الإهمال الطبي للأسرى يهدد حياة فيصل سباعنة المسن
الـخـلاصـة حول الإهمال الطبي للأسرى
- 🔹 الملخص
- 🔹 تحليل
- 🔹 أسئلة شائعة
تتابع عائلة الأسير المسن فيصل سباعنة (65 عاماً) بقلق بالغ تدهور حالته الصحية في سجون الاحتلال، وسط مخاوف حقيقية من استشهاده نتيجة الإهمال الطبي للأسرى. سباعنة، المعتقل إدارياً منذ 26 شهراً، نُقل مؤخراً إلى مستشفى سوروكا إثر نوبة قلبية حادة، وكشفت الفحوصات عن انسداد في الشرايين والتهاب حاد في المرارة. ورغم التدخل الجراحي، لا يزال يعاني من التهابات حادة. المحامي أكد أن المخابرات ترفض الإفراج عنه رغم التوصيات القضائية وتدهور وضعه الصحي، مما ينفي ذريعة كونه خطراً أمنياً. هيئة الأسرى حذرت من لامبالاة الاحتلال، مشيرة إلى أن سباعنة ضحية لسياسة الاعتقال الإداري الممنهجة التي تضرب بعرض الحائط المواثيق الدولية.
📎 المختصر المفيد:
• الأسير فيصل سباعنة (65 عاماً) معتقل إدارياً منذ 26 شهراً ويعاني من أمراض مزمنة خطيرة، أبرزها الضغط والسكري ومشاكل في القلب.
• نُقل سباعنة إلى المستشفى إثر نوبة قلبية حادة، وأظهرت الفحوصات انسداداً في الشرايين والتهاباً حاداً في المرارة استدعى تدخلاً جراحياً.
• رفض الأسير البقاء في المستشفى هرباً من تكبيل يديه وقدميه في السرير على مدار الساعة، وهو ما وصفه بالتعذيب الإضافي.
• المخابرات الإسرائيلية ترفض الإفراج عنه وتواصل تجديد اعتقاله الإداري رغم التوصيات القضائية وتدهور حالته الصحية.
• هيئة الأسرى حذرت من أن سباعنة ضحية لسياسة الإهمال الطبي المتعمد والاعتقال الإداري الذي يطال أكثر من 3500 أسير بلا تهم.
ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل
جنين- على قلق تتابع نادية سباعنة (أم إبراهيم) الأخبار “الشحيحة” حول تدهور الوضع الصحي لزوجها الأسير المسن فيصل سباعنة (65 عاما) من بلدة قباطية جنوبي مدينة جنين شمال الضفة الغربية، والمعتقل إداريا منذ 26 شهرا مضت في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
والاعتقال الإداري يتم بموجبه اعتقال الفلسطينيين وفقا لأوامر عسكرية إسرائيلية بذريعة وجود ملف سري يدين المعتقل، دون توجيه لائحة اتهام أو محاكمة، لعدة أشهر قابلة للتمديد عدة مرات.
تحدثت أم إبراهيم عن تفاصيل الحالة الصحية التي يعانيها زوجها مؤخرا؛ إذ نُقل ليلة الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي من سجن نفحة إلى مستشفى سوروكا إثر تعرضه لنوبة قلبية حادة، وذلك بعد أن كانت إدارة السجن قد رفضت نقله إلى المستشفى بتاريخ 22 أكتوبر/تشرين الأول حين باغتته النوبة للمرة الأولى.
وقالت إن الفحوصات لاحقا أظهرت وجود انسداد في الشرايين تزامنا مع التهاب حاد في المرارة، مما استدعى تدخلا طبيا عبر إحداث ثقوب في البطن وتثبيت أنابيب طبية، موضحة أن محاميا (لم تسمّه) زاره في 2 ديسمبر/كانون الأول الجاري وأكد أنه لا يزال يعاني من التهاب حاد في المرارة ويخضع للعلاج بالمضاد الحيوي عن طريق الوريد.
1️⃣ معاناة متراكمة وإهمال طبي يهدد حياة أسيرين فلسطينيين في سجون الاحتلال أحدهما مسن في ظروف قاسية #ألبوم ⏬ pic.twitter.com/1mXeQMJgpl
— ة فلسطين (@AJA_Palestine) December 9, 2025
مخاوف العائلة
أكثر ما يوجع عائلة الأسير الفلسطيني هو اعتداء المسعفين عليه بالضرب داخل سيارة الإسعاف أثناء نقله غير آبهين لوجعه وآلام قلبه ومرارته. وقالت الزوجة “رفض أبو إبراهيم البقاء في المستشفى لاحقا وفضل العودة لعيادة السجن، هربا من تكبيل يديه وقدميه في السرير على مدار الساعة، وهو ما اعتبره تعذيبا إضافيا لا يطاق”.
يعاني الأسير فيصل سباعنة من أمراض مزمنة سابقة للاعتقال، منها الضغط والسكري ومشاكل في الغضاريف، وقد أجرى عمليتي قسطرة سابقا، وأمضى في سجون الاحتلال ما مجموعه 15 عاما.
وسط هذه المعاناة والتفاصيل الموجعة أعربت أم إبراهيم عن “رعبها الحقيقي” من فقدان زوجها داخل الأسر، مضيفة “قلت للمحامي وللجميع أنا غير مستعدة نهائيا لسماع خبر استشهاده أو أن يقول لي أحد الله يرحمه”.
وأشارت إلى أن زوجها رجل مسن ومريض، ومع ذلك يتم التعامل معه بإهمال طبي متعمد وتجويع ممنهج كجزء من سياسة الاحتلال تجاه الأسرى في العامين الأخيرين خاصة.
هذا الغياب الممتد لما يزيد عن العامين، انعكس بشكل جلي على زوجته التي بقيت وحيدة في المنزل بعد أن زوّجت أبناءها السبعة. ورغم التفاف الأبناء والأحفاد حولها ليلا ونهارا، فلا شيء يعوضها عن شريكها الذي خلف غيابه “فراغا قاتلا” كما وصفته، فتقول “أنا ما لي إلا زوجي، وزوجي ما له إلا أنا”.
أبو إبراهيم الذي يتسم “بحنانه المفرط”، والذي تجمعه علاقة وصفتها زوجته “بالرائعة جدا” مع عائلته، هو جد لـ21 حفيدا.
وأوضحت أم إبراهيم -بمرارة- أن فترة اعتقاله الحالية شهدت الكثير من التغييرات والأحداث العائلية مثل ولادة 3 أحفاد جدد لم يرهم قط، ولا يعرف سوى أسمائهم، حيث حُرم من رؤية صورهم أو سماع أصواتهم، في ظل انقطاع كامل لأي وسيلة تواصل بصرية أو صوتية معه.

تعنت قانوني
بدوره أكد المحامي أشرف أبو سنينة المتابع لملف الأسير فيصل سباعنة أن الوضع الصحي للأسير سباعنة (65 عاما) يشهد تدهورا خطيرا ومستمرا منذ شهرين، حيث خضع لعملية جراحية ويعاني من التهابات حادة ومشاكل في الأمعاء.
وأشار أبو سنينة إلى تدخل منظمة “أطباء بلا حدود” لمحاولة الضغط للإفراج عنه، إلا أن ذلك لم يسعف حالته حتى الآن، محذرا من خطورة حقيقية على حياته قد تؤدي إلى استشهاده، وهو ما تخشى العائلة وقوعه.
ولفت أبو سنينة إلى أنه ورغم وجود توصيات سابقة من المحكمة الإسرائيلية بإنهاء ملفه الإداري، فإن المخابرات الإسرائيلية ترفض الإفراج عنه وتواصل تجديد اعتقاله. وقال “قدم الدفاع طلبات لتعيين جلسة مستعجلة وللإفراج عنه نظرا لظروفه الصحية، إلا أن المحكمة لم تحدد موعدا للاستئناف حتى الآن”.
وأكد المحامي على انعدام المسوغ القانوني لاستمرار اعتقاله، حيث إن الأسير رجل مسن ومريض يقضي وقته في العلاج، مما ينفي ذريعة كونه “خطرا على أمن المنطقة” التي يتذرع بها الاحتلال.
الشهيد الأسير صخر أحمد زعول (26 عاما) هو ثاني معتقل يرتقي في سجون الاحتلال خلال أسبوع مع تصاعد جرائم التعذيب والتنكيل بحق الأسرى الفلسطينيين https://t.co/1PznBS4Pnc
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) December 14, 2025
تحذيرات رسمية
من جهتها، حذّرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين (رسمية) على لسان المتحدث باسمها ثائر شريتح، من التدهور الخطير الذي طرأ على الوضع الصحي للأسير فيصل سباعنة، مشيرا إلى أن الاحتلال يتعامل مع حالته بـ”لامبالاة” قد تودي بحياته. في تكرار لسيناريو الإهمال الذي أودى بحياة عشرات الأسرى سابقا.
وأشار شريتح إلى أن سباعنة هو ضحية لسياسة “الاعتقال الإداري” التي يحتجز الاحتلال بموجبها أكثر من 3500 أسير فلسطيني بلا تُهم أو محاكمات، واصفا ما يجري بأنه “عقاب جماعي” وعنجهية تضرب بعرض الحائط كافة المواثيق والاتفاقيات الدولية، حيث بات كل مواطن فلسطيني مهددا بهذا الاعتقال التعسفي في أية لحظة.
وفي سياق الحديث عن واقع الحركة الأسيرة، كشف شريتح عن ارتقاء 86 شهيدا داخل السجون خلال العامين الماضيين، معتبرا ذلك “جريمة متواصلة ومتراكمة” تتغذى على غياب المساءلة الدولية. وأكد أن استمرار الصمت الدولي وعدم تدخل المؤسسات الحقوقية يمنح الاحتلال الضوء الأخضر لمواصلة جرائمه.
وأوضح شريتح أن هيئة الأسرى طالبت مرارا، وعلى مدار عامين، اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمات الصحية بالتدخل وتشكيل طواقم طبية لمعاينة الواقع الخطير داخل السجون، إلا أن الأسرى تُركوا للاستفراد بهم من قبل السجانين.
وقال “ما يتعرض له الأسرى من تعذيب وتنكيل ليس سلوكا فرديا، بل هو نتاج “سياسات ممنهجة” تحظى بدعم مالي وسياسي مباشر من حكومة نتنياهو وأعلى الأوساط العسكرية والسياسية في إسرائيل، التي ترفض التعامل مع أي جهة فلسطينية رسمية لمتابعة شؤون الأسرى”.
🔍 تحليل الإهمال الطبي للأسرى وتفاصيل إضافية
تُشير هذه التطورات بوضوح إلى أن قضية الأسير فيصل سباعنة ليست مجرد حالة إهمال فردية، بل هي انعكاس لسياسة ممنهجة تستخدم الاعتقال الإداري والإهمال الطبي كأدوات للضغط والتنكيل. إن استمرار احتجاز رجل مسن ومريض، رغم التوصيات القضائية التي تنفي كونه “خطراً أمنياً”، يؤكد أن الهدف هو العقاب الجماعي وتعميق معاناة العائلات. هذا التعنت القانوني يندرج ضمن منظومة أوسع تهدف إلى إفراغ القانون من محتواه، حيث يتم تجاهل التدخلات الحقوقية (مثل أطباء بلا حدود) بشكل كامل. إن رفض تحديد جلسة استئناف عاجلة لأسير يصارع الموت يمثل استخفافاً بالمعايير الإنسانية الأساسية. الأرقام التي كشفت عنها هيئة الأسرى حول ارتقاء 86 شهيداً في السجون خلال عامين تؤكد أن الإهمال الطبي للأسرى ليس حادثاً عابراً، بل هو استراتيجية مدعومة من أعلى المستويات السياسية والعسكرية. إن الصمت الدولي المستمر يمنح الاحتلال ضوءاً أخضر لمواصلة هذه الجرائم، مما يحول السجون إلى مقابر بطيئة. إن استمرار سياسة الإهمال الطبي للأسرى يمثل انتهاكاً صارخاً لاتفاقية جنيف الرابعة، ويجب أن يدفع المؤسسات الدولية للتحرك الفوري لإنقاذ حياة المعتقلين المرضى.
💡 إضاءة: رفض الأسير المسن فيصل سباعنة البقاء في المستشفى بعد تعرضه لنوبة قلبية، مفضلاً العودة لعيادة السجن هرباً من تكبيل يديه وقدميه في السرير على مدار الساعة، وهو ما اعتبره تعذيباً إضافياً لا يطاق.

