ثار بركان هايلي غوبي في إقليم عفر (شمال شرقي إثيوبيا) في حدث جيولوجي غير مسبوق، إذ يعدّ هذا الثوران الأول في التاريخ المسجّل لبركان ظلّ خاملا لآلاف السنين، وفق هيئات الرصد الدولية.

وأطلق البركان أعمدة كثيفة من الرماد والدخان وصلت إلى ارتفاع يتراوح بين 10 و15 كيلومترًا، وفق صور الأقمار الصناعية التي شكّلت المصدر الرئيسي للمعلومات بسبب وقوع البركان في واحدة من أكثر مناطق العالم وعورة وبعدًا عن التجمعات السكانية.

وأظهرت بيانات الأقمار الصناعية رصد سحابة واسعة من غاز ثاني أكسيد الكبريت “إس أو2” (SO₂) وهو غاز قادر على التأثير في جودة الهواء، وتسبّب أمواجه اضطرابات قصيرة المدى في الطقس وتغيّر لون السماء في المناطق المتأثرة.

وظهرت سحب الرماد تتحرك فوق البحر الأحمر باتجاه الجنوب الغربي من ة العربية، حيث وصلت إلى اليمن وسلطنة عمان، في تأكيد بصري لانتقال الرماد مسافات تتجاوز مئات الكيلومترات، كما أظهرت صور أقمار صناعية التقطتها بعثات علمية دولية.

وقد امتدت السحب الرمادية إلى محافظات الحديدة وإب وذمار في اليمن، وأصدرت السلطات هناك تحذيرات من الجسيمات الدقيقة التي يحملها الرماد البركاني، والتي قد تهيّج الجهاز التنفسي وتسبب تلوث المياه وانخفاض الرؤية، حتى في المناطق البعيدة عن موقع الثوران.

وتابعت فرق الرصد الجيولوجي في إثيوبيا حركة التشققات الأرضية ومستويات الانبعاثات، ولم تُسجَّل خسائر بشرية نظرا لوقوع البركان في منطقة نائية، إلا أن السلطات رفعت جاهزية الطوارئ تحسبا لأي تغيّرات قد تمتد إلى القرى والمسارات الرعوية.

وكشفت بيانات الرصد أن البركان يقع ضمن سلسلة إرتا آلي، وهي من أكثر مناطق النشاط البركاني استمرارا في العالم، مما يجعل هذا الثوران مؤشرا على استمرار تحرّك الصفائح التكتونية بالوادي المتصدع الأفريقي، حيث تتباعد الصفائح تدريجيا في عملية ستغيّر شكل المنطقة جيولوجيا خلال آلاف السنين المقبلة.


وأظهر ثوران هايلي غوبي أن البراكين الصغيرة يمكن أن تُحدث تأثيرات إقليمية واسعة عندما تهبّ الرياح باتجاهات مفتوحة، وأن الظواهر الجيولوجية النادرة قادرة على تعطيل الطيران، وإثارة القلق الصحي، وتغيير جودة الهواء في عدة دول خلال ساعات قليلة.
تحليل وتفاصيل إضافية
يُعد ثوران بركان هايلي غوبي حدثًا جيولوجيًا استثنائيًا يسلط الضوء على ديناميكية الأرض وتأثيراتها العابرة للحدود. يكمن جوهر التحليل في فهم أن هذا البركان، الذي ظل خامدًا لآلاف السنين، قد استيقظ ليذكرنا بقوة الطبيعة الكامنة. تداعيات هذا الثوران تتجاوز مجرد إطلاق الرماد والدخان؛ بل تتضمن تغيرات في جودة الهواء، واحتمالية تأثيرات صحية على السكان، وتعطيل حركة الطيران. الأهم من ذلك، يشير هذا الحدث إلى استمرار النشاط التكتوني في الوادي المتصدع الأفريقي، مما قد يؤدي إلى تغييرات جيولوجية كبيرة على المدى الطويل. يجب أن يكون هذا الثوران بمثابة تذكير بأهمية الرصد الجيولوجي والاستعداد لمواجهة الكوارث الطبيعية المحتملة.
أسئلة شائعة حول آثار بركان هايلي غوبي
ما هو بركان هايلي غوبي؟
ما هي أبرز آثار ثوران بركان هايلي غوبي؟
هل تسبب ثوران البركان في خسائر بشرية؟
ماذا يعني ثوران هذا البركان من الناحية الجيولوجية؟
ما هي التحذيرات التي أطلقتها السلطات في المناطق المتأثرة؟
كيف تم رصد ثوران البركان وتأثيراته؟
📌 اقرأ أيضًا
- شيخ عقل الدروز: هناك استغلال سلبي لنا والهجري لا يمكنه مواجهة الحكومة
- انطلاق قمة السبع وترامب يرفض بيانا يدعو إيران وإسرائيل لخفض التصعيد
- واشنطن تفتح تحقيقا بحق “بي بي سي” ووسيلتين إعلاميتين أميركيتين
- لواء إسرائيلي متقاعد: الحكم العسكري والمدينة الإنسانية أوهام تقود لعزلة إسرائيلية
- حميدتي يتهم مجددا مصر بدعم الجيش السوداني
