توفي الكاتب المسرحي البريطاني الشهير توم ستوبارد، الحائز جائزة الأوسكار عن سيناريو فيلم “شكسبير عاشقا” (Shakespeare in Love) إنتاج 1998، عن عمر ناهز 88 عاما، حسب ما أعلنته وكالة “يونايتد إيجنتس”، التي أكدت أنه توفي “بسلام في منزله في دورست، محاطا بعائلته”.
ستوبارد، الذي وُلد في تشيكوسلوفاكيا عام 1937 ثم فرّ مع عائلته من الاحتلال النازي إلى بريطانيا، بدأ مسيرته المهنية صحفيا قبل أن ينتقل إلى عالم الكتابة المسرحية، حيث ترك بصمة واضحة على مدى أكثر من 6 عقود في المسرح والإذاعة والتلفزيون والسينما.
اشتهر ستوبارد بمسرحية “روزنكرانتز وجيلدنستيرن ماتا” (Rosencrantz & Guildenstern Are Dead)، وهي كوميديا عبثية أعادت تخييل شخصيتين ثانويتين من “هاملت” لشكسبير. وعُرف بقدرته الفريدة على المزج بين الفكر الفلسفي والفكاهة الذكية، وهو ما ميّز أعماله التي نالت إشادة واسعة، منها “أركاديا” (Arcadia)، و”ذا كوست أوف يوتوبيا” (The Coast of Utopia).
وحاز ستوبارد خلال مسيرته عددا من الجوائز المرموقة، أبرزها جائزة الأوسكار، ولقب فارس من الملكة إليزابيث الثانية عام 1997 تقديرا لإسهاماته في الأدب.
عقب إعلان الوفاة، أعرب الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا عن “حزن بالغ” لرحيل من وصفوه بأنه “صديق عزيز أظهر عبقريته بكل تواضع”، مضيفين في بيان صادر عن قصر باكنغهام: “كان قلمه قادرا على تناول أي موضوع، وقد فعل ذلك بالفعل ليُلهم ويؤثر في جمهوره”.
من جانبه، كتب مغني الروك البريطاني ميك جاغر -عبر منصة إكس- أن “توم ستوبارد كان كاتبي المسرحي المفضل. يترك لنا إرثا غنيا من الأعمال الفكرية والممتعة. سأفتقده دائما”.
Tom Stoppard was my favourite playwright. He leaves us with a majestic body of intellectual and amusing work. I will always miss him. pic.twitter.com/c9c2Y3ohZn
— Mick Jagger (@MickJagger) November 29, 2025
وأشادت وكالة “يونايتد إيجنتس” بصفات ستوبارد الإنسانية، وقالت في بيانها: “سيُذكر لأعماله المبدعة، ولذكائه، وعفويته، وسخائه، وحبه العميق للغة الإنجليزية. لقد كان شرفا أن نعمل معه ونتعرف عليه”.
تحليل وتفاصيل إضافية
توم ستوبارد يمثل قامة أدبية جمعت بين العمق الفكري والقدرة على إمتاع الجمهور، وهو ما تجلى في أعماله المتنوعة التي غطت المسرح، السينما، والإذاعة. رحيله يمثل خسارة كبيرة للمشهد الثقافي البريطاني والعالمي، إذ ترك إرثًا فنيًا سيظل يلهم الأجيال القادمة. قدرته على إعادة صياغة الكلاسيكيات بأسلوب معاصر، كما فعل في ‘روزنكرانتز وجيلدنستيرن ماتا’، تظهر عبقريته في فهم النصوص وتقديمها بمنظور جديد. نعى الملك تشارلز له دلالة على مكانته الرفيعة في المجتمع البريطاني، وتأثيره العميق في مختلف الأوساط.
