الأربعاء - 10 ديسمبر / كانون الأول 2025
علوم

في بوتسوانا.. طريقة جديدة لحل الخلاف بين البشر والفيلة

تابع آخر الأخبار على واتساب

أسوار خلايا النحل تحمي مزارع بوتسوانا من الفيلة لكنها تحتاج دعماً بيئياً

الـخـلاصـة

📑 محتويات:

في شمال بوتسوانا، حيث يهدد مرور قطيع من الفيلة محاصيل المزارعين، يبحث العلماء عن حلول ذكية لتقليل النزاع. ظهر تكتيك “أسوار خلايا النحل” كحاجز فعال، مستغلاً خوف الفيلة من لسعات النحل الأفريقي المؤلمة. لاختبار الفكرة محلياً، شغّل باحثون من جامعة نيوساوث ويلز تسجيلات طنين النحل. أظهرت النتائج أن 53.3% من الفيلة تفاعلت بالانسحاب، وهي نسبة غير مضمونة. يفسر العلماء ذلك بندرة النحل في بوتسوانا الجافة، مما يقلل من خوف الفيلة من الطنين. لذا، تحولت الدراسة إلى سؤال أعمق: كيف ندعم وجود النحل أصلاً، لخدمة التلقيح وتقليل النزاع مع الفيلة في آن واحد؟

📎 المختصر المفيد:
• تستخدم أسوار خلايا النحل كحاجز مادي وصوتي لردع الفيلة في أفريقيا.
• الفيلة تتجنب سرب النحل الغاضب خوفاً من لسعات حول العينين والخرطوم.
• اختبارات بوتسوانا أظهرت تفاعل 53.3% من مجموعات الفيلة مع صوت الطنين.
• انخفاض فعالية الردع يعود إلى ندرة النحل في شمال بوتسوانا الجاف.
• الدراسة تقترح دعم وجود النحل لخدمة التلقيح وتقليل النزاع مع الفيلة.

ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل

في شمال بوتسوانا، قد يفيق مزارع صباحا ليجد فيلا يتجوّل قرب بيته أو حقله. ومع أن الفيلة رمز بري مهيب ومحبوب في تلك المناطق، فإن مرور قطيع واحد عبر مزرعة صغيرة قد يمحو شهورا من العمل في دقائق. لذلك يبحث العلماء عن حلول “ذكية” تبعد الفيلة عن المحاصيل من دون إيذاء الفيلة أو المحاصيل.



الفكرة التي يقترحها فريق بحثي بقيادة علماء من جامعة نيوساوث ويلز الأسترالية تبدو غريبة، لكنها مبنية على ملاحظة متكررة في دول أفريقية أخرى، وهي أن الفيلة لا تحب مواجهة النحل الأفريقي، لأن لسعات سرب غاضب، خصوصا حول العينين وداخل الخرطوم، مؤلمة ومربكة.

أسوار خلايا النحل

ولهذا ظهر تكتيك “أسوار خلايا النحل”، ويشمل خلايا حية تُعلّق بين أعمدة حول الحقول، فتعمل كحاجز مادي وصوتي ورائحي يردع الفيلة.

بل إن فكرة “الصوت وحده” لها جذور قديمة، ففي تجربة علمية كلاسيكية عام 2007 وجد أن غالبية الفيلة في عينة من 18 مجموعة عائلية تحركت بعيدا عند سماع طنين نحل مضطرب، بينما تجاهلت صوت الضجيج الأبيض المستخدم للمقارنة.

في بوتسوانا أرادت الباحثة تمبي آدامز، من كلية العلوم البيولوجية والبيئية، اختبار الفكرة محليا أولا، بدل الاستثمار المباشر في أسوار خلايا النحل، فبدأت بتشغيل تسجيلات طنين النحل لفيلة برّية ومراقبة ما إذا كانت ستنسحب تلقائيا، ثم مقارنة ذلك بتشغيل ضجيج أبيض كاختبار ضبط.

وبحسب الدراسة التي نشرها الفريق في دورية “باكيديرم”، فإن بعض الفيلة انسحبت فور سماع الطنين، وأخرى بالكاد تحرّكت، ومع ذلك ظهرت إشارة واضحة أن الطنين أحدث أثرا أكبر من الضجيج الأبيض.

بيّنت التجارب أن 53.3% من المجموعات العائلية من الفيلة تفاعلت داخل منطقة الراحة عند تشغيل صوت النحل، مقابل 26.6% في مجموعة الضبط (الضجيج الأبيض).

ردع غير مضمون

هذه أرقام تقول إن هناك ردعا لكنه غير مضمون، ويفسر العلماء ذلك بأن النحل نفسه نادر في شمال بوتسوانا. فإذا لم يختبر الفيل لسعات النحل كثيرا، فلن يتكون لديه سبب قوي للخوف من الطنين.

وتُرجع الباحثة ذلك إلى جفاف المنطقة، وقصر موسم الإزهار، ومحدودية الزراعة، واتساع المناطق التي لا تحتوي على ماء، وهي ظروف لا تساعد النحل على الازدهار.

الدراسة تحوّل الإجابة عن سؤال النزاع بين البشر والفيلة من “كيف نخيف الفيلة؟” إلى “كيف ندعم وجود النحل أصلا؟” لأن ذلك قد يخدم التلقيح والزراعة وربما يقلل النزاع مع الفيلة في الوقت نفسه.

🔍 تحليل وتفاصيل إضافية

يشير هذا التحول في استراتيجيات الحماية إلى إدراك متزايد بأن حلول النزاع البيئي يجب أن تكون متجذرة في دعم التنوع البيولوجي وليس فقط في الردع التكتيكي. في سياق بوتسوانا، التي تعتمد بشكل كبير على السياحة البيئية، فإن حماية الفيلة أمر حيوي للاقتصاد الوطني. ومع ذلك، فإن الخسائر الزراعية الناتجة عن تدمير المحاصيل تخلق ضغطاً سياسياً واجتماعياً كبيراً. إن ربط حل مشكلة الفيلة بدعم النحل يمثل استثماراً مزدوجاً: فهو يقلل من النزاع، ويدعم الأمن الغذائي المحلي عبر التلقيح، ويحسن من مرونة النظام البيئي في مواجهة الجفاف. هذا التوجه يفرض على الحكومات الأفريقية إعادة تخصيص الموارد نحو مشاريع بيئية متكاملة بدلاً من الاكتفاء بالحلول الأمنية التقليدية.

💡 إضاءة: التحول في استراتيجية حل النزاع من تخويف الفيلة إلى دعم ازدهار النحل المحلي في بوتسوانا.

❓ أسئلة وأجوبة حول تكتيك النحل والفيلة

شو هي فكرة “أسوار خلايا النحل” بالضبط؟
هي خلايا نحل حية تُعلّق بين أعمدة حول الحقول، فتعمل كحاجز مادي وصوتي ورائحي يردع الفيلة عن الاقتراب من المحاصيل.
ليش الفيلة بتخاف من النحل؟
تخشى الفيلة لسعات سرب النحل الغاضب، خصوصاً حول المناطق الحساسة مثل العينين وداخل الخرطوم، مما يسبب لها ألماً وإرباكاً شديدين.
هل صوت النحل لحاله بيكفي لردع الفيلة؟
أظهرت التجارب أن صوت طنين النحل المضطرب أحدث أثراً أكبر من الضجيج الأبيض، حيث انسحبت 53.3% من مجموعات الفيلة المختبرة.
ليش نسبة الردع كانت قليلة ببوتسوانا تحديداً؟
يعود ذلك إلى ندرة النحل في شمال بوتسوانا بسبب الجفاف وقصر موسم الإزهار، مما يعني أن الفيلة لم تختبر لسعات النحل كثيراً لتخاف من الطنين.
مين الفريق اللي عمل هاي الدراسة؟
قاد الفريق البحثي علماء من جامعة نيوساوث ويلز الأسترالية، ونُشرت الدراسة في دورية “باكيديرم”.
شو هو الحل الأعمق اللي اقترحته الدراسة؟
اقترحت الدراسة تحويل التركيز من تخويف الفيلة إلى دعم ازدهار النحل المحلي، مما يخدم التلقيح والزراعة ويقلل النزاع مع الفيلة بشكل مستدام.