اكتشاف ثقب أسود: توهج يعادل 10 تريليونات شمس!
الـخـلاصـة
- 🔹 الملخص
- 🔹 تحليل
- 🔹 أسئلة شائعة
اكتشاف ثقب أسود فائق الكتلة يلمع بمقدار 10 تريليونات شمس أذهل علماء الفلك. رصد الباحثون في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا انفجارًا ضوئيًا هائلاً ناتجًا عن ابتلاع الثقب الأسود لنجم ضخم، في حدث أُطلق عليه “حدث التمزق المدي”. يقع الثقب الأسود “جيه 2245+3743” على بعد 10 مليارات سنة ضوئية، وكتلته تعادل 500 مليون ضعف كتلة الشمس. استمر التوهج لفترة طويلة، مما يشير إلى أن الثقب الأسود ما زال “يهضم” بقايا النجم. تساعد هذه النتائج في فهم كيفية نمو الثقوب السوداء العملاقة في بدايات الكون.
ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل
في حدث فلكي مذهل، رصد علماء الفلك في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتك) انفجارا ضوئيا هائلا صادرا من عمق الكون، ناتجا عن ثقب أسود فائق الكتلة قام بابتلاع نجم ضخم.
ووفقا للدراسة، التي نشرها الباحثون في دورية "نيتشر أسترونومي"، كان هذا التوهج أسطع من 10 تريليونات شمس، مما يجعله واحدا من أقوى الانفجارات التي رصدت في تاريخ علم الفلك الحديث.

التهام النجوم
الثقب الأسود الذي سبب هذا الحدث يُعرف باسم "جيه 2245+3743″، وتبلغ كتلته نحو 500 مليون ضعف كتلة الشمس، ويقع على بعد 10 مليارات سنة ضوئية من الأرض.
عندما اقترب منه نجم ضخم بدرجة كافية، مزقته قوى الجاذبية العنيفة للثقب الأسود إلى شرائط طويلة من البلازما، في ظاهرة تُعرف باسم "حدث التمزق المدي".
تلك المادة النجمية لم تختف فورا داخل الثقب الأسود، بل دارت حوله أولا في دوامة نارية هائلة، مولدة ضوءا أشد سطوعا من أي نجم أو مجرة قريبة.
الحدث كان مميزا ليس فقط لقوته، بل أيضا لأنه حدث داخل نواة مجرّية نشطة، أي في منطقة مزدحمة بالغازات والطاقة والإشعاعات.
ورغم هذا الاضطراب، تمكن العلماء من التقاط الانفجار، واستمر الضوء لفترة طويلة على غير العادة، مما يشير إلى أن الثقب الأسود ربما ما زال "يهضم" بقايا النجم حتى الآن.

مراقبة متعددة الأطياف
رُصد الحدث لأول مرة بواسطة "مرصد زويكي لدراسة العبور" في كاليفورنيا، وهو نظام آلي يمسح السماء كل ليلة بحثا عن تغيّرات مفاجئة في السطوع.
وبعد ذلك، تم تأكيد المشاهدة باستخدام تلسكوبات متعددة حول العالم، إضافة إلى مراصد الأشعة السينية والميكروية التي تابعت الحدث لعدة أسابيع.
هذه المراقبة المتعددة الأطياف سمحت للعلماء بفهم تفاصيل مذهلة، مثل كيف يسخن الغاز أثناء تمزقه، وكيف تتسارع المادة لتصل إلى سرعات تقارب سرعة الضوء، قبل أن تختفي داخل الثقب.
هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها رصد تدمير نجم بهذا الحجم في نواة مجرية نشطة، وبما أن الضوء الذي نراه اليوم انطلق منذ 10 مليارات سنة، فإن العلماء يشاهدون فعليا كيف كانت الثقوب السوداء تتغذى في بدايات الكون.
هذه النتائج تساعد على الإجابة عن أسئلة جوهرية مثل كيف تنمو الثقوب السوداء العملاقة في قلب المجرات؟ ولماذا تنتج بعض أحداث التمزق هذه توهجات تفوق كل ما عرفناه من قبل؟ وهل يمكن أن تكون هذه الظواهر مسؤولة عن بعض الانفجارات الغامضة التي تملأ السماء في الأطوال الموجية المختلفة؟
تحليل وتفاصيل إضافية
يمثل اكتشاف ثقب أسود يلمع بمقدار 10 تريليونات شمس حدثًا فلكيًا بالغ الأهمية، يسلط الضوء على ديناميكيات الثقوب السوداء العملاقة وتفاعلها مع محيطها. إن رصد هذا التوهج الهائل، الناتج عن تمزق نجم ضخم بفعل قوى جاذبية الثقب الأسود، يوفر للعلماء نافذة فريدة على العمليات الفيزيائية الفلكية التي تحدث في النوى المجرية النشطة. يثير هذا الاكتشاف أسئلة جوهرية حول آليات تغذية الثقوب السوداء ونموها، ودور أحداث التمزق المدي في تطور المجرات. كما أن رصد هذا الحدث على مسافة 10 مليارات سنة ضوئية يمنحنا لمحة عن الظروف التي كانت سائدة في بدايات الكون، وكيف كانت الثقوب السوداء تتغذى وتنمو في تلك الحقبة المبكرة. تمثل هذه الاكتشافات دفعة قوية لفهمنا للكون وتطوره.

