الثلاثاء - 2 ديسمبر / كانون الأول 2025

غـــــــــــزة

يــــــــــوم

تكنولوجيا

أرامكو تدخل عصر الكم.. ماذا يعني إطلاق أول حاسوب كمي صناعي في الشرق الأوسط لمستقبل الطاقة؟

تابع آخر الأخبار على واتساب

الـخـلاصـة

📑 محتويات:

أرامكو تدخل عصر الكم بإطلاق أول حاسوب كمي صناعي في الشرق الأوسط، بالشراكة مع شركة Pasqal الفرنسية. يمثل هذا الإنجاز نقلة نوعية في مجال الحوسبة الكمية، حيث يضع المملكة في مقدمة الدول التي تستخدم هذه التقنية في التطبيقات الصناعية الحقيقية. يهدف هذا الحاسوب، الموجود في مركز بيانات أرامكو بالظهران، إلى تحليل البيانات المعقدة، محاكاة سلوك المواد، وتحسين العمليات التشغيلية في قطاع الطاقة. من المتوقع أن يسهم في تطوير الطاقة المتجددة، احتجاز الكربون، وتعزيز الابتكار الأخضر، مما يعزز مكانة المملكة كمركز إقليمي للمعرفة في هذا المجال.

ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل

لطالما شكّلت المملكة العربية السعودية أحد الأعمدة المحورية للاقتصاد العالمي، ليس فقط بقدرتها على إنتاج الطاقة، بل بقدرتها على إعادة تعريف حدودها. واليوم، تمضي أرامكو السعودية خطوة أبعد من استخراج الموارد الطبيعية إلى استثمار أكثر موارد الكون تعقيدًا، وهي ميكانيكا الكم.

ففي خطوة تُعيد رسم خريطة الابتكار في المنطقة، أعلنت أرامكو السعودية؛ تشغيل أول حاسوب كمي صناعي في الشرق الأوسط، بالشراكة مع شركة (باسكال) Pasqal الفرنسية المتخصصة في الحوسبة الكمية بالاعتماد على تقنية الذرات المحايدة.



ولا يُعدّ هذا الإنجاز مجرد إضافة إلى البنية الرقمية للشركة، بل إشارة مفصلية إلى دخول المملكة سباق الحوسبة الكمية بثقة، إذ يضعها في مقدمة الدول، التي تمكّنت من نقل الحوسبة الكمّية من المختبر إلى الاستخدامات الصناعية الحقيقية.

حاسوب كمّي في قلب الظهران:

يأتي تركيب الحاسوب الكمي في مركز بيانات أرامكو في الظهران ليكون أول نظام من نوعه في المملكة والمنطقة مخصص للاستخدامات الصناعية الواسعة، في خطوة تؤكد طموح السعودية في بناء قاعدة تقنية متقدمة تتجاوز حدود الحلول التقليدية.

ويعتمد الحاسوب الكمي الجديد على مصفوفة 200 كيوبِت من الذرات المحايدة، وهي بنية معروفة بقدرتها على تنفيذ عمليات كمّية عالية الدقة، ما يمنح المنظومة قابلية واسعة لمعالجة مسائل لم تكن ممكنة عبر الحوسبة التقليدية.

وتؤكد أرامكو أن امتلاك هذا النظام يمثّل بداية لمرحلة جديدة من التطبيقات الصناعية، خصوصًا في تحليل البيانات المعقدة، ومحاكاة سلوك المواد، وتحسين العمليات التشغيلية في قطاع الطاقة.

لماذا الحاسوب الكمّي تحديدًا؟

تعتمد صناعة الطاقة على حل مشكلات بالغة التعقيد تتعلق بفهم تفاعلات الجزيئات الدقيقة، ومحاكاة تدفق الموائع، وتحسين سلاسل الإمداد الضخمة، التي تربط عمليات الاستكشاف بالإنتاج والتوزيع، وتتطلب هذه المشكلات قدرات حاسوبية تفوق ما يمكن للأنظمة الكلاسيكية تقديمه.

وهنا يأتي دور الحوسبة الكمّية، التي تستند إلى خصائص ميكانيكا الكم لتوفير قوة معالجة استثنائية. فالنظام الذي جرى تشغيله في مركز بيانات أرامكو في الظهران قادر على التحكم في 200 كيوبت (Qubit) ضمن مصفوفات ثنائية الأبعاد قابلة للبرمجة، وهي بنية تمنح القدرة على معالجة نماذج معقدة كانت تستغرق شهورًا أو تُعدّ مستحيلة سابقًا.

وتفتح هذه القفزة الحاسوبية الباب أمام تطبيقات واسعة، أبرزها:

  • الكيمياء والمواد الجديدة: محاكاة تفاعلات الجزيئات بدقة لتصميم محفزات أكثر كفاءة لعمليات التكرير، أو تطوير مواد متقدمة لاحتجاز الكربون بتكلفة أقل، وحتى تحسين كفاءة البطاريات وخلايا الوقود بشكل جذري.
  • تحسين العمليات التشغيلية: حل مشكلات التحسين في شبكات الإمداد، وتوزيع الطاقة، وجدولة أعمال المصافي لتقليل الهدر وزيادة الكفاءة التشغيلية إلى مستويات غير مسبوقة.
  • الاستكشاف والإنتاج: معالجة البيانات الزلزالية الضخمة والمعقدة وتحليلها بنحو أسرع وأكثر دقة لتحديد مواقع الاستكشاف الجديدة.

توطين التقنية وبناء المواهب:

لم يكن هذا الإنجاز وليد اللحظة؛ إذ تعود جذوره إلى الاستثمار الإستراتيجي الذي قامت به (واعد فنتشرز)، الذراع الاستثمارية لأرامكو، في شركة (باسكال) منذ يناير 2023، وسمح هذا الاستثمار بتأسيس حضور قوي للشركة في المملكة، وتوطين جزء من قدراتها وأبحاثها وفرقها الهندسية.

كما تتضمن الشراكة جانبًا تعليميًا، إذ ستقدم (باسكال) برامج تدريبية وفرصًا بحثية مشتركة للمهندسين والعلماء السعوديين. ويهدف هذا الاستثمار في تطوير المواهب إلى بناء منظومة كمّية مستدامة، مما يضمن أن المملكة لن تكون مستهلكة للتقنية بل مطورة ومبتكرة لها.

كيف سيغيّر هذا الحاسوب الكمّي مستقبل الطاقة؟

تُعدّ الحوسبة الكمّية محركًا مهمًا للابتكار في الصناعات، التي تعتمد على الحسابات المعقّدة، لذلك سيضع إطلاق هذا الحاسوب الظهران كمركز إقليمي متقدم في سباق الحوسبة الكمّية. وتشمل التطبيقات المحتملة التالي:

  • تسريع التحول الرقمي: إدماج التقنيات الكمّية يسرع من أهداف أرامكو في تحقيق الكفاءة التشغيلية والحياد الكربوني.
  • تعزيز الابتكار الأخضر: سيساعد هذا الحاسوب في استخدام قوة الكم لتطوير حلول جديدة للطاقة المتجددة واحتجاز الكربون بنحو أكثر فعالية، مما يدعم التزامات المملكة المناخية.
  • الريادة الإقليمية في المعرفة: صنع قاعدة معرفية متقدمة تخدم قطاعات الصناعة والمواد الأخرى في المنطقة، لتصبح السعودية مرجعًا في هذا المجال.

باختصار، أرامكو لا تكتشف طريقة جديدة لإنتاج النفط فحسب؛ بل تفتح الباب لاكتشاف طرق جديدة لتوليد الطاقة، وتخزينها، وتوزيعها، مما يضمن أن تكون المملكة لاعبًا محوريًا في صياغة ملامح عصر الطاقة الكمّي الجديد.

تحليل وتفاصيل إضافية

يمثل إطلاق أرامكو لأول حاسوب كمي صناعي في الشرق الأوسط تحولاً استراتيجياً نحو تبني التقنيات المتقدمة. هذه الخطوة لا تعزز فقط مكانة أرامكو كشركة رائدة في قطاع الطاقة، بل تدعم أيضاً رؤية المملكة 2030 في تنويع الاقتصاد وتعزيز الابتكار. الشراكة مع شركة Pasqal الفرنسية تعكس حرص أرامكو على التعاون مع الشركات العالمية المتخصصة لضمان نقل المعرفة وتوطين التقنية. من المتوقع أن يؤدي هذا الاستثمار إلى تطوير حلول مبتكرة في مجالات متعددة، بما في ذلك الطاقة المتجددة، والبتروكيماويات، وتحسين الكفاءة التشغيلية. كما أن التركيز على بناء القدرات المحلية من خلال برامج التدريب المشتركة يضمن استدامة هذا التطور التقني على المدى الطويل.

أسئلة شائعة حول أرامكو تدخل عصر الكم

ما هو الحاسوب الكمي الذي أطلقته أرامكو؟
هو أول حاسوب كمي صناعي في الشرق الأوسط، يعتمد على تقنية الذرات المحايدة، بالشراكة مع شركة Pasqal الفرنسية.
أين يقع الحاسوب الكمي الجديد؟
يقع في مركز بيانات أرامكو في الظهران، المملكة العربية السعودية.
ما هي استخدامات الحاسوب الكمي في قطاع الطاقة؟
يستخدم في تحليل البيانات المعقدة، محاكاة سلوك المواد، وتحسين العمليات التشغيلية، وتطوير الطاقة المتجددة واحتجاز الكربون.
كيف ستستفيد أرامكو من هذه التقنية؟
ستستفيد من تسريع التحول الرقمي، تعزيز الابتكار الأخضر، وتطوير حلول جديدة للطاقة المتجددة واحتجاز الكربون.
ما هو دور شركة Pasqal في هذا المشروع؟
Pasqal هي شركة فرنسية متخصصة في الحوسبة الكمية، وهي شريكة أرامكو في تطوير وتشغيل الحاسوب الكمي.
كيف سيساهم الحاسوب الكمي في تحقيق رؤية المملكة 2030؟
سيساهم في تنويع الاقتصاد، تعزيز الابتكار، وتطوير التقنيات المتقدمة في قطاع الطاقة والمجالات الأخرى.

تابع صوت الغد على مواقع التواصل الاجتماعي : نبض | فيسبوك | تيك توك | إنستغرام | واتساب | تويتر × | تيلغرام