اغتصابات جماعية: شهادات مروّعة من الفاشر بعد سيطرة الدعم السريع
الـخـلاصـة
- 🔹 الملخص
- 🔹 تحليل
- 🔹 أسئلة شائعة
اغتصابات جماعية مروعة تتكشف في الفاشر بعد سيطرة قوات الدعم السريع. شهادات الناجين تصف مشاهد صادمة من العنف الجنسي والقتل. أميرة، شاهدة عيان، تروي تفاصيل الاغتصاب الجماعي العلني والتعذيب. المفوضية السامية لحقوق الإنسان تلقت بلاغات عن اغتصاب جماعي لـ 25 امرأة في مأوى للنازحين. منظمات حقوقية وثقت ما لا يقل عن 150 حالة عنف جنسي. الوضع الإنساني مأساوي مع نقص حاد في الغذاء والدواء. انقطاع الاتصالات يعيق الوصول الإنساني، مما يجعل شهادات الناجين النافذة الوحيدة على حجم المأساة.
ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل
تتكشف يوما بعد يوم فظائع مروّعة من داخل مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بعدما أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها عليها في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، منهية بذلك حصارا استمر أكثر من عام.
وتصف شهادات الناجين مشاهد صادمة من القتل والعنف الجنسي والانتهاكات الواسعة التي رافقت سقوط المدينة، في واحدة من أكثر فصول الحرب السودانية قسوة.
تروي أميرة (اسم مستعار)، وهي أم لأربعة أطفال نجت من الفاشر بعد رحلة محفوفة بالموت نحو مدينة طويلة غربا، لمنظمة "أفاز" ما شاهدته من أهوال قائلة "الاغتصاب كان جماعيا وأمام الناس، لا أحد يستطيع أن يوقفهم.. كانوا يضربون ويعذبون النساء علنا".
وتضيف أنها احتُجزت في بلدة كورما شمال غربي الفاشر، حيث "كان الاغتصاب يتم حتى في الليل، ولا أحد يسأل أو يمنع"، وكشفت أنها دفعت فدية قدرها 5 مليارات جنيه سوداني لتُفرج عنها قوات الدعم السريع وتسمح لها بالرحيل مع أطفالها.
وتتابع أميرة أن من يعجز عن الدفع "يُسلب ماله أو تُؤخذ بناته للاغتصاب.. وحين غادرت كورما، كان الطريق مليئا بالجثث.. تضطر أن تقفز فوقها لتواصل السير".
وتؤكد أنها شاهدت مقاتلي الدعم السريع "يذبحون رجلا بالسكاكين" أثناء دخولهم مدينة قرنة في طريقهم إلى كورما، مشددة على أنّه "كان هناك قتل بالرصاص وقتل بالسكاكين". وتقول "هذه المشاهد لا تزال تطاردني في الليل. كثيرا ما أستيقظ وأنا أرجف متذكرة ما رأيت في الطريق".
وحسب المفوضية السامية لحقوق الإنسان، فقد أُبلغ عن اغتصاب جماعي لما لا يقل عن 25 امرأة داخل مأوى للنازحين قرب جامعة الفاشر، حيث "اختار عناصر الدعم السريع النساء تحت تهديد السلاح واعتدوا عليهن جنسيا"، ما أجبر مئات الأسر على الفرار وسط إطلاق النار.
وقال المتحدث باسم منسقية اللاجئين والنازحين في دارفور آدم رجال إن منظمته وثقت ما لا يقل عن 150 حالة عنف جنسي منذ سقوط المدينة وحتى مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، مشيرا إلى أن بعض تلك الجرائم وقعت داخل الفاشر، وأخرى على الطرق المؤدية إلى مدينة طويلة.
كما تحدث شهود آخرون عن عمليات تفتيش "مهينة" طالت النساء، حيث يقول محمد، البالغ 56 عاما، وهو ناجٍ آخر من الفاشر "يفتشون الملابس وإن لم يجدوا شيئا يبدؤون بالضرب. وينتزعون حتى الفوط الصحية وحفاضات الأطفال. لا يتركون أي شيء. لا أموالك ولا كرامتك".
ومنذ سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر، قُدّر عدد الفارين بنحو 65 ألف مدني، بينهم 5 آلاف على الأقل لجؤوا إلى مدينة طويلة التي تستقبل أصلا أكثر من نصف مليون نازح. ويعيش هؤلاء في ظروف إنسانية مأساوية داخل خيام مهترئة ومع انعدام شبه تام للطعام والمياه والدواء.
وقال رجال إن الوضع في طويلة "بحاجة إلى تدخل فوري"، مؤكدا أن السكان "يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة، ويعانون من صدمات نفسية عميقة بسبب ما شهدوه من عنف".
مع استمرار انقطاع الاتصالات وصعوبة الوصول الإنساني، تبقى شهادات الناجين هي النافذة الوحيدة على حجم المأساة التي تعيشها دارفور، في حرب تزداد وحشية يوما بعد يوم.
تحليل وتفاصيل إضافية
تلقي هذه الشهادات المروعة الضوء على حجم الفظائع التي ارتكبت في الفاشر بعد سقوطها. استخدام الاغتصاب الجماعي كسلاح حرب يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني. الشهادات تكشف عن مستوى غير مسبوق من الوحشية واللامبالاة بحياة المدنيين. انقطاع الاتصالات يعيق توثيق كامل الجرائم، لكن الشهادات المتوفرة ترسم صورة قاتمة للوضع. هناك حاجة ماسة لتدخل دولي لحماية المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية. يجب محاسبة مرتكبي هذه الجرائم وتقديمهم للعدالة. الوضع يتطلب تحقيقًا دوليًا مستقلاً لتوثيق الانتهاكات وضمان عدم إفلات الجناة من العقاب. يجب على المجتمع الدولي الضغط على جميع الأطراف المتحاربة لوقف العنف وحماية المدنيين.

