أعلن الاحتلال، الثلاثاء، 26 ديسمبر/كانون الأول 2023 أن الجيش الاسرائيلي وسَّع نطاق عمليته البرية في قطاع غزة لتشمل المنطقة الواقعة بين مدينة غزة وخان يونس، وهذه واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في قطاع غزة، حيث تقع العديد من مخيمات اللاجئين، وذلك وفق تقرير نشره موقع “أكسيوس” الأمريكي تناول فيه الحرب في قطاع غزة.
ويقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي المنطقة بغارات جوية. وقال مسؤولو الصحة في غزة التي تديرها حماس خلال عطلة نهاية الأسبوع إن غارة إسرائيلية قتلت أكثر من 70 شخصاً في مخيم المغازي للاجئين. وقتل أكثر من 20900 فلسطيني منذ بدء الحرب، بحسب وزارة الصحة في القطاع.
تحذير من استمرار الحرب في غزة
حذر مسؤولون إسرائيليون من أن الحرب من المرجح أن تستمر لفترة طويلة. لكن من المرجح أن يكون توغل الجيش الإسرائيلي في هذه المنطقة هو آخر جهد كبير في المرحلة عالية الكثافة من القتال، والتي قال مسؤولون إسرائيليون إنه من المتوقع أن تكتمل بحلول نهاية يناير/كانون الثاني.
وقالت إسرائيل إن هدفها هو إعادة جميع الرهائن الذين يحتجزهم المسلحون إلى وطنهم وتدمير حماس التي قتل مسلحوها ما لا يقل عن 1200 شخص خلال هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين.
في حين قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن قواته بدأت العمل في مخيم البريج للاجئين لهزيمة مقاتلي حماس في المخيمات المركزية، وفي وقت سابق من الحرب، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه قتل قائد لواء المعسكرات المركزية لحماس في غارة جوية.
ويسيطر جيش الاحتلال الإسرائيلي على معظم شمال غزة، على الرغم من استمرار بعض القتال في عدة أحياء.
ويستمر القتال أيضاً في مدينة خان يونس الجنوبية، حيث تركز فرقة النخبة 98 في جيش الدفاع الإسرائيلي على ملاحقة قادة حماس الذين تعتقد المخابرات الإسرائيلية أنهم يختبئون في المدينة.
ويواصل المزيد من الفلسطينيين الفرار إلى مدينة رفح الجنوبية المكتظة بالسكان، حيث تم بالفعل إجلاء مئات الآلاف منها هرباً من القصف الإسرائيلي والهجوم البري
ضغوط لوقف إطلاق النار
يأتي تقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي وسط ضغوط دولية متزايدة لوقف إطلاق النار، مع استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع بشكل كبير.
ووافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على قرار لم يصل إلى حد الدعوة إلى وقف الأعمال العدائية، لكنه دعا إلى “وقف إنساني عاجل وممتد” واتخاذ “خطوات عاجلة” للسماح على الفور “بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق”. إلى غزة وتهيئة “الظروف اللازمة لوقف دائم للأعمال العدائية”.
وقال تقرير حديث مدعوم من الأمم المتحدة إن سكان غزة بالكامل – أكثر من 2.2 مليون شخص – يواجهون أزمة أو مستويات أسوأ من الجوع، مع تزايد خطر المجاعة كل يوم مع استمرار الهجوم البري الإسرائيلي وقصف القطاع.
الأمم المتحدة قلقة من استمرار الحرب
في الوقت نفسه، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي الثلاثاء إن الحرب التي تشنها إسرائيل على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة ستستمر على الأرجح لعدة أشهر، بينما عبرت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء تصاعد الهجمات الإسرائيلية التي أدت إلى مقتل أكثر من 100 فلسطيني في جزء واحد من القطاع منذ عشية عيد الميلاد.
وقال هاليفي للصحفيين على الحدود مع غزة، في بيان بثه التلفزيون: “ستستمر الحرب شهوراً كثيرة وسنستخدم أساليب مختلفة للحفاظ على إنجازاتنا لفترة طويلة”.
وأضاف: “لا حلول سحرية ولا طرق مختصرة لتفكيك منظمة إرهابية، بل قتال حازم ومتواصل.. سننال من قيادة حماس أيضاً، سواء استغرق هذا أسبوعاً أو شهوراً”.
وشهدت فترة عيد الميلاد تصاعداً في الحرب، وخصوصاً في وسط القطاع، حيث طلبت القوات الإسرائيلية من المدنيين مغادرة المنطقة رغم أن الكثيرين يقولون إنه لم يعد يوجد مكان آمن يذهبون إليه.
وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان سيف ماجانجو: “نشعر بقلق بالغ إزاء استمرار قصف القوات الإسرائيلية لمنطقة وسط غزة، والذي أودى بحياة أكثر من 100 فلسطيني منذ عشية عيد الميلاد”.
وأضاف: “يتعين على القوات الإسرائيلية أن تتخذ جميع التدابير المتاحة لحماية المدنيين. الإنذارات وأوامر الإخلاء لا تعفيها من كامل التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي”.
وأعلنت الأمم المتحدة تعيين منسقة للإشراف على شحنات الإغاثة الإنسانية إلى غزة في إطار قرار اتخذه مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة لزيادة المساعدات الإنسانية.
وقالت الأمم المتحدة في بيان إن الهولندية سيجريد كاج ستكون منسقة الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة وستبدأ عملها في الثامن من يناير/كانون الثاني.
وأضافت: “ستعمل في هذا الدور على تيسير وتنسيق ومراقبة والتحقق من شحنات الإغاثة الإنسانية لغزة”، كما أنها ستنشئ “آلية” لتسريع وصول المساعدات إلى غزة من خلال دول غير منخرطة في الصراع.
وزير إسرائيلي يزور أمريكا
في حين قال البيت الأبيض إن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر سيجتمع في وقت لاحق مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان لبحث الصراع في غزة وإعادة الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس.
وتضغط الولايات المتحدة على إسرائيل علناً منذ أسابيع كي تقلص حملتها العسكرية في غزة وتحويلها إلى هجمات أكثر دقة وتحديداً تستهدف قادة حماس، لكن إسرائيل تقول إنها لن توقف القتال حتى تقضي تماماً على حماس.
وقال مستشار نتنياهو، مارك ريجيف، لشبكة (سي.إن.إن) الثلاثاء إن تدمير حماس التي تحكم غزة منذ عام 2007، “شرط أساسي لمستقبل أفضل لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين”.
وأضاف: “لن تصبح غزة خالية من السلاح والتطرف دون تدمير حماس أولاً. ولا يمكن إعادة إعمار غزة، وإعادة بناء حياة الناس دون التخلص أولاً من حماس”.
وتصر إسرائيل على المضي لتحقيق هدف تدمير حماس، على الرغم من النداءات العالمية لوقف إطلاق النار في الحرب المستمرة منذ 11 أسبوعاً، وسط مخاوف من احتمال توسع نطاق الصراع، جراء الهجمات المتبادلة بين القوات الأمريكية والقوات المتحالفة مع إيران.
ومنذ أن قتلت حماس 1200 شخص وأسرت 240 رهينة في الهجوم الأكثر دموية لمسلحين فلسطينيين في تاريخ إسرائيل، رد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بهجوم شامل على القطاع الذي تسيطر عليه حماس، مما أدى لتدمير معظم القطاع.