هاجم مسؤولون في الجيش الإسرائيلي، الجمعة 5 يناير/كانون الثاني 2024، حكومة بنيامين نتنياهو، فيما قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن هناك محاولة من الحكومة لتحميل الجيش مسؤولية “الفشل” في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
حيث نقلت القناة “12” العبرية عن مسؤولين في الجيش الإسرائيلي، لم تسمهم، قولهم: “نحن نقاتل في غزة ولبنان والضفة الغربية، والحكومة تقاتلنا”.
فيما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن وزراء كبار في الحكومة توقّعهم أن مجلس وزراء الحرب لن يدوم طويلاً، مؤكدين أن الهجوم على رئيس الأركان تم التخطيط له بالتنسيق مع نتنياهو.
كما قالت الهيئة إن هناك محاولة لتحميل المؤسسة الأمنية مسؤولية الفشل في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وتأتي هذه الاتهامات بينما اندلعت خلافات داخل الحكومة الإسرائيلية، على خلفية اختلاف في الآراء بين بعض الوزراء لا سيما اليمينيين من جهة، والوزير في المجلس الوزاري الحربي بيني غانتس، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، من جهة أخرى، بشأن تشكيل لجنة للتحقيق في “إخفاق” 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ومساء الخميس، تهجَّم وزراء في حكومة نتنياهو، بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزيرة المواصلات ميري ريغيف، على هاليفي، إثر أنباء عن تشكيل الأول لجنة للتحقيق في “إخفاق” 7 أكتوبر/تشرين الأول، وهو اليوم الذي هاجمت فيه “حماس” عشرات المستوطنات والقواعد العسكرية الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة.
وإضافة إلى الاعتراض على تشكيل اللجنة، فإن الوزراء اعترضوا أيضاً على “وجود الرئيس الأسبق لهيئة أركان الجيش ووزير الدفاع الأسبق شاؤول موفاز، على رأسها”.
وفي السياق، دافع المسؤولون العسكريون، عن قرار هاليفي، تشكيل لجنة تحقيق، قائلين للقناة (12)، إنّ ثقافة التحقيق واستخلاص الدروس “مطلوبة أيضاً في المستقبل، ولهذا السبب قرر هاليفي، تشكيل لجنة تحقيق”.
وفي وقت سابقٍ الجمعة، قال “بن غفير” على منصة “إكس”، إن “تعيين موفاز، أحد المهندسين الرئيسيين للانفصال غير الشرعي (انسحاب إسرائيل من داخل غزة عام 2005)، وقبل كل شيء الشريك الأساسي في المفهوم الذي أوصلنا إلى هذه النقطة، (على رأس) فريق التحقيق في أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول، يعتبر خطيئة”.
وأضاف بن غفير، الذي عارض الانسحاب من غزة في 2005، واعتبره سبباً لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول: “يجب أن يشمل التحقيق مسألة الخطأ الدموي التاريخي للانسحاب، وبالتأكيد عدم تعيين مهندسيه لدراسة الفشل الذي نتج عن أفعالهم”.
وفي أغسطس/آب 2005، أخلت إسرائيل 4 مستوطنات شمال الضفة الغربية، إضافة إلى غوش قطيف جنوبي غزة، كجزء من خطة فك الارتباط الإسرائيلية أحادية الجانب، التي اتُّخذت خلال عهد رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون.
وعقب إطلاق حركة “حماس” عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلن بعض المسؤولين الإسرائيليين “مسؤوليتهم” عما حدث، ووصفوه بـ”الفشل والإخفاق الأمني”، باستثناء نتنياهو.
ومن بين هؤلاء المسؤولين غالانت، وهاليفي، وسموتريتش، ورئيس جهاز الأمن العام “الشاباك” رونين بار، ورئيس الاستخبارات العسكرية أهارون هاليفا، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هانغبي، وقائد القوات الجوية تومر بار، وقائد قيادة الجبهة الداخلية بالجيش رافي ميلو.
تراجع شعبية نتنياهو
وأظهرت نتائج استطلاع رأي، تفضيل الإسرائيليين زعيم حزب “الوحدة الوطنية” بيني غانتس، على رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، في رئاسة الحكومة بنسبة 48% مقابل 34%.
وبيّن استطلاع للرأي العام نشرته صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، الجمعة، أن 48% من الإسرائيليين يفضلون غانتس في رئاسة الحكومة على نتنياهو الذي حصل على تأييد 34% من المستطلعة آراؤهم، فيما لم يملك باقي المشاركين رأياً محدداً.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاستطلاع أجراه معهد دراسات لازار (خاص) على عينة عشوائية من 519 إسرائيلياً وكان هامش الخطأ 4.3%.
كما يواصل حزب “الوحدة الوطنية” تقدمه على حزب “الليكود” الذي يتزعمه نتنياهو، وفق الاستطلاع ذاته.
وحسب الاستطلاع، فإنه لو جرت الانتخابات اليوم لكان حزب “الوحدة الوطنية” حل أولاً بحصوله على 36 مقعداً مقابل 19 مقعداً لحزب “الليكود” (بقيادة نتنياهو)، يليه حزب “هناك مستقبل” برئاسة يائير لابيد الذي يحصل على 14 من مقاعد الكنيست (البرلمان) الـ120.
وحالياً لدى حزب “الوحدة الوطنية” 12 مقعداً بالكنيست مقابل 32 لحزب “الليكود” و24 لحزب “هناك مستقبل”، وفق مراسل الأناضول.
ولا تلوح بالأفق إمكانية إجراء انتخابات برلمانية في ظل الحرب المستمرة على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ولكن تقديرات إسرائيلية تشير إلى احتمالية العودة لصناديق الاقتراع بعد الحرب.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة خلّفت حتى الجمعة، 22 ألفاً و600 شهيد و57 ألفاً و910 مصابين معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة” دفعت أعداداً كبيرة إلى النزوح، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.