الإثنين - 22 ديسمبر / كانون الأول 2025
علوم

“موتشي” مادة جديدة تحول نافذة منزلك إلى حاجز حراري ذكي

تابع آخر الأخبار على واتساب

عازل موتشي الحراري يحول نوافذ منزلك إلى جدار عازل ذكي

الـخـلاصـة حول عازل موتشي الحراري

📑 محتويات:

عازل موتشي الحراري هو مادة جديدة قائمة على هلام السيليكون، طورتها جامعة كولورادو بولدر، لحل التناقض بين شفافية النوافذ والحاجة إلى العزل الحراري الفعال. تعتمد المادة على شبكة منظمة من القنوات الهوائية الدقيقة جداً، التي تشكل أكثر من 90% من حجمها. هذا التنظيم المحكم يقلل تشتت الضوء، مما يحافظ على وضوح الرؤية، خلافاً للعوازل المسامية التقليدية مثل الأيروجل التي تبدو غائمة. الفكرة الأساسية تكمن في حبس جزيئات الهواء داخل هذه المسامات الصغيرة، مما يضعف سلسلة تصادمات انتقال الحرارة بشكل كبير. وقد أظهرت شريحة بسمك 5 مليمترات قدرة عزل فائقة. تهدف هذه التقنية إلى خفض استهلاك الطاقة العالمي للمباني الذي يبلغ 40%.

📎 المختصر المفيد:
• موتشي” هو عازل حراري بصري شديد الوضوح قائم على هلام السيليكون، صمم ليضاف إلى النوافذ.
• تتكون المادة من شبكة منظمة من القنوات الهوائية الدقيقة التي تشكل أكثر من 90% من حجمها.
• الآلية تعتمد على حبس جزيئات الهواء داخل مسامات صغيرة جداً لمنع انتقال الحرارة عبر التصادمات الجزيئية.
• يتميز العازل بوضوح بصري عالٍ، حيث يعكس نحو 0.2% فقط من الضوء الساقط، خلافاً للعوازل المسامية التقليدية.
• يهدف الابتكار إلى خفض استهلاك الطاقة في المباني الذي يمثل قرابة 40% من الطاقة المولدة عالمياً.

ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل

تخيل نافذة تؤدي وظيفتين متناقضتين ظاهريا، فهي تُدخل الضوء وتترك الرؤية صافية، وفي الوقت نفسه تعمل كجدار عازل يبطئ تسرب الحرارة صيفا وشتاء.



هذه الفكرة هي ما يحاول فريق من جامعة كولورادو بولدر الأميركية الاقتراب منه عبر مادة جديدة أطلقوا عليها اختصارا اسم “موتشي”، وتعني عازلا حراريا بصريا شديد الوضوح، وصُمم هذا العازل ليضاف إلى النوافذ من الداخل على هيئة ألواح أو شرائح رقيقة.

وفي عالم العزل الحراري يمكن للجدران أن تتحمل طبقات سميكة من العوازل بلا مشاكل، أما النوافذ فمطلوب منها أن تبقى شفافة، وهنا تبدأ المعضلة فكثير من المواد التي تعزل جيدا تشتت الضوء فتبدو “مغبشة”.

ولهذا، تُعد النوافذ نقطة ضعف في غلاف المبنى تتسرب عبرها الطاقة بسهولة، وكما يوضح بيان رسمي من الجامعة فإن المباني تستهلك قرابة 40% من الطاقة المولدة عالميا، وجزء معتبر من هذا الاستهلاك يضيع في صورة حرارة تهرب إلى الخارج في البرد أو تتسلل للداخل في القيظ.

هلام السيلكون الشفاف

المادة الجديدة -بحسب الفريق- تحل هذا التناقض، وهي عبارة عن هلام قائم على السيليكون، لكن سره ليس في السيليكون بحد ذاته، بل في ما بداخله، والمتمثل في شبكة من قنوات ومسامات هوائية دقيقة جدا أرفع بكثير من شعرة الإنسان، ويشكل الهواء أكثر من 90% من حجم المادة.

وهنا تكمن الفكرة الأساسية، فبدلا من أن تكون الفراغات الهوائية موزعة عشوائيا كما في كثير من مواد العزل المسامية يحاول عازل “موتشي” أن يجعلها مُحكمة التنظيم بحيث تقلل تشتت الضوء، فيظل العازل شبه شفاف.

وبحسب الدراسة التي نشرها الفريق في دورية ساينس المرموقة، ظهر أن شريحة بسمك 5 مليمترات من هذا العازل تكفي لأن يضع شخص لهبا ملاصقا لها بأمان من دون أن تنتقل الحرارة بسرعة إلى اليد، مع بقاء المادة شفافة تقريبا.

وهذا يحدث لأن انتقال الحرارة يشبه سلسلة تصادمات، حيث تتحرك الجزيئات أسرع وتصطدم ببعضها فتنقل الطاقة.

لكنْ عندما تُحبس هذه الجزيئات داخل مسامات شديدة الصغر لا تعود قادرة على الاصطدام بحرية فيما بينها، فيضعف انتقال الحرارة.

مستقبل الصناعة

وفي الدراسة، يقارن الباحثون العازل الجيد بفئة معروفة من العوازل تسمى الأيروجل، والتي توصف أحيانا بـ”الدخان المتجمد” لأن بنيتها المسامية تشتت الضوء فتبدو غائمة، وهنا يظهر الفارق في أن مسامات موتشي ليست فوضوية بصريا، وبالتالي تحافظ على وضوح الرؤية، حيث تعكس نحو 0.2% فقط من الضوء الساقط، أي أن معظم الضوء المرئي يمر عبرها، فتقل مشكلة ضبابية النافذة.

صناعة هذه البنية ليست سحرا، بل كيمياء مواد ذكية، حيث يخلط الباحثون جزيئات من “مؤثرات سطحية” داخل محلول، فتتجمع طبيعيا في هيئة خيوط دقيقة يشبهونها بما يحدث حين ينفصل الزيت عن الماء.

وبعد ذلك تلتصق جزيئات السيليكون بسطح تلك الخيوط، ثم تزال تجمعات المنظف ويُستبدل بها الهواء، فيبقى هيكل سيليكوني يحيط بقنوات هوائية فائقة الدقة.

وحتى الآن، يظل العازل الجديد غير متاح تجاريا، إذ إن إنتاجه ما زال مخبريا ويستغرق وقتا، لكن الباحثين يعتقدون أن التصنيع يمكن تبسيطه لاحقا، ويشيرون إلى أن مكونات المادة نفسها ليست باهظة.

🔍 تحليل عازل موتشي الحراري وتفاصيل إضافية

تُشير هذه التطورات بوضوح إلى أن الابتكار في كيمياء المواد الذكية لم يعد مجرد رفاهية علمية، بل أصبح ضرورة اقتصادية ملحة في سياق التحول نحو الحياد الكربوني. إن اعتماد المباني على 40% من الطاقة المولدة عالمياً يمثل تحدياً هيكلياً ضخماً، خاصة مع تزايد الكثافة السكانية وتفاقم أزمة المناخ. لذا، فإن ظهور تقنيات مثل عازل موتشي الحراري يمثل نقطة تحول محتملة في قطاع البناء والتشييد. هذا الابتكار لا يقتصر تأثيره على خفض فواتير الطاقة للمستهلكين فحسب، بل يفتح الباب أمام صناعات جديدة بالكامل تركز على كفاءة الطاقة في البيئات الحضرية. من الناحية الجيوسياسية، فإن الدول التي تستثمر في تبسيط إنتاج مواد مثل عازل موتشي الحراري ستكتسب ميزة تنافسية هائلة، حيث ستتمكن من تصدير حلول مستدامة بدلاً من الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية. التحدي الآن يكمن في الانتقال من الإنتاج المخبري البطيء والمكلف إلى التصنيع على نطاق واسع، وهو ما يتطلب استثمارات ضخمة في الهندسة الكيميائية. نجاح تسويق عازل موتشي الحراري سيحدد مستقبل فئة كاملة من العوازل البصرية، مما يعزز الأمن الطاقي العالمي.

💡 إضاءة: الحقيقة الأكثر تميزاً هي أن المادة تتكون من أكثر من 90% من الهواء المحبوس داخل قنوات سيليكونية فائقة التنظيم، مما يمنع انتقال الحرارة مع الحفاظ على شفافية عالية تعكس 0.2% فقط من الضوء.

❓ أسئلة شائعة حول تقنية عزل النوافذ الجديدة

شو يعني “موتشي”؟ وليش سموه هيك؟
هو اختصار أطلقه الفريق على المادة، ويعني عازلاً حرارياً بصرياً شديد الوضوح، صُمم ليضاف إلى النوافذ من الداخل.
كيف بيشتغل العزل الحراري بهالمادة الشفافة؟
يعمل العازل عبر حبس جزيئات الهواء داخل مسامات دقيقة جداً ومنظمة، مما يضعف قدرتها على الاصطدام ونقل الطاقة الحرارية.
هل المادة متوفرة بالسوق حالياً؟
لا، المادة ما زالت في مرحلة الإنتاج المخبري، لكن الباحثين يعتقدون أن تصنيعها يمكن تبسيطه لاحقاً نظراً لعدم باهظية مكوناتها.
هل بتصير الشباك مغبش أو مش واضح بعد ما نحطها؟
لا، صُممت المادة بمسامات منظمة لتقليل تشتت الضوء، حيث تعكس نحو 0.2% فقط من الضوء الساقط، مما يحافظ على وضوح الرؤية.
شو الفرق بينها وبين “الأيروجل” اللي بنعرفه؟
الفرق الأساسي هو أن مسامات “موتشي” منظمة بصرياً، بينما بنية الأيروجل المسامية تشتت الضوء وتجعله يبدو غائماً أو ضبابياً.
قديش لازم يكون سمك الشريحة عشان تعزل منيح؟
أظهرت الدراسة التي نشرها الفريق أن شريحة بسمك 5 مليمترات تكفي لتوفير عزل حراري فعال جداً.