تعزيز الوعي بقدرات الذكاء الاصطناعي في التزييف، وتطوير آليات للتحقق من صحة المحتوى المتداول على الإنترنت. كما يجب محاسبة المسؤولين عن إنتاج ونشر هذه الفيديوهات المضللة، لحماية الجمهور من التضليل الإعلامي.

أسئلة شائعة حول مشاهد حصدت ملايين المشاهدات لاستغاثة سودانيين بالفاشر

ما حقيقة المقاطع المتداولة عن استغاثات من الفاشر؟
تبين أن أغلب المقاطع المتداولة مولدة بتقنيات الذكاء الاصطناعي وليست حقيقية.
كيف تم كشف زيف هذه المقاطع؟
عن طريق التحليل البصري الدقيق واستخدام أدوات كشف الزيف العميق.
هل هذا يعني أن الأوضاع في الفاشر ليست مأساوية؟
لا، رغم زيف المقاطع، الأوضاع الإنسانية في الفاشر والمدن السودانية الأخرى مأساوية وحقيقية.
من يقف وراء إنتاج هذه المقاطع المزيفة؟
مجموعة من الحسابات على منصة ‘تيك توك’ تركز على المحتوى الإنساني العاطفي المصحوب بمؤثرات صوتية حزينة.
ما الغرض من نشر هذه المقاطع المزيفة؟
إثارة المشاعر وجذب التفاعل، وقد تكون هناك أغراض أخرى غير معلنة.
ما هي النصيحة التي يمكن تقديمها للمستخدمين؟
التحقق من صحة المحتوى قبل تداوله، وعدم الانسياق وراء العواطف دون التأكد من المصدر.

تابع صوت الغد على مواقع التواصل الاجتماعي : نبض | فيسبوك | تيك توك | إنستغرام | واتساب | تويتر × | تيلغرام