قالت شبكة CNN الأمريكية، في تقرير نشرته الإثنين 26 سبتمبر/أيلول 2022، إن رئيس #روسيا فلاديمير #بوتين لجأ إلى التهديد باستخدام الأسلحة النووية رداً على الخسائر التي لحقت بجيشه في #أوكرانيا .
تهديد بوتين باستخدام الأسلحة النووية، قالت “سي إن إن” الأمريكية عنها إنها ستكون على الأغلب أسلحة نووية تكتيكية، وهي مصممة للاستخدام في ساحة معركة محدودة، مثلاً لتدمير صف من الدبابات أو مجموعة قتالية من حاملات الطائرات في حال استخدامها في البحر.
تأثير الأسلحة النووية التكتيكية
في حين يتراوح حجم الطاقة التفجيرية لهذه الرؤوس الحربية بين 10 و100 كيلوطن ديناميت، ويُطلق عليها أسلحة “الطاقة المنخفضة”. في المقابل، يتراوح حجم الطاقة التفجيرية لأقوى الرؤوس الحربية النووية “الاستراتيجية” الروسية بين 500 و800 كيلوطن، وهي مصممة لتدمير مدن بأكملها.
لكن هذه الأرقام الخاصة بأسلحة “الطاقة المنخفضة” التكتيكية ليست دقيقة كثيراً، إذ إن الطاقة التفجيرية التي يتراوح حجمها بين 10 و100 كيلوطن ديناميت لا تزال كافية لإحداث دمار هائل، وهذا ما اكتشفه العالم عام 1945 حين ألقت الولايات المتحدة قنبلتين ذريتين على هيروشيما وناغازاكي في اليابان.
كانت هاتان القنبلتان تعادلان نحو 15 و21 كيلوطن ديناميت، على التوالي، وهي في نطاق قوة الأسلحة النووية التكتيكية الروسية.
حيث تسبب أول انفجارين في هيروشيما وناغازاكي بمقتل نحو 70 ألفاً و35 ألف شخص في الحال، ولقي عشرات الآلاف لاحقاً مصرعهم جراء الإشعاع المنبعث منها، وفقاً لأرشيفات الحكومة الأمريكية.
تدمير مدن كاملة
يقول أليكس ويلرستين، مدير دراسات العلوم والتكنولوجيا بمعهد ستيفنز للتكنولوجيا في نيوجيرسي، إن الاختلاف الحقيقي في الأسلحة النووية لا يكمن في طاقتها التفجيرية وإنما في أهدافها.
كما قال: “الهجمات الذرية في اليابان كانت (استراتيجية) تهدف بشكل أساسي إلى تدمير الروح المعنوية وإرهاب القيادة اليابانية العليا وإجبارها على الاستسلام. وما جعل 15 كيلوطناً من الطاقة التفجيرية (استراتيجياً) هو المكان الذي استهدفته”.
في حين يقول آخرون، مثل وزير الدفاع الأمريكي السابق جيمس ماتيس، إنه لا توجد أي اختلافات. إذ قال في جلسة استماع أمام الكونغرس عام 2018: “لا أعتقد بشيء اسمه (سلاح نووي تكتيكي). أي سلاح نووي يستخدم في أي وقتٍ عامل استراتيجي حاسم”.
في المقابل كان التفكير السائد في البداية أن استخدام سلاح نووي في ساحة المعركة يمنح القادة خيار تنفيذ ضربة حاسمة تجنبهم الهزيمة دون اللجوء إلى استخدام أقوى أسلحتهم النووية، التي ستؤدي بعد هجوم مضاد إلى “حرب نووية تنهي الحضارة”، وفقاً لمنظمة Union of Concerned Scientists. ووصفت المنظمة في موقعها الإلكتروني هذا التفكير بـ”المغلوط والخطير”.
كذلك قالت المنظمة على موقعها: “الأسلحة النووية التكتيكية… شديدة الغموض، وتثير احتمالية أن تظن دولة ما أنه يمكنها الاكتفاء بهجوم محدود والانتهاء عند هذا الحد”. وبعض التحليلات تدعم هذه النظرية.
وقف نزيف الخسائر الروسية
إذ قال سيدهارث كوشال وسام كراني إيفانز في تقرير صادر عن المعهد الملكي البريطاني للخدمات المتحدة (RUSI)، إن استخدام الأسلحة النووية التكتيكية للهجوم على مراكز القيادة أو القواعد الجوية في أوروبا قد يحد من الخسائر المدنية بالمناطق المحيطة.
في حين يقول تقرير المعهد الملكي البريطاني إن استخدام سلاح نووي تكتيكي، على سبيل المثال، في سولواكي غاب، وهي الحدود البرية بين عضوي حلف الناتو بولندا وليتوانيا والتي تفصل بين كالينينغراد الروسية وجارتها بيلاروسيا، قد لا يتسبب إلا في سقوط مئات الضحايا المدنيين.
لكن الحقيقة على أرض الواقع قد تكون غير ذلك، حيث قال موقع منظمة Union of Concerned Scientists: “المناورات الحربية الأمريكية تشير إلى أن حرباً تُستخدم فيها أسلحة نووية تكتيكية ستخرج عن السيطرة سريعاً”.
كما أضاف: “محاكاة جامعة برينستون لحرب أمريكية روسية تبدأ باستخدام سلاح نووي تكتيكي، تشير إلى إمكانية حدوث تصعيد سريع سيتسبب في سقوط 90 مليون قتيل وجريح”.
قتل مئات الآلاف من البشر
رداً على تهديد بوتين قالت الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية (ICAN)، إن استخدام أسلحة نووية في أوروبا عام 2022 أخطر من استخدامها في اليابان عام 1945، التي كان عدد سكانها أقل وكانت معزولة نسبياً.
قالت الحملة على موقعها الإلكتروني، إن “تفجيراً نووياً واحداً بأوروبا اليوم قد يتسبب على الأرجح في مقتل مئات الآلاف من المدنيين وإصابة كثيرين غيرهم؛ والمخلفات الإشعاعية قد تلوث مساحات شاسعة في عدة دول”.
كما أضافت أن “خدمات الطوارئ لن تتمكن من التحرك وسط انتشار الذعر الذي سيؤدي إلى هجرات جماعية واضطراب اقتصادي حاد. والتفجيرات المتعددة ستكون بالطبع أسوأ بكثير”.