أعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، عشية الثلاثاء 2 يناير/كانون الثاني 2024، اغتيال صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، جنوب العاصمة اللبنانية بيروت.
وقال مصدران أمنيان لرويترز إن انفجاراً وقع بالقرب من متجر للحلويات في ضاحية بيروت الجنوبية مساء اليوم الثلاثاء. ومن المعروف أن الضاحية الجنوبية هي أحد معاقل جماعة حزب الله اللبنانية.
في حين قالت وكالة رويترز إن 4 أشخاص قتلوا في استهداف لمكتب حركة حماس في لبنان، كما قالت “رويترز” إن طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت مكتب حماس في ضاحية بيروت الجنوبية.
من هو صالح العاروري؟
صحيفة “يو إس إيه توداي” الأمريكية سبق أن قالت في تقرير سابق لها إن إسرائيل أطلقت عملية مطاردة دولية لاستهداف القيادي البارز في حركة حماس صالح العاروري، الذي يعتقد أنه كان على علم مسبق بتفاصيل الهجوم الذي شنته الحركة في السابع من هذا الشهر، وكذلك لأنه حلقة وصل بين الحركة من جهة وإيران وحزب الله اللبناني من جهة ثانية.
تقول الصحيفة إن العاروري، الذي يشغل منصب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، كان قد ظهر في مقابلة مع قناة لبنانية قبل أسابيع عدة من الهجوم وتحدث فيها أن حماس تستعد لحرب شاملة، مشيراً إلى أن الحركة تناقش “عن كثب احتمالات هذه الحرب مع جميع الأطراف المعنية”.
يعتبر العاروري أحد القادة المؤسسين لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس الذي نفذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وعلى الرغم من وضعه على قائمة العقوبات الأمريكية المرتبطة بالإرهاب ورصد مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار من وزارة الخارجية الأميركية لمن يدلي بمعلومات تؤدي لقتله أو اعتقاله، إلا أن العاروري ظل يتنقل في المنطقة، بما في ذلك داخل إيران وخارجها.
تقول الصحيفة إن “العاروري ساعد في بناء وقيادة تحالف جديد لحماس مع إيران وحزب الله، الأمر الذي أثار قلق إسرائيل؛ لدرجة أنها طلبت مساعدة طارئة من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في عام 2017 ومرة أخرى في عام 2018، لعرقلة مساعيه”.
من هو العاروري؟
ولد العاروري في بلدة “عارورة” الواقعة قرب مدينة “رام الله” بالضفة الغربية عام 1966. وحصل على درجة البكالوريوس في “الشريعة الإسلامية” من جامعة الخليل بالضفة الغربية.
والتحق بجماعة الإخوان المسلمين وهو في سن مبكرة، وقاد عام 1985 “العمل الطلابي الإسلامي” في جامعة الخليل.
بعد تأسيس حركة “حماس” نهاية عام 1987 من قبل قادة جماعة الإخوان المسلمين، التحق العاروري بها.
وخلال الفترة الممتدة بين عامي (1990 ـ 1992)، اعتقل الجيش الإسرائيلي العاروري إدارياً (دون محاكمة) لفترات محدودة، على خلفية نشاطه بحركة “حماس”.
ويعتبر العاروري من مؤسسي كتائب “عز الدين القسام”، الجناح المسلح لحركة “حماس”، حيث بدأ في الفترة الممتدة بين عامي (1991 ـ 1992) بتأسيس النواة الأولى للجهاز العسكري للحركة في الضفة الغربية.
وفي عام 1992، أعاد الجيش الإسرائيلي اعتقال العاروري، وحكم عليه بالسجن لمدة 15 عاماً بتهمة تشكيل الخلايا الأولى لكتائب القسام بالضفة.
وأفرج عن العاروري عام 2007، لكن إسرائيل أعادت اعتقاله بعد ثلاثة أشهر لمدة 3 سنوات (حتى عام 2010)، حيث قررت المحكمة العليا الإسرائيلية الإفراج عنه وإبعاده خارج فلسطين.
تم ترحيله آنذاك إلى سوريا واستقر فيها ثلاث سنوات، قبل أن يغادرها ليستقر الآن في لبنان.
عقب الإفراج عنه عام 2010، تم اختيار العاروري عضواً في المكتب السياسي للحركة.
وكان العاروري أحد أعضاء الفريق المفاوض من حركة “حماس” لإتمام صفقة تبادل الأسرى عام 2011 مع إسرائيل بوساطة مصرية، التي أطلقت عليها حركته اسم “وفاء الأحرار”، وتم بموجبها الإفراج عن جلعاد شاليط (جندي إسرائيلي كان أسيراً لديها)، مقابل الإفراج عن 1027 معتقلاً فلسطينياً من السجون الإسرائيلية.
وفي التاسع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2017، أعلنت حركة “حماس” انتخاب “العاروري” نائباً لرئيس المكتب السياسي للحركة.
تصنيف أمريكي ضد صالح العاروري
في عام 2003، صنفت وزارة العدل الأمريكية العاروري كمتآمر في قضية تتعلق بتمويل الإرهاب لارتباطه بثلاثة من نشطاء حماس في شيكاغو.
وتم وصف العاروري في لائحة الاتهام بأنه “قائد عسكري رفيع المستوى في حماس، تلقى عشرات الآلاف من الدولارات مقابل أنشطة إرهابية بما في ذلك شراء الأسلحة”.
احتجزت السلطات الإسرائيلية العاروري وسجنته ثلاث مرات، رغم أنه واصل نشاطه في حماس حتى أثناء وجوده في سجن إسرائيلي في عسقلان.
وفي عام 1992، أعاد الجيش الإسرائيلي اعتقال العاروري، وحكم عليه بالسجن لمدة 15 عاماً بتهمة تشكيل الخلايا الأولى لكتائب القسام بالضفة، وبرز طوال فترات اعتقاله في قيادة الحركة الأسيرة وعمليات النضال ضد إدارات السجون.
وأفرج عن العاروري عام 2007، لكن إسرائيل أعادت اعتقاله بعد ثلاثة أشهر لمدة 3 سنوات (حتى عام 2010)، حيث قررت المحكمة العليا الإسرائيلية الإفراج عنه وإبعاده خارج فلسطين.
وتم ترحيله آنذاك إلى سوريا واستقر فيها ثلاث سنوات، قبل أن يغادرها ويعيش متنقلاً بين عدة دول، ثم ينتقل إلى لبنان حتى اغتياله.
وعقب الإفراج عنه عام 2010، تم اختيار العاروري عضواً في المكتب السياسي للحركة.
وكان العاروري أحد أعضاء الفريق المفاوض من حركة “حماس” لإتمام صفقة تبادل الأسرى عام 2011 مع إسرائيل بوساطة مصرية، التي أطلقت عليها حركته اسم “وفاء الأحرار”، وتم بموجبها الإفراج عن جلعاد شاليط (جندي إسرائيلي كان أسيراً لديها)، مقابل الإفراج عن 1027 معتقلاً فلسطينياً من السجون الإسرائيلية.
وفي 31 يوليو/تموز 2021 أعاد مجلس شورى حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، انتخاب صالح العاروري، نائباً لرئيس المكتب السياسي، للمرة الثانية، بالإضافة إلى شغله منصب رئيس الحركة بالضفة الغربية.
وكانت تلك المرة الثانية التي يشغل فيها العاروري هذا المنصب، حيث أعلنت حركة “حماس” في 9 أكتوبر/تشرين الأول عام 2017، عن انتخابه نائباً لرئيس المكتب السياسي.
وانتخب العاروري رئيساً لإقليم الضفة الغربية، في حماس، في 4 يوليو/تموز 2021. ويعتبر العاروري من كبار قادة حركة حماس، والمؤسسين الأوائل لجناحها المسلح، كتائب عز الدين القسام.
وسبق أن أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، رصد “مكافأة” قدرها 5 ملايين دولار لمن يقدم معلومات عن “العاروري”، إضافة إلى قياديين في حزب الله اللبناني.
وقبل ذلك أدرجت “وزارة الخزانة” الأمريكية العاروري ضمن قوائم الإرهاب لديها عام 2015.
وفي 25 أكتوبر/تشرين أول 2023 قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، إن 6 من قادة حركة “حماس” الفلسطينية “في مرمى النيران الإسرائيلية”، بينهم العاروري.
وقالت الصحيفة إن العاروري “وهو الرجل الثاني في حماس، وهو المسؤول عن أنشطة ذراعها العسكرية في الضفة الغربية”.
وفي 31 أكتوبر/تشرين أول 2023 فجر الجيش الإسرائيلي منزل العاروري، في بلدة عارورة قرب رام الله بالضفة الغربية، وذلك بعد أيام من عملية واسعة النطاق ضد نشطاء حماس في القرية وتحويل المنزل إلى مركز للتحقيق معهم.
تفاصيل طوفان الأقصى
صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تحدث عن عملية طوفان الأقصى، التي بدأتها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، وقال إنها جاءت استباقاً لهجوم كانت تنوي إسرائيل شنه على قطاع غزة فور انتهاء الأعياد اليهودية، وقال إن الخطة الدفاعية للعملية أقوى من الخطة الهجومية التي أذهلت إسرائيل وفاجأت العالم.
العاروري كشف -في اتصال مع الجزيرة- أن خطة طوفان الأقصى قامت على أساس اقتحام 122 من عناصر القسام غلاف غزة، ومهاجمة “فرقة غزة” المسؤولة عن حصار قطاع غزة وعمليات الاغتيال والقتل التي تنفذ بحق الفلسطينيين في القطاع.
ورغم أن الخطة كانت تتوقع “أن تستمر المعارك مع فرقة غزة لساعات طويلة، فإن مقاتلي القسام تفاجأوا بانهيار الفرقة كاملة خلال ساعات قصيرة، وتمكنوا من الوصول بسهولة لمركز قيادتها وللمطار والكيبوتسات والمستوطنات القريبة”، بعد أن هرب من نجا من الجنود الإسرائيليين، في حين قتل وأسر الكثير منهم.
العاروري قال كذلك إن التعليمات كانت منذ البداية لدى مقاتلي القسام بالالتزام بتعليمات الدين الإسلامي في الحروب، وهي عدم قتل المدنيين والنساء والأطفال والشيوخ، وعدم المس بمصالح الناس المدنية، والاكتفاء فقط بمقاتلة الجنود والمسلحين.
لكن الذي جرى، وفقاً للعاروري، أن بعض أهالي القطاع عندما سمعوا بانهيار الحدود مع غلاف غزة سارعوا لدخول الغلاف، وحصل هناك بعض الفوضى، في حين اضطر بعض مقاتلي القسام للاشتباك مع بعض حراس الأمن ومسلحين في المستوطنات؛ مما أدى لسقوط قتلى بين المدنيين.
موقف حركة حماس من صفقة الأسرى
في تصريحات سابقة له أعلن صالح العاروري، أن الموقف الرسمي للحركة يقضي بعدم تبادل الأسرى قبل وقف العدوان، وقال للجزيرة: “لا تبادل للأسرى إلّا بعد وقف الحرب”.
وأكد العاروري أن “لا تبادل للأسرى حتى انتهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ووقف إطلاق نار شامل ونهائي”، مشدداً على أن “الأسرى الصهاينة لدينا لن يتحرروا إلا بعد تحرير كل أسرانا وبعد وقف إطلاق النار”.
وكشف القيادي في حماس أن ما بقي من الأسرى في قطاع غزة هم جنود ورجال مدنيون خدموا في جيش الاحتلال، رغم أن الاحتلال يصر على أنه ما زال لدى المقاومة نساء وأطفال، مشيراً إلى أن كبار السن من الرجال المحتجزين خدموا بالجيش وبعضهم ما زال فيه.
وفي نفس السياق، أكد العاروري أن الحركة قالت إنها مستعدة لتبادل جثث مقابل جثامين شهداء، لكنها بحاجة لوقت لاستخراج جثث الإسرائيليين “نحن بحاجة إلى وقت لاستخراج جثث الإسرائيليين الذين قتلوا في غارات الاحتلال في غزة”.
جدير بالذكر أنه وفي 25 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، إن 6 من قادة حركة “حماس” الفلسطينية “في مرمى النيران الإسرائيلية”، بينهم العاروري.