يوميات جنوب لبنان: كيف يتصدى الأهالي لخطر الحرب الشاملة؟
الـخـلاصـة حول يوميات جنوب لبنان
- 🔹 الملخص
- 🔹 تحليل
- 🔹 أسئلة شائعة
تُظهر يوميات جنوب لبنان صموداً استثنائياً للأهالي في مواجهة الغارات الإسرائيلية المتكررة، حيث لا ينبع الخوف من الحرب بقدر ما ينبع من هاجس فقدان الأرض والهوية. تتصاعد التهديدات الإسرائيلية بالتزامن مع إعداد خطة لهجوم واسع، مبررةً ضرباتها باستهداف مواقع لحزب الله. في المقابل، تحاول الحكومة اللبنانية تنفيذ خطة حصر السلاح جنوب الليطاني، رغم رفض حزب الله وربطه أي نقاش بالانسحاب الإسرائيلي. وتواجه بيروت تحذيرات دولية بشأن عملية عسكرية محتملة. ورغم العقبات اليومية والدمار، يفضل السكان البقاء في قراهم، مؤكدين أن لبنان “ممنوع أن يُهزم”، في ظل استنزاف نفسي واجتماعي مستمر.
📎 المختصر المفيد:
• تتكرر الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان وشرقه، وتبررها تل أبيب باستهداف مجمعات تدريب تابعة لوحدة الرضوان في حزب الله.
• أهالي الجنوب يفضلون البقاء في قراهم، معتبرين الأرض ذاكرة وهوية، ويخشون فقدان المكان أكثر من اندلاع حرب جديدة.
• إسرائيل أنهت إعداد خطة لهجوم واسع، وربطت تنفيذها بفشل الحكومة اللبنانية في تفكيك سلاح حزب الله قبل نهاية العام الجاري.
• الحكومة اللبنانية تنفذ المرحلة الأولى من خطة حصر السلاح جنوب الليطاني التزاماً بالقرارات الدولية.
• بيروت تلقت تحذيرات دولية وعربية بشأن عملية عسكرية إسرائيلية واسعة محتملة، وتكثف اتصالاتها الدبلوماسية لتحييد البلاد.
ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل
جنوب لبنان- في الأشهر الأخيرة، تحوّل جنوب لبنان وشرقه إلى مسرح شبه دائم لغارات جوية إسرائيلية من تلال الخردلي مرورا بمرتفعات إقليم التفاح وصولا إلى أطراف البقاع الغربي، تتكرر الضربات وتتطابق رواية الاحتلال، في مشهد يوحي بتصعيد محسوب أكثر منه ردا على تطورات ميدانية طارئة.
تقول زهراء راضي، من بلدة حولا، إن الخوف لا ينبع من احتمال اندلاع حرب جديدة بل من هاجس فقدان المكان، “بالنسبة للأهالي، الأرض ليست مجرد مساحة جغرافية، بل ذاكرة وهوية جماعية تتوارثها الأجيال وعنوان صمود على مر العقود”.
وتضيف “رغم الضغوط والخسائر، نبقى على استعداد للوقوف يدا واحدة دفاعا عن أرضنا، ومنع أي محاولة لفرض واقع جديد بالقوة”.
ولا يختلف المشهد كثيرا في بلدة مركبا الحدودية، حيث ترى فاطمة شعيب أن القلق الأكبر يتعلق بإمكانية فقدان ذكريات عاش عليها الآباء والأجداد. وتؤكد أن “الأرض بالنسبة لأهالي مركبا ليست فقط مصدر رزق بل امتداد لهويتهم وانتمائهم، ورغم الغارات والضغوط المتواصلة نفضل البقاء فيها وعدم النزوح مرة أخرى، حتى لو اقتضى الأمر أن نقضي آخر يوم في حياتنا عليها”.

شكوك
في الأثناء، يواصل الجيش الإسرائيلي تبرير غاراته ويبررها باستهداف “مجمعات تدريب وتأهيل” تابعة لوحدة قوة الرضوان في حزب الله، وهي رواية لم تشهد تغيرا يُذكر وتترافق مع تصاعد ملحوظ في نبرة تهديداته التي تتهم الحزب بمحاولة إعادة ترميم قدراته العسكرية.
يأتي ذلك قبيل الاجتماع المرتقب للجنة وقف الأعمال العدائية “الميكانيزم”، المقرر عقده الأسبوع المقبل، وسط شكوك متزايدة بشأن قدرتها على كبح التصعيد أو منع انزلاقه نحو مواجهة أوسع.
ويتقاطع هذا التصعيد مع تسريبات نقلتها هيئة البث الإسرائيلية تفيد بأن جيش الاحتلال أنهى خلال الأسابيع الماضية إعداد خطة لهجوم واسع يستهدف مواقع تابعة لحزب الله. ويبقى تنفيذها مشروطا بفشل الحكومة والجيش اللبنانيين في تفكيك سلاح الحزب قبل نهاية العام الجاري، في ما يبدو كأنه وضع للبنان أمام مهلة زمنية وضغط أمني مفتوح.
في المقابل، يواصل الجيش اللبناني تنفيذ المرحلة الأولى من “خطة حصر السلاح بيد الدولة” في منطقة جنوب نهر الليطاني، على أن تُستكمل مع نهاية الشهر الحالي تمهيدا للانتقال لاحقا إلى شمال الليطاني. وتقول الحكومة إن هذه الخطوة تأتي التزاما بالقرارات الدولية، وفي مسعى لتجنيب البلاد مواجهة عسكرية شاملة.

تحذيرات
من جانبه، أكد رئيس الحكومة نواف سلام أن حصر السلاح جنوب الليطاني سيتم قبل نهاية العام الجاري، على أن يُستكمل في بقية المناطق اللبنانية بحلول نهاية السنة المقبلة. غير أن هذا المسار يواجه تحديات سياسية وأمنية معقدة في ظل رفض حزب الله للخطة، وربطه أي نقاش بشأن سلاحه بانسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي اللبنانية المحتلة.
وكشف وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي عن تلقي بيروت تحذيرات من جهات عربية ودولية بشأن استعداد إسرائيل لشن عملية عسكرية واسعة ضد البلاد. وأوضح أن الدولة تكثف اتصالاتها الدبلوماسية لتحييد لبنان ومرافقه الحيوية عن أي ضربة محتملة، مشددا على أن اجتماعات لجنة “الميكانيزم” لا تعني الدخول في مفاوضات مباشرة مع تل أبيب، بل تهدف إلى إعادة تفعيل اتفاقية الهدنة.
واعتبر رجي أن سلاح حزب الله “لم يثبت فعاليته في إسناد غزة أو في حماية لبنان”، مشيرا إلى أن الدولة تحاوره لإقناعه بتسليمه، لكنه لا يزال يرفض ذلك.
وبين خطط عسكرية إسرائيلية جاهزة وضغوط دولية متصاعدة ومسار داخلي شائك لحصر السلاح، يبقى السؤال الأكثر إلحاحا بعيدا عن الحسابات السياسية، كيف يعيش أهالي جنوب لبنان يومياتهم تحت وقع تهديدات الاحتلال المستمرة، وبين انتشار الجيش اللبناني واحتمالات التصعيد المفتوحة؟

عقبات يومية
لا يمكن القول إن عودة الأهالي إلى قراهم الحدودية في المنطقة تحققت بمجرد إعلان وقف إطلاق النار، فالعائدون منهم يواجهون عقبات يومية متعددة في مقدمتها الخطر الدائم الذي يهدد حياتهم نتيجة احتمال استهداف جيش الاحتلال، إلى جانب الدمار المستمر في عشرات القرى، حيث تظل المياه والكهرباء والطرق مقطوعة.
في بلدة ميس الجبل، يرى زهر الدين أن تل أبيب قد تفعل ما تشاء وقد تنجح أو تفشل، لكن المعادلة تتغير تماما عندما يكون الاشتباك على الأرض، حيث تصبح الأمور أكثر تعقيدا وصعوبة. ويضيف أن “خيار التفاوض حاضر دائما، فإسرائيل لا يوجد ما يبعدها عن طاولة الحوار”، أما الحديث عن حرب شاملة تطال كل ما أُعيد ترميمه، فيستبعده تماما، مؤكدا أن “لبنان ممنوع أن يُهزم”.
ويستند في موقفه إلى الرمزية الدينية والسياسية للبنان، واصفا إياه بـ”عاصمة مسيحيي الشرق”، ومشيرا إلى زيارة البابا ليو الـ14 له فور انتخابه “كدليل على خصوصيته ومكانته”. لكنه في الوقت نفسه يقر بتأثير الأحداث الراهنة على الناس حيث تدفع كثيرين إلى مغادرة منازلهم تحت وطأة الخوف والقلق، في مشهد يعكس “استنزافا نفسيا واجتماعيا مستمرا”.
بدورها، تعيش عناية خليل، من ميس الجبل أيضا، حالة من القلق الدائم، لكنها لا تسمح لهذه الحالة بدفعها لترك منزلها أو أرضها، وتقول “الخوف حاضر في تفاصيل حياتنا اليومية، والقلوب لم تعد تحتمل مزيدا من الترقب”.
وتشرح آليات التعامل مع أي تصعيد أمني، مشيرة إلى أن العائلة تلتزم البيوت طالما بقي الخطر بعيدا، لكنها تلجأ مؤقتا إلى منطقة “دبي” القريبة من مواقع قوات الطوارئ الدولية عند اقتراب التهديدات.
لكنّ هاجس عناية لا يقتصر على لحظات الخطر الآني، بل يمتد إلى احتمال عودة الحرب مجددا، فهي تؤكد أن الأسرة عادت إلى منزلها بعد سنوات طويلة من التعب دون أي تعويض عما لحق بها سابقا، معربة عن خشيتها من أن تتكرر الخسارة ويضيع ما تبقى من “شقاء العمر”.
🔍 تحليل يوميات جنوب لبنان وتفاصيل إضافية
تُشير هذه التطورات بوضوح إلى أن التصعيد الحالي ليس مجرد ردود فعل ميدانية، بل هو جزء من استراتيجية إسرائيلية أوسع تهدف إلى تغيير قواعد الاشتباك وفرض واقع أمني جديد قبل نهاية العام الجاري. الضغط على الحكومة اللبنانية لتفكيك سلاح حزب الله جنوب الليطاني، بالتزامن مع تسريب خطط هجوم واسع، يضع بيروت في مأزق سياسي وأمني مزدوج. فمن جهة، هناك التزام دولي بتطبيق القرارات، ومن جهة أخرى، هناك رفض داخلي قاطع من القوى المهيمنة. هذا التوتر يخلق بيئة من عدم اليقين تؤثر بشكل مباشر على يوميات جنوب لبنان. إن ربط تنفيذ خطة الهجوم بفشل تفكيك السلاح يمثل مهلة زمنية مفتوحة، تستغلها تل أبيب لزيادة الاستنزاف النفسي والاقتصادي للسكان. كما أن التباين في الرؤى بين الحكومة التي ترى أن سلاح حزب الله “لم يثبت فعاليته” وبين الحزب الذي يربطه بالاحتلال، يعمق الانقسام الداخلي. إن استمرار يوميات جنوب لبنان تحت هذا الضغط يهدد بتحويل المنطقة إلى منطقة عازلة غير معلنة، حتى لو لم تندلع حرب شاملة. الحلول الدبلوماسية عبر لجنة “الميكانيزم” تبدو ضعيفة أمام الإصرار الإسرائيلي على تغيير الوضع القائم، مما يجعل يوميات جنوب لبنان رهينة للتوازنات الإقليمية المعقدة.
💡 إضاءة: رفض أهالي الجنوب النزوح مرة أخرى، وتفضيلهم البقاء في قراهم حتى لو اقتضى الأمر أن يقضوا آخر يوم في حياتهم عليها، خوفاً من فقدان الهوية والذاكرة الجماعية المرتبطة بالأرض.
❓ صمود الجنوب: أسئلة وإجابات حول التهديدات
ليش الأهالي عم يرجعوا على بيوتهم رغم الخطر؟
شو هي خطة الحكومة اللبنانية لحصر السلاح؟
هل إسرائيل فعلاً جاهزة لعملية عسكرية واسعة؟
شو يعني لجنة “الميكانيزم”؟
شو رأي الحكومة اللبنانية بسلاح حزب الله؟
كيف عم يتعامل الناس مع القلق اليومي؟
📖 اقرأ أيضًا
- “بيروت المرفأ”.. معرض لبناني يربط تاريخ العاصمة بحاضرها
- معالم الكويت.. صروح تمزج روح الحداثة وعبق التاريخ
- من غزة إلى عيتا الشعب.. حين يتحول الألم إلى مسرح
- رحيل الفلسطيني محمد لافي.. غياب شاعر الرفض واكتمال “نقوش الولد الضال”
- ردود فعل متباينة على تعميم “ملابس السباحة المحتشمة” بالشواطئ العامة في سوريا

