لم تجد عزيزة سوى الفرار بأبنائها الـ5، بعدما عُذب والدهم أمام أعينهم على يد قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر بشمال إقليم دارفور السوداني.
ولا تعرف السيدة السودانية مصير زوجها التي قالت -في تقرير أعده المراسل أسامة سيد أحمد- إنه تعرض لتعذيب شديد على يد الدعم السريع مما دفعها للفرار بنفسها وأولادها حتى لا يلقوا المصير نفسه.
أما نعمة، فتعيش آلاما لا تقل عن آلام سابقتها، بعدما ربطت مصيرها بمصير طفلين عثرت عليهما في أحد أسواق المواشي بالفاشر، وهدّ الجوع قواهما بعد فقد أبويهما وسط المعارك.
ووفقا لمنظمة تنمية الطفولة، فقد نزح 85 طفلا وصلوا إلى مدينة الدبة شمال السودان من دون ذويهم، لتتولى عائلات أخرى رعايتهم حتى لا يقعوا في يد تجار البشر، كما تقول إحدى السودانيات.
وفي هذه المدينة، تعيش أكثر من 1500 أسرة غالبيتهم من النساء والأطفال الذين نجوا من مصير حالك، أملا في وجود طوق نجاة يحملهم إلى حياة جديدة.
ونزح أكثر من 450 طفلا إلى منطقة طويلة غربي الفاشر، حسب منظمة تنمية الطفولة التي حذرت من احتمال تعرضهم للعنف، إن لم تتوفر الحماية الاجتماعية لهم.
وفر آلاف السودانيين من الفاشر عاصمة ولاية دارفور، بعد وقوعها في قبضة قوات الدعم السريع الشهر الماضي، وشهدت ارتكاب مجارز وعمليات قتل جماعي للمدنيين.
تحليل وتفاصيل إضافية
يسلط المقال الضوء على المأساة الإنسانية التي يعيشها الأطفال السودانيون في ظل الصراع الدائر في الفاشر. فقدان الأهل والنزوح والتعرض للعنف والاستغلال هي مجرد بعض التحديات التي تواجه هذه الفئة الضعيفة. تبرز الحاجة الملحة إلى توفير الحماية والدعم النفسي والاجتماعي لهؤلاء الأطفال، وضمان حصولهم على التعليم والرعاية الصحية. كما أن دور المنظمات الإنسانية والمجتمع المدني حيوي في تقديم المساعدة العاجلة والمساهمة في إعادة بناء حياة هؤلاء الأطفال وتمكينهم من مواجهة المستقبل بتفاؤل وأمل، رغم الظروف القاسية. يجب التركيز على معالجة الأسباب الجذرية للصراع لحماية الأطفال من المزيد من المعاناة.
