كشفت صحيفة هآرتس أن رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير، وبالتنسيق مع جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) أصدر تعليمات رسمية لوقف نشاط مليشيا (عصابة) ياسر أبو شباب، وطرد عناصرها من المناطق التي تنتشر فيها.
ووفق الصحيفة الإسرائيلية فإن المؤسسة الأمنية تعتبر أن استمرار نشاط هذه المليشيا خلال المرحلة المقبلة سيقوض ترتيبات الانسحاب ويؤثر على صورة “السيطرة الأمنية” التي تحاول إسرائيل تسويقها دوليا، مما يجعل تعليمات زامير خطوة لتجنب الفوضى والمساءلة الدولية المحتملة.
وأوضحت هآرتس أن هذه المجموعة لا تمثل أي جزء من المجتمع الفلسطيني، بل تعتبر امتدادا للمليشيات العميلة السابقة التي اعتمد عليها الجيش الإسرائيلي لأغراض أمنية وسياسية.
وأشارت إلى أنه من المتوقع أن تتفكك هذه المجموعة سريعا بمجرد سحب الدعم العسكري، نظرا لغياب أي حاضنة شعبية أو شرعية اجتماعية أو سياسية داخل المجتمع الفلسطيني.
وبرز اسم “أبو شباب” في المشهد الأمني بعد بث كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- في 30 مايو/أيار 2025، مشاهد توثّق استهدافها قوة من “المستعربين” التابعين لجيش الاحتلال شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وأظهرت المقاطع المصورة تحرّك عناصر هذه القوة قرب الحدود الشرقية، واقتحامها عددا من منازل الفلسطينيين، قبل أن يفجّر مقاتلو القسام أحد المنازل المفخخة أثناء وجود القوة داخله مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من أفرادها.
وعقب هذه العملية العسكرية، كشف مصدر أمني بالمقاومة الفلسطينية، أن القوة المستهدفة كانت مجموعة من العملاء المجنّدين لصالح الاحتلال، وممن أوكلت إليهم مهام تمشيط المناطق الحدودية، ورصد تحركات المقاومة، إضافة إلى نهب المساعدات الإنسانية.
وأشار المصدر إلى أن هذه المجموعة تتبع مباشرة لما وصفه بـ”عصابة ياسر أبو شباب” التي تعمل بتنسيق ميداني مع قوات الاحتلال داخل مدينة رفح.
تحليل وتفاصيل إضافية
قرار إيال زامير بوقف التعامل مع مليشيا أبو شباب، كما كشفت هآرتس، يحمل دلالات متعددة. أولاً، يعكس قلق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من تأثير هذه المليشيا على ترتيبات الانسحاب وصورة السيطرة الأمنية التي تسعى إسرائيل لتسويقها. ثانياً، يقر ضمنياً بأن هذه المليشيا كانت جزءاً من منظومة أمنية إسرائيلية تعتمد على العملاء المحليين. ثالثاً، يؤكد غياب أي حاضنة شعبية أو شرعية اجتماعية لهذه المليشيا، مما يجعل مصيرها مرتبطاً بشكل كامل بالدعم العسكري الإسرائيلي. رابعاً، يكشف عن الدور الذي كانت تقوم به هذه المليشيا في تمشيط المناطق الحدودية ورصد تحركات المقاومة ونهب المساعدات، مما يثير تساؤلات حول مدى تورط إسرائيل في هذه الأنشطة. أخيراً، يشير إلى أن المقاومة الفلسطينية تمكنت من اختراق هذه المجموعة وكشفها، مما دفع إسرائيل إلى التخلي عنها.
