الأربعاء - 3 ديسمبر / كانون الأول 2025

غـــــــــــزة

يــــــــــوم

علوم

“الأسد الصغير”.. كيف يتصرف الخفاش كأنه ملك الغابة؟

تابع آخر الأخبار على واتساب

الـخـلاصـة

📑 محتويات:

الأسد الصغير، هو لقب أطلق على نوع من الخفافيش بسبب استراتيجيته الذكية في الصيد التي تشبه الأسود. دراسة حديثة كشفت أن الخفاش ذو الشفة المهدبة ينتظر بصمت وينقض بسرعة على فريسته، بنسبة نجاح تفوق الأسود والنمور. يعتمد الخفاش على الذكاء الطاقي لتوفير الطاقة، فهو يختار اللحظة المناسبة للهجوم. الخفافيش الأكثر خبرة تصطاد فرائس أكبر حجما، مما يدل على قدرتها على التعلم والتكيف. هذه النتائج تظهر مستوى ذكاء إدراكي عالٍ لدى هذه الثدييات الصغيرة.

ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل

حين نتخيل المفترسين المهرة، تتبادر إلى أذهاننا صور الأسود والفهود والنمور، لا خفافيش صغيرة معلّقة في أعالي الغابات المطيرة.

لكن دراسة حديثة نُشرت في دورية "كارنت بيولوجي" قلبت هذه الصورة رأسا على عقب، بعدما اكتشف علماء الأحياء أن نوعا من الخفافيش يطلق عليه "الخفاش ذو الشفة المهدبة" يتّبع في صيده إستراتيجية تشبه إلى حدّ كبير ما تفعله الأسود في السافانا الأفريقية.

ورغم أن وزنه لا يتعدى بضع عشرات من الغرامات، إلا أنه يُظهر ذكاء تكتيكيا وسلوك مفترس كبير، ما جعل العلماء يصفونه بـ "الأسد الصغير".

الصمت قبل الانقضاض

في ظلال غابة استوائية في أميركا الوسطى، يتدلى الخفاش ذو الشفة المهدبة من غصنٍ رفيع، رأسه إلى الأسفل، وجناحاه مطويان بإحكام. لا يتحرّك، ولا يصدر صوتا تقريبا، لكنّ أذنيه الكبيرتين تعملان كهوائيات فائقة الحساسية تلتقط أدق الذبذبات.

وحين يسمع نداء ضفدع أو حشرة تصدر صوتا مميزا، ينطلق فجأة في حركة خاطفة لا تتجاوز ثواني معدودة، ويعود بعدها إلى مكانه بفريسة توازي حجمه تقريبا.

الدراسة التي أجراها فريق من علماء السلوك الحيواني من جامعة آرهوس في الدانمارك استخدمت حقائب ظهر مصغرة تحتوي على أجهزة استشعار دقيقة تسجل الحركة والصوت، تمّ تثبيتها على ظهور 20 خفاشا بالغا، في بيئتها الطبيعية.

جاءت النتائج لتقول إن 89% من الخفافيش قضت وقتها ساكنة تماما، في وضعية ترقّب وانتظار، أما فترات الطيران الفعلي للصيد فكانت قصيرة جدا، في المتوسط لا تتجاوز 8 ثوانٍ، ونادرا ما تتعدّى 3 دقائق.

المفاجأة الكبرى كانت نسبة النجاح العالية، فنحو 50% من الهجمات انتهت بصيد ناجح، وهي نسبة تفوق بمرتين أو ثلاث معدلات نجاح الأسود والنمور بحسب بيان صحفي رسمي من الجامعة.

حين تتفوّق الحكمة على السرعة

تظهر هذه النتائج أن الخفاش لا يعتمد على كثرة الحركة، بل على الذكاء الطاقي، فكل ثانية من الطيران تستهلك طاقة هائلة نظرا لصغر حجمه وسرعة نبضه، لذا فإن أفضل طريقة للبقاء هي تجنب الطيران إلا عند الضرورة القصوى.

هذه الإستراتيجية هي ذاتها التي تتّبعها الأسود الكبيرة، وتتضمن الانتظار بصبر قرب مصدر ماء أو مجموعة فرائس، ثم الانقضاض في اللحظة المناسبة، وفي الحالتين، الخفافيش والأسود، فالنتيجة واحدة، بتحقيق أقصى عائد من الطاقة بأقل تكلفة ممكنة.

الدراسة أثبتت كذلك أن الخفاش المتمرس يستطيع التقاط فرائس تساوي 7% من وزنه في المتوسط، وأحيانا توازيه تماما.

والأكثر إثارة أن الخفافيش الأكبر سنا والأكثر خبرة كانت تختار فرائس أكبر حجما، ما يشير إلى دور الخبرة والتعلم في تحسين الأداء، وهو سلوك يعكس مستوى من الذكاء الإدراكي والتكيّف العصبي نادرا ما يلاحظ في الثدييات الصغيرة.

تحليل وتفاصيل إضافية

تكشف الدراسة عن سلوك استثنائي للخفاش ذي الشفة المهدبة، والذي يجسد مفهوم “الأسد الصغير” ببراعة. فبدلاً من الاعتماد على القوة الغاشمة، يختار هذا الكائن الصغير استراتيجية الانتظار والترقب، مما يوفر الطاقة ويحسن فرص النجاح في الصيد. يثير هذا الاكتشاف تساؤلات حول القدرات الإدراكية للحيوانات الصغيرة ودور الخبرة في تطوير سلوكيات الصيد. كما يسلط الضوء على أهمية دراسة التنوع البيولوجي وفهم الاستراتيجيات الفريدة التي تتبناها الكائنات الحية للتكيف مع بيئاتها. يُعد هذا البحث إضافة قيمة لفهمنا لعالم الحيوان ويشجع على مزيد من الدراسات حول سلوك الحيوانات المفترسة.

أسئلة شائعة حول الأسد الصغير

ما هو الخفاش الذي يطلق عليه “الأسد الصغير”؟
الخفاش ذو الشفة المهدبة هو النوع الذي أطلق عليه العلماء لقب “الأسد الصغير” بسبب استراتيجيته الذكية في الصيد.
ما هي الاستراتيجية التي يتبعها الخفاش في الصيد؟
يعتمد الخفاش على الانتظار بصمت وترقب الفريسة، ثم الانقضاض بسرعة في اللحظة المناسبة لتوفير الطاقة.
هل نسبة نجاح الخفاش في الصيد عالية؟
نعم، نسبة نجاح الخفاش في الصيد تفوق الأسود والنمور، حيث تصل إلى حوالي 50%.
ما الذي يميز الخفافيش الأكثر خبرة في الصيد؟
الخفافيش الأكبر سنا والأكثر خبرة تختار فرائس أكبر حجما، مما يدل على قدرتها على التعلم والتكيف.
ما هي أهمية هذه الدراسة؟
تسلط الدراسة الضوء على القدرات الإدراكية للحيوانات الصغيرة وأهمية دراسة التنوع البيولوجي وفهم استراتيجيات التكيف.
أين تم إجراء هذه الدراسة؟
تم إجراء الدراسة في غابة استوائية في أميركا الوسطى.

تابع صوت الغد على مواقع التواصل الاجتماعي : نبض | فيسبوك | تيك توك | إنستغرام | واتساب | تويتر × | تيلغرام