يشهد العالم في السنوات الأخيرة عودة لافتة لدور الشركات العسكرية الخاصة، وفي القلب من هذا التحول يقف إريك برنس، المؤسس الأصلي لـ "شركة بلاك ووتر" وأحد أبرز الوجوه المثيرة للجدل في هذا المجال.
ورد ذلك في تقرير نشرته مجلة "إيكونوميست" البريطانية، قالت فيه إن برنس، المولود لعائلة صناعية مقاطعة في ميشيغان، خدم سابقا في قوات النخبة الخاصة في البحرية الأميركية "نيفي سيل"، التي تُعد من أقوى الوحدات العسكرية في العالم قبل أن يترك الخدمة ويستثمر ثروة عائلته في تأسيس شركة أمنية أصبحت لاعبا رئيسيا خلال حرب العراق، ولا يزال اسمه مرتبطا بملفات معقدة في ساحات الصراع منذ بدايات الألفية.
فرص جديدة
وأوضحت المجلة أن نفوذه بدا متراجعا بعد الفضائح التي طالت "بلاك ووتر" منتصف العقد الأول من القرن الـ21، ومع ذلك فإن مسار الأحداث العالمية فتح أمامه فرصا جديدة.
فالتدهور المستمر في الاستقرار السياسي في مناطق واسعة من الجنوب العالمي -من أفريقيا إلى الكاريبي– خلق سوقا ضخمة للشركات العسكرية الخاصة.
وأضافت أن ضعف الدولة واتساع نطاق الصراعات الداخلية وتداخل المنافسات الدولية على الموارد، كلها عوامل أعادت برنس إلى الواجهة.
عوامل أدت لتوسع نشاطها
وفي أفريقيا بشكل خاص، تقول المجلة، تتنافس القوى الكبرى على النفوذ في الدول الغنية بالمعادن الحيوية مثل الكونغو الديمقراطية، وهو ما أدى إلى توسع غير مسبوق في أنشطة الشركات الأمنية الخاصة.
وفي ظل غياب الثقة في المؤسسات المحلية، أو عدم كفايتها، تتجه حكومات عديدة إلى التعاقد مع جهات غير حكومية لضبط الأمن، أو إدارة الموارد، أو حتى حماية عمليات التعدين.
وتورد إيكونوميست أن برنس وجد موقعا مثاليا في الدول التي ضعفت فيها الثقة في المؤسسات المحلية، مقدّما نفسه بوصفه وسيطا قادرا على "تحقيق النظام" في بيئات مشحونة، بينما يرى منتقدوه أنه يكرّس نموذجا يضعف الدولة ويمنح القطاع الخاص سلطة تتجاوز دوره الطبيعي.
ويضيف التقرير أن الغزو الروسي لأوكرانيا وصعود مجموعات مثل "فاغنر" ساهم في إعادة تعريف دور المرتزقة عالميا، وخلق نموذجا هجوميا سعت شركات أخرى إلى محاكاته.
إيكونوميست:
العجز الدولي عن التعامل مع النزاعات الممتدة في دول الجنوب أدى إلى خصخصة متزايدة حتى لعمليات الإغاثة والحماية والعمل اللوجستي
حتى عمليات الإغاثة
وفي الوقت نفسه، أدى العجز الدولي عن التعامل مع النزاعات الممتدة في دول الجنوب إلى خصخصة متزايدة حتى لعمليات الإغاثة والحماية والعمل اللوجستي، مما جعل وجود جهات مثل الشركات العسكرية الخاصة أمرا شبه حتمي في مناطق الصراعات.
وإلى جانب ذلك، يُظهر برنس قدرة كبيرة على استثمار اللحظات الحساسة؛ فمع اتساع الفجوة بين مؤسسات الدولة ومطالب المجتمعات، ومع اشتداد الضغط الاقتصادي والسياسي على الحكومات، تزداد الحاجة إلى حلول سريعة ومرنة، وهي مساحة ترى الشركات العسكرية الخاصة أنها الأقدر على ملئها.
وتختم إيكونوميست بالقول إن تصاعد عدم الاستقرار الدولي واحتدام المنافسة على الموارد وتآكل قدرة الدول الضعيفة على ضبط حدودها، جميعها أسباب تجعل من عودة إريك برنس ظاهرة تعبّر عن عصر جديد تُعاد فيه صياغة قواعد القوة والأمن بعيدا عن الدولة التقليدية.
تحليل وتفاصيل إضافية
يكشف تقرير إيكونوميست عن عودة إريك برنس كرمز لخصخصة الأمن في عالم مضطرب. يمثل برنس تحولاً في مفهوم القوة، حيث تلعب الشركات العسكرية الخاصة دوراً متزايد الأهمية في مناطق الصراع. يثير صعود برنس تساؤلات حول دور الدولة وسيادتها في ظل تفاقم النزاعات وتنافس القوى. استغلال الفوضى كفرصة سانحة يعكس واقعاً جديداً حيث تسعى الجهات الخاصة إلى ملء الفراغ الذي خلفه العجز الدولي. يضاف إلى ذلك، أن التقرير يوضح تأثير عوامل مثل الغزو الروسي لأوكرانيا وصعود مجموعات مثل فاغنر في إعادة تشكيل دور المرتزقة عالمياً. كما أن التقرير يربط صعود برنس بالعجز الدولي عن التعامل مع النزاعات الممتدة، مما أدى إلى خصخصة متزايدة حتى لعمليات الإغاثة والحماية، وهو ما يثير مخاوف أخلاقية وقانونية.
أسئلة شائعة حول إريك برنس
من هو إريك برنس؟
ما هي الأسباب التي أدت إلى عودة إريك برنس للواجهة؟
ما هو دور الشركات العسكرية الخاصة في أفريقيا؟
ما هو رأي منتقدي إريك برنس فيه؟
كيف ساهمت الحرب في أوكرانيا في إعادة تعريف دور المرتزقة؟
ما هي العوامل التي تجعل من عودة إريك برنس ظاهرة تعبر عن عصر جديد؟
📌 اقرأ أيضًا
- فايننشال تايمز ترصد بالأرقام حصيلة عام من رئاسة ترامب
- 550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
- مغردون: جنود الاحتلال هربوا من مواجهة الأهالي في بيت جن وردوا بقتل الأبرياء
- بين واشنطن والدوحة.. كيف تم التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
- المرصد الأورومتوسطي: الاحتلال يقتل امرأة فلسطينية كل ساعة في غزة
