حبس الكربون: الصخور الحية بجنوب أفريقيا تحل لغز المناخ
الـخـلاصـة حول حبس الكربون
- 🔹 الملخص
- 🔹 تحليل
- 🔹 أسئلة شائعة
تُقدم دراسة حديثة رؤى مذهلة حول آليات حبس الكربون الطبيعي عبر تكوينات “الميكروبيولايت” (الصخور الحية) على سواحل جنوب أفريقيا. هذه النظم الحية، التي تبنيها كائنات مجهرية، تقوم بتحويل ثاني أكسيد الكربون المذاب إلى كربونات كالسيوم مستقرة، مما يغلق عليه في حجر بدلاً من عودته للغلاف الجوي. الجديد هو أن هذه العملية لا تعتمد فقط على التمثيل الضوئي، بل تستمر ليلاً ونهاراً بفضل آليات جينية ووظيفية معقدة. ويقدر الباحثون أن مساحة بحجم ملعب تنس منها قد تعادل امتصاص نحو 3 أفدنة من الغابة سنوياً. ورغم أنها ليست حلاً سحرياً للمناخ، فإن فهم هذه الآليات يدعم حماية هذه المواقع، ويفتح الباب لتطوير تقنيات “التمعدُن الحيوي” الصناعية.
📎 المختصر المفيد:
• الميكروبيولايت هي تكوينات صخرية حيّة تبنيها كائنات مجهرية على سواحل جنوب أفريقيا، وتعمل كنظم طبيعية لحبس الكربون.
• تعمل هذه التكوينات على امتصاص ثاني أكسيد الكربون بكفاءة عالية وتحويله إلى كربونات كالسيوم مستقرة (تثبيت معدني).
• الجديد هو أن عملية امتصاص الكربون وترسيبه لا تعتمد كلياً على التمثيل الضوئي، بل تستمر ليلاً ونهاراً.
• يقدر الباحثون أن مساحة بحجم ملعب تنس من هذه التكوينات قد تعادل امتصاص نحو 3 أفدنة من الغابة سنوياً.
• تفتح الدراسة الباب لتطوير تقنيات ‘التمعدُن الحيوي’ الصناعية التي تحاكي هذه العملية الطبيعية.
ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل
على سواحل جنوب أفريقيا، وفي برك ضحلة تتبدل ملوحتها شهرا بعد شهر، وتتعرض للجفاف والحرارة والبرد، توجد تكوينات صخرية تبدو للعين كأنها مجرد نتوءات طبقية، لكنها في الحقيقة “نُظم حيّة” تبنيها كائنات مجهرية منذ عصور سحيقة.
هذه التكوينات المدهشة تُسمّى “الميكروبيولايت”، وهي حصائر ميكروبية “تُحجّر” نفسها، أي تحول نشاطها الحيوي إلى طبقات صلبة من المعادن مع الزمن.

ماصات الكربون
وفي دراسة الجديدة، نشرت في دورية “نيتشر كومينيكيشنز”، ظهر للعلماء أن الميكروبيولايت في جنوب أفريقيا يمتص الكربون بكفاءة عالية ويحبسه في صورة كربونات الكالسيوم، وهو ترسيب معدني مستقر وطويل الأمد.
بمعنى آخر، فجزء من الكربون المذاب في الماء لا يبقى في دورة سريعة قد تعيده للغلاف الجوي، بل يُغلق عليه في حجر، بفضل هذه البكتيريا المتحجرة.
هذا مهم، فنحن نعرف أن ثاني أكسيد الكربون هو أهم الغازات التي تتسبب في أزمة الاحترار العالمي، ومن ثم فإن امتصاصه سيساعد لا شك في علاج تلك المشكلة.
الفكرة الأساسية تشبه ما تفعله الشعاب المرجانية، ولكن على يد ميكروبات، حيث تمتص هذه الكائنات الدقيقة الكربون وترسب معادن، فتتراكم طبقات متتابعة.

ليلا ونهارا
الجديد هنا أن الفريق البحثي ربط معدلات امتصاص الكربون والترسيب بما لدى المجتمع الميكروبي من قدرات جينية ووظيفية، أي أنهم لم يكتفوا بقياس كم الامتصاص، بل حاولوا فهم كيف يحدث ومن يقوم به داخل هذا المجتمع المعقد.
والأكثر إدهاشا أن الامتصاص لا يعتمد فقط على التمثيل الضوئي (الذي يتوقف ليلا)، حيث تشير النتائج إلى أن التمثيل الضوئي تدعمه أيضا آليات لا تعتمد على الضوء، مما يعني أن “مصنع حبس الكربون” قد يستمر ليلا ونهارا.
بحسب تقديرات الدراسة المبنية على معدلات يومية، يمكن لهذه الميكروبيولايت أن تمتص ما يعادل 9 إلى 16 كيلوغراما من ثاني أكسيد الكربون سنويا لكل متر مربع، وهو رقم لافت عندما تتذكر أن الحديث عن نظام طبيعي صغير المساحة، يعمل في ظروف قاسية.
ويشبه الباحثون من “مختبرات بيغيلو لعلوم المحيطات”، في الولايات المتحدة الأميركية، ذلك بأن مساحة بحجم ملعب تنس من هذه التكوينات قد تعادل امتصاص نحو 3 أفدنة من الغابة سنويا، لثاني أكسيد الكربون.
قيمة علمية
لاحظ أن ما يحدث هنا ليس تخزينًا بيولوجيا، أي أن الكربون هنا لا يتم تخزينه في كتلة حيوية قد تتحلل فيعود للطبيعة، بل تثبيت معدني، يتضمن تحويل “الكربون” إلى “كربونات” داخل طبقات تنمو مع الوقت.
هذا النوع من الحبس أكثر ثباتا، وهو أحد الأسباب التي تجعل الميكروبيولايت جزءا من قصة الأرض الطويلة مع الكربون، وقصة الحياة نفسها.
هل يعني ذلك أن هذه التكوينات المتحدرة تمثل حلا سحريا لمشكلة المناخ؟ ليس بهذه البساطة، الدراسة تظهر إمكانات طبيعية قوية، لكنها لا تقول إننا نستطيع “تعويض” الانبعاثات العالمية بمجرد الاعتماد على هذه التكوينات، فالمساحة والانتشار والحساسية البيئية عوامل حاسمة.
القيمة العملية الأقرب اليوم هي فهم آليات الحبس الطبيعي بشكل أدق، واعتبار هذه المواقع نظما تستحق الحماية لأنها تقوم بخدمة بيئية حقيقية، إضافة إلى قيمتها العلمية كأحد أقدم أشكال الحياة البناءة على الأرض.
وفي مرحلة قادمة، يمكن للعلماء تطوير الأمر، ربما عبر ابتكار تقنيات “التمعدُن الحيوي” والتي تحاكي العمليات سالفة الذكر لالتقاط ثاني أكسيد الكربون لكربونات في مفاعلات أو أحواض صناعية.
ويمكن للعلماء كذلك استغلال إنزيمات خاصة أو ميكروبات معيّنة لتسريع ترسيب الكربونات، الأمر الذي سيكون له تأثير إيجابي على احترار الكوكب.
🔍 تحليل حبس الكربون وتفاصيل إضافية
تُشير هذه التطورات بوضوح إلى أن الحلول المناخية الطبيعية، وإن كانت لا تغني عن خفض الانبعاثات، تمثل أصولاً بيئية ذات قيمة اقتصادية واستراتيجية متزايدة. إن فهم آليات حبس الكربون عبر الميكروبيولايت يضع ضغطاً على الحكومات لتبني سياسات حماية صارمة لهذه النظم البيئية القاسية، بدلاً من التركيز فقط على الغابات والشعاب المرجانية. فالتثبيت المعدني للكربون، خلافاً للتخزين البيولوجي، يوفر ضمانة طويلة الأمد ضد عودة الكربون للغلاف الجوي، مما يجعله أكثر جاذبية للاستثمار في أسواق الكربون المستقبلية. علاوة على ذلك، فإن القيمة الحقيقية للدراسة تكمن في الهندسة الحيوية. فبمجرد فك شفرة الآليات الجينية والوظيفية التي تسمح باستمرار حبس الكربون ليلاً ونهاراً، يمكن للشركات الناشئة والمختبرات تطوير تقنيات “التمعدُن الحيوي” الصناعية. هذا التحول من الفهم إلى التطبيق يمثل نقلة نوعية في معالجة الانبعاثات، حيث يمكن بناء مفاعلات تحاكي هذه الصخور لضمان حبس الكربون على نطاق واسع، مما يقلل من الاعتماد على تقنيات الالتقاط الكيميائية المكلفة.
💡 إضاءة: استمرار عملية امتصاص الكربون وترسيبه ليلاً ونهاراً بفضل آليات لا تعتمد كلياً على التمثيل الضوئي.
❓ حقائق خفية حول الصخور الحية
شو هي الميكروبيولايت بالضبط؟
كيف بتساعدنا هاي الصخور بمشكلة المناخ؟
هل هذا التخزين للكربون آمن ولا ممكن يرجع للجو؟
هل الشغل بوقف بالليل؟
هل ممكن نعتمد عليها كحل نهائي للمشكلة؟
شو ممكن نستفيد من هالاكتشاف عملياً؟
📖 اقرأ أيضًا
- مادة تأكل ثاني أكسيد الكربون.. هل نبني بها بيوتنا قريبا؟
- “ليفة صينية” قادرة على إخفاء الطائرات الحربية تثير الجدل بالمنصات
- “بوابة الجحيم” في تركمانستان.. ما سر الفوهة المشتعلة التي لا يمكن إخمادها؟
- ليس دما.. ما طبيعة السائل الأحمر في قطع اللحم قليلة النضج؟
- حرائق سوريا وفيضانات تكساس وموجات أوروبا الحارة.. ما الذي يحدث للعالم؟

