أعلنت جماعة الحوثي في اليمن، مساء الجمعة 5 يناير/كانون الثاني 2024، أن “أي بلد يقحم نفسه في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بالبحر الأحمر سيفقد أمنه البحري وسيكون مستهدَفاً”.
جاء ذلك في تصريحات لمحمد علي الحوثي، رئيس اللجنة الثورية العليا لجماعة الحوثي اليمنية، خلال مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي).
وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، مبادرة لتشكيل قوات متعددة الجنسيات من 10 دول باسم “حارس الازدهار”، بهدف ردع هجمات جماعة “الحوثي” اليمنية بالبحر الأحمر، والتي قالت إنها تستهدف السفن الإسرائيلية “تضامناً مع غزة”.
من جانبه، قال عضو المكتب السياسي في حركة “حماس” عزت الرشق، إنّ تحالف “حارس الازدهار” الذي شكلته الولايات المتحدة بالبحر الأحمر الشهر الماضي، يعبر عن “حالة توحش وانعدام قيمي وإنساني لكل الدول المشاركة فيه”.
وأوضح الرشق في بيان على تليغرام، أن “أي تحالف دولي ضدّ مواقف تضامنية تنتصر لغزَّة وفلسطين وتقف ضد قتل وتجويع وتعطيش أكثر من مليوني مواطن فلسطيني في قطاع غزة، يعبر عن حالة توحش وانعدام قيمي وإنساني لكل الدول الداعية (إليه) والمشاركة فيه”.
وقال القيادي في “حماس” إنّ “حرص الإدارة الأمريكية على تحالف دولي تحت مسمى حارس الازدهار لحماية سفن الكيان الصهيوني في البحر الأحمر، بينما تقف بكل الوسائل ضد كل محاولات المجتمع الدولي وقف الحرب العدوانية التي يشنّها هذا الاحتلال النازي ضد قطاع غزة منذ 3 أشهر، يكشف الشراكة والمسؤولية الكاملة لهذه الإدارة ورئيسها (جو) بايدن في حرب الإبادة الجماعية والمجازر التي يرتكبها الاحتلال ضد الأطفال والنساء والمدنيين من أبناء شعبنا في قطاع غزَّة”.
وطالب الرشق الإدارة الأمريكية بـ”إعادة حساباتها في تعاطيها مع قضيتنا العادلة ونضال شعبنا المشروع من أجل انتزاع حقوقه وحريّته واستقلاله”.
وأوضح أن “الانحياز إلى هذا الاحتلال الفاشي واستمرار دعمه بالمال والعتاد والسلاح، أثبتا فشلهما في تحقيق أيّ من أهدافه العدوانية بقطاع غزة والضفة الغربية والقدس”.
وشدد الرشق على أن الانحياز الأمريكي إلى إسرائيل “لن يفلح في كسر إرادة شعبنا وبسالة مقاومته، وستخسر هذه الإدارة وأيّ تحالف مع هذا الكيان الغاصب، حتماً رصيدهم السياسي والأخلاقي والإنساني”.
و”تضامناً مع قطاع غزة” الذي يتعرض منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لحرب إسرائيلية بدعم أمريكي، استهدفت “الحوثي” بصواريخ ومسيّراتٍ سفن شحن في البحر الأحمر تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.
ويضم التحالف قوات من 10 دول، هي: المملكة المتحدة وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا والبحرين، إلى جانب الولايات المتحدة.
ويهدف التحالف بقيادة واشنطن، وفق أوستن، إلى “مواجهة التحديات الأمنية بشكل مشترك، في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، بهدف ضمان حرية الملاحة لجميع البلدان وتعزيز الأمن والازدهار الإقليميين”.
وتستحوذ التجارة البحرية على 70% من واردات إسرائيل، ويمر 98% من تجارتها الخارجية عبر البحرين الأحمر والمتوسط. وتساهم التجارة عبر البحر الأحمر بـ34.6% في اقتصاد إسرائيل، بحسب وزارة المالية.
وحتى صباح الجمعة 5 يناير/كانون الثاني الجاري، خلّفت الحرب الإسرائيلية على غزة “22 ألفاً و600 شهيد و57 ألفاً و910 إصابات، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.