الثلاثاء - 2 ديسمبر / كانون الأول 2025

غـــــــــــزة

يــــــــــوم

أخبار
أخبار

تراجع الدعم لغزة بعد الهدنة.. أرقام صادمة تكشف عمق المأساة

تابع آخر الأخبار على واتساب

الـخـلاصـة

📑 محتويات:

تراجع الدعم لغزة بعد الهدنة يفاقم الأزمة الإنسانية، حيث توقفت المساعدات التي كانت تصل إلى آلاف الأسر. أسماء أحمد، مثالًا، توقف الدعم المالي الذي كانت تتلقاه، ما زاد من قلقها وخوفها على المستقبل. ورغم الهدنة التي بدت كبوابة لالتقاط الأنفاس، إلا أن الواقع يشير إلى تراجع التضامن والدعم، في وقت تتصاعد فيه معاناة الناس. يؤكد العاملون في الإغاثة أن الاحتياجات بلغت ذروتها بعد توقف الحرب، مطالبين بدعم منظم ومستدام لتلبية الاحتياجات الأساسية من الإيواء والغذاء والرعاية الصحية.

ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل

غزة- فجأة ودون سابق إنذار توقف الدعم المالي الذي كانت تتلقاه الفتاة أسماء أحمد، من غزة، والمتمثّل بكفالة شهرية ثابتة من إحدى الجمعيات العربية كانت تصلها خلال عامي الحرب، وساعدتها في تغطية العلاج والأدوية واحتياجاتها اليومية.

ومع إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، توقّفت المساعدة لأسماء حيث أعاقتها الحرب، وقالت ، “كأنهم اعتقدوا أن حاجتي انتهت بتوقف الحرب، لكن حياتي لم تتغير، ولا أزال أخضع للعلاج ولا أملك مصدر دخل”، وتضيف “لم يحزني توقف الكفالة بقدر ما آلمني الشعور أن العالم تخلّى عني عندما لم يعد يرى الدمار على الشاشات”.



وتعيش أسماء قلقا وخوفا من المستقبل، على أمل أن يعيد الداعمون النظر في قراراتهم، لأن الهدنة بالنسبة لها وللآلاف مثلها ليست نهاية للمعاناة، بل بداية فصول جديدة منها.

الأزمة تتعمّق

ورغم أن الهدنة في غزة بدت لكثيرين وكأنها بوابة لالتقاط الأنفاس بعد عامين من القصف المتواصل، إلا أن الواقع على الأرض، يشير إلى مفارقة موجعة؛ فكلما خفت صوت المدافع، قلّ التضامن وتراجع الدعم، في وقت تتصاعد فيه معاناة الناس وتتعمّق.

ومع انحسار صور الدخان والدمار عبر وسائل الإعلام، بقيت آلاف العائلات ترزح تحت عبء فقدان منازلها، وانقطاع مصادر رزقها، وتراكم الديون ونفاد المدخرات.

أكثر من 250,000 عامل في غزة فقدوا مصدر رزقهم بشكل تام نتيجة العدوان (ة)

ويؤكد عاملون ومبادرون في الإغاثة الانسانية بغزة ، أن الدعم والإغاثة شهد تراجعا كبيرا فور توقف العدوان، باعتقاد خاطئ لدى بعض الداعمين بأن توقف القصف يعني انتهاء الحاجة، لكن الواقع، بحسبهم، يؤكد أن الضرورات الأساسية من الإيواء والغذاء والرعاية الصحية والدعم النفسي بلغت ذروتها بعد توقف الحرب، ومحاولة العائلات انتشال نفسها من براثن النزوح.

ويُحذّر هؤلاء من أن ربط التبرعات بفترة الحرب يترك آلاف الأسر في مواجهة فراغ خطر، مؤكدين أن مرحلة ما بعد الحرب هي أكثر المراحل احتياجا للدعم المنظّم والمستدام.

معاناة المواطنين في الحصول على المساعدات في ظل تراجع الدعم لغزة بعد توقف القصف (ة)

وعن ذلك، يقول المدير التنفيذي لمعهد الأمل للأيتام نضال جرادة، ، إن حجم المسؤوليات بعد الحرب تضاعف بشكل غير مسبوق، بفعل النزوح الواسع وفقدان المأوى ومصادر الدخل، وارتفاع أعداد الأيتام والأرامل بشكل مستمر.

ويضيف “التبرعات التي كانت تتدفق خلال الحرب تراجعت بوضوح مع الهدنة، رغم أن نهاية الحرب تُمثل بداية المرحلة الأصعب؛ إذ تتضح الاحتياجات الأكثر عمقا”.

ويشدد جرادة على ضرورة استمرار الدعم وتوجيهه عبر المؤسسات الرسمية الموثوقة، لضمان وصوله إلى مستحقيه بشفافية وعدالة، مبينا أن معهد الأمل يعمل في ظل ضغط هائل لتوفير الرعاية الصحية والنفسية والتعليمية للأيتام، إضافة إلى دعم الأسر المنكوبة، مؤكدا أن استقرار التمويل شرط أساسي لاستمرار هذا الدور الإنساني.

تبعات الحرب

وبحسب الأمم المتحدة، فقد نزح ما لا يقل عن 1.9 مليون شخص، أي نحو 90% من سكان قطاع غزة خلال الحرب، بعضهم اضطر للنزوح عشر مرات أو أكثر ويعيشون في خيام بالية دون أدنى مقومات للحياة. في حين تشير بيانات المكتب الإعلامي الحكومي إلى وجود أكثر من 56 ألف يتيم وما يزيد عن 21 ألف أرملة جراء العدوان.

وتشير بيانات المكتب الإعلامي الحكومي إلى وجود 56 ألفا و348 طفلا يتيما فقدوا أحد الوالدين أو كليهما، إضافة إلى أكثر من 650 ألف طفل مهدّدين بسوء التغذية، و40 ألف رضيع بلا حليب أطفال. كما يوجد 21 ألفا و200 أرملة فقدن المعيل في ظل انعدام السكن ونقص الطعام وغياب الرعاية الصحية نتيجة العدوان. وتواجه 107 آلاف سيدة حامل ومرضع خطرا مباشرا على حياتهن.

كما يسجَّل وجود 19 ألف مصاب بحاجة إلى تأهيل طويل الأمد، و4800 حالة بتر، وأكثر من 12 ألفا و500 مريض سرطان بلا علاج، إضافة إلى 350 ألف مريض مزمن بلا أدوية.

أما فيما يتعلق بالعمال وذوي الدخل اليومي، فهناك أكثر من 250 ألف عامل فقدوا مصدر رزقهم بشكل تام، مما يعني ربع مليون أسرة بلا دخل، وبلا منزل في كثير من الحالات.

هذه الأرقام وحدها تكشف حجم الكارثة القادمة إن لم يستمر الدعم بكثافة. فغزة اليوم ليست بحاجة إلى “مساعدات طارئة” فحسب، بل إلى خطة شاملة للدعم والإغاثة وإعادة البناء.

وفي السياق يقول مدير مؤسسة المستقبل للتنمية والبيئة، علي الديراوي، إن الهدنة لم تُعالج شيئا من تبعات الحرب، وأن آلاف الأسر لا تزال نازحة وبلا دخل، والأعمال الحرفية متوقفة، والمدخرات تبخرت بفعل الغلاء وتراكم الديون.

المعاناة في غزة تتفاقم يوما بعد يوم والمواطنون بحاجة الى استمرار الدعم لتخطي الكارثة (ة)

ويقول الديراوي، ، إن “الحديث عن تحسن الأوضاع، بناء على روايات إعلامية إسرائيلية عن دخول المساعدات، يعكس صورة مضللة للممولين في الخارج، ما يدفع بعضهم للاعتقاد بأن دورهم انتهى”.

ويضيف الديراوي أيضا أن “الاعتماد على المبادرات الفردية بدل المؤسسات الرسمية أضعف الشفافية في توزيع المساعدات”، مؤكدا أن الناس بعد الحرب يعيشون مرحلة جديدة من الألم تتطلب مضاعفة الدعم لا تقليصه.

“الاحتياج أكبر”

ورغم توقف القصف تصاعدت الأزمة، بل انكشفت بالكامل، والمعاناة لم تختف، بل تغيّر شكلها؛ من صدمة القصف إلى واقع النجاة، فلم تشهد مرحلة ما بعد الحرب أي تعافٍ، ولا تزال تحتاج لدعم كبير وإلى مؤسسات قادرة على إدارة هذا الدعم بمهنية.

ويؤكد إبراهيم، المعروف بـ “زوما”، أحد المبادرين الشباب في غزة، أن الهدنة لم تُغير واقع الناس، بل كشفت حجم الفجوة. ويقول ، إن “التبرعات التي كانت تمكّنه من تجهيز طرود غذائية وإقامة تكايا للنازحين، توقفت فور إعلان الهدنة، وكأن انتهاء القصف يعني انتهاء الحاجة”.

ويضيف “اليوم، الاحتياج أكبر بكثير. الناس بلا بيوت ولا دخل ولا قدرة على توفير أساسيات الحياة، لكن الدعم تراجع كأن المعاناة توقفت مع صمت القصف”.

تراجع الاهتمام

وتوضح مسؤولة الإعلام في مؤسسة “غزي دستك” التركية للإغاثة، إسراء الشريف، أن الهدنة وإن أوقفت القصف، لكنها لم تمنع الانهيار الإنساني في غزة، بل كشفت حجمه الحقيقي.

وتقول الشريف ، “رغم ما يراه العالم من هدوء نسبي، يعيش السكان واقعا أشد قسوة؛ اقتصاد مشلول، وآلاف العائلات بلا دخل أو مأوى، وخيام مهترئة لا تصمد أمام برد الشتاء”.

وتشير الشريف إلى أن الخدمات الأساسية تكاد تكون معدومة؛ فلا مدارس، ولا بنية تحتية، ولا مستشفيات قادرة على تقديم الرعاية، في حين يعاني الأطفال آثارا نفسية عميقة ويحتاجون تدخلا عاجلا.

وتُحذّر من تراجع الاهتمام العالمي بغزة بشكل لافت منذ بدء الهدنة، سواء بالتغطية الإعلامية أم تفاعل النشطاء، رغم أن الاحتياج الحقيقي يبدأ بعد توقف الحرب.

وترى الشريف أن أخطر ما تواجهه المؤسسات الإنسانية اليوم هو حملات التشويه التي تستهدف المتطوعين والداعمين وتتهمهم بالفساد، ما أدى إلى تراجع التبرعات وانكماش الثقة، وهو ما يفاقم معاناة العائلات التي تنتظر الغذاء والدواء والمأوى.

وتؤكد أن هذه الحملات ليست عفوية، “بل جزء من مسعى ممنهج لضرب ثقة العالم بأي جهة تقدّم المساعدة لغزة، بهدف خنق آخر شريان دعم يصل للمدنيين”. وتختتم “الهدنة ليست نهاية المأساة، بل بداية مرحلة أصعب، وإذا تراجع العالم الآن، فإنه لا يترك غزة بلا قصف فقط، بل يتركها بلا حياة”.

تحليل وتفاصيل إضافية

تراجع الدعم لغزة بعد الهدنة يمثل تحولًا خطيرًا يهدد بتقويض الجهود الإنسانية والإغاثية التي بُذلت خلال فترة الحرب. هذا التراجع يعكس فهمًا قاصرًا لطبيعة الأزمة، حيث يُفترض خطأً أن توقف القصف يعني انتهاء الحاجة. في الواقع، الاحتياجات تتزايد وتتنوع، بدءًا من توفير المأوى والغذاء، وصولًا إلى الرعاية الصحية والدعم النفسي. يضاف إلى ذلك، أن ضعف التنسيق والاعتماد على المبادرات الفردية بدلًا من المؤسسات الرسمية الموثوقة، يزيد من تعقيد الأمور ويقلل من الشفافية في توزيع المساعدات. حملات التشويه التي تستهدف المتطوعين والداعمين تساهم أيضًا في تقويض الثقة وتقليل التبرعات، ما يزيد من معاناة الأسر المحتاجة. إن استمرار الدعم وتوجيهه بشكل فعال ومستدام هو أمر حيوي لضمان تجاوز غزة لهذه المرحلة الصعبة وإعادة بناء الحياة.

أسئلة شائعة حول تراجع الدعم لغزة

ما سبب تراجع الدعم لغزة بعد الهدنة؟
يعود ذلك إلى اعتقاد خاطئ بأن توقف القصف يعني انتهاء الحاجة، بالإضافة إلى تحول الاهتمام الإعلامي وتراجع التغطية.
ما هي أبرز الاحتياجات الملحة في غزة بعد الهدنة؟
توفير المأوى والغذاء والرعاية الصحية والدعم النفسي، بالإضافة إلى توفير فرص عمل ومصادر دخل للأسر المتضررة.
ما هي تأثيرات تراجع الدعم على سكان غزة؟
تفاقم الأزمة الإنسانية، وزيادة الفقر والبطالة، وتدهور الأوضاع الصحية والنفسية، وعدم القدرة على إعادة بناء الحياة.
كيف يمكن ضمان وصول الدعم إلى مستحقيه في غزة؟
من خلال توجيه الدعم عبر المؤسسات الرسمية الموثوقة، وضمان الشفافية والعدالة في التوزيع، وتجنب الاعتماد على المبادرات الفردية غير المنظمة.
ما هي أبرز التحديات التي تواجه المؤسسات الإنسانية في غزة؟
نقص التمويل، وحملات التشويه التي تستهدف المتطوعين والداعمين، وصعوبة الوصول إلى المحتاجين بسبب الحصار والقيود المفروضة.
ما هو المطلوب من المجتمع الدولي لدعم غزة في هذه المرحلة؟
استمرار الدعم المالي والإغاثي، والضغط على إسرائيل لرفع الحصار وتسهيل دخول المساعدات، وتقديم الدعم السياسي والاقتصادي لإعادة بناء غزة.

تابع صوت الغد على مواقع التواصل الاجتماعي : نبض | فيسبوك | تيك توك | إنستغرام | واتساب | تويتر × | تيلغرام