كشفت قناة عبرية رسمية، يوم الإثنين 1 يناير/كانون الثاني 2024، ما قالت إنها خطة لجيش الاحتلال الإسرائيلي لما بعد الحرب في غزة، “تتضمن تقسيم القطاع إلى مناطق تحكمها العشائر، وتتولى مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية”.
وقالت قناة “كان” التابعة لهيئة البث الإسرائيلي الرسمية، مساء الإثنين، إنه وفقاً للخطة التي وضعها جيش الاحتلال الإسرائيلي ويعرضها الثلاثاء، في اجتماع مجلس الوزراء المصغر (كابينت)، “سيتم تقسيم القطاع إلى مناطق ونواحٍ، حيث ستسيطر كل عشيرة على ناحية، وستكون مسؤولة عن توزيع المساعدات الإنسانية”.
وأوضحت أن هذه “العشائر المعروفة لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (شاباك)، ستقوم بإدارة الحياة المدنية في غزة لفترة مؤقتة (دون تحديد المدة)”.
نتنياهو يرفض مجدداً وجود السلطة في غزة
قالت القناة، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال أمام لجنة الأمن والخارجية بالكنيست (البرلمان)، الإثنين، إنه “لا جدوى من الحديث عن السلطة الفلسطينية كجزء من إدارة غزة، طالما لم تخضع لعملية تغيير جوهرية”.
وأضاف نتنياهو: “إذا كانوا جادين في التغيير، فليثبتوا ذلك أولاً في يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية)”.
وبحسب المصدر ذاته، جاءت هذه التصريحات “بعد اجتماعات وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر في الولايات المتحدة، مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، والتي تحدث فيها عن هيئة فلسطينية تسيطر على القطاع، دون الخوض في تفاصيل”.
وأضافت القناة: “سيطلب بلينكن، الذي سيصل إلى إسرائيل هذا الأسبوع، من المستوى السياسي توضيحاً في هذا الشأن”.
وأشارت إلى أن “المخاوف الأمريكية تتمثل في أن الرفض الإسرائيلي للاتفاق على كيان فلسطيني من المفترض أن يدير القطاع في اليوم التالي، سيؤدي إلى احتلال إسرائيلي فعلي للقطاع”.
وحتى الساعة 19:30 (ت.غ)، لم تعلق حركة “حماس” التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007، على ما أوردته القناة الإسرائيلية.
وفي أكثر من مناسبة منذ بداية الحرب، أكد نتنياهو رفضه إعادة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، مؤكداً أن إسرائيل ستتولى الملف الأمني في القطاع، رغم دعم واشنطن حكم السلطة الفلسطينية هناك.
دعوات لتهجير أهالي غزة
في سياق متصل، أعلن وزيرا الأمن القومي والمالية الإسرائيليان، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، في وقت سابقٍ الإثنين، دعمهما لـ”التهجير الطوعي للفلسطينيين” من قطاع غزة.
وقال وزير الأمن القومي زعيم حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف إيتمار بن غفير في تغريدة على منصة “إكس”: “يجب علينا تعزيز الحل لتشجيع هجرة سكان غزة، فهذا هو الحل الصحيح والعادل والأخلاقي والإنساني”.
وأضاف: “لدينا شركاء حول العالم يمكننا مساعدتهم (باستيعاب المهاجرين)”، دون ذكر أسماء هذه الدول. وتابع بن غفير: “إن تشجيع هجرة سكان غزة سيسمح لنا بإعادة سكان غلاف قطاع غزة، وسكان (مستوطنة) غوش قطيف إلى وطنهم”.
وكانت إسرائيل سحبت قواتها وأخرجت مستوطنيها من قطاع غزة في 2005، وضمن ذلك مستوطنة “غوش قطيف” التي كانت قائمة في غزة.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن سموتريتش، قوله: “الحل الصحيح لقطاع غزة هو تشجيع الهجرة الطوعية إلى الدول التي توافق على استقبال اللاجئين”.
وأضاف زعيم حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف: “ستحكم إسرائيل بشكل دائم، لضمان الأمن من خلال الوجود الدائم لقوات الجيش على الأرض، وإقامة مستوطنات يهودية”.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت رفضها إعادة الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة أو إعادة الاستيطان فيه. وبرزت في الأسابيع الماضية دعوات إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين طوعا من قطاع غزة.
جدير بالذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرباً على غزة خلّفت حتى الإثنين “21 ألفاً و978 شهيداً و57 ألفا و697 مصاباً، ودماراً هائلاً في البنى التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.