في الوقت الذي تتواصل فيه حرب إسرائيل الشعواء على قطاع غزة، مسفرة عن سقوط أعداد ضحايا غير مسبوقة بلغت بنهاية عام 2023 أكثر من 21 ألف شهيد، بدعوى مطاردة قيادات حماس والدأب على تدمير أنفاق المقاومة، يتجدد ذكر أحد القيادات الفلسطينية البارزة، المعروف بكونه أحد مهندسي أنفاق غزة، ومن مسؤولي تطوير هذه المنظومة التي باتت تمثل شريان حياة المقاومة الفلسطينية في القطاع المحاصر. هو المقاوم الفلسطيني “صائد الجنود”، رائد العطار، قائد لواء رفح في كتائب القسام.
من هو القيادي الفلسطيني رائد العطار؟
ولد رائد صبحي العطار، صاحب لقب “أبو أيمن”، سنة 1974 في مخيم يبنا للاجئين، جنوب قطاع غزة.
تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي حتى مرحلة التوجيهي (الثانوية العامة)، لكنه لم يتمكن من دخول الجامعة بسبب ملاحقته من قبل السلطة الفلسطينية التي سجنته وحكمت عليه بالسجن ثم بالإعدام.
انضم منذ شبابه لحركة حماس والتحق بكتائب القسام، الجناح العسكري لها، وشارك من خلال ذلك في عمليات نوعية ضد قوات الاحتلال في الانتفاضتين الأولى والثانية.
كما عمل على تطوير بنية الجهاز العسكري الذي تدرّج في مسؤولياته، حتى أصبح قائد لواء رفح في كتائب القسام وعضو مجلسه العسكري.
ملاحقته أمنياً
في أبريل/نيسان عام 1995، قضت محكمة تابعة للسلطة الفلسطينية على رائد العطار بالسجن عامين بتهمة التدريب على السلاح. ثم في العام 1999، حكمت عليه محكمة أمن الدولة التابعة للسلطة الفلسطينية بالإعدام رمياً بالرصاص بعد تحميله مسؤولية مقتل نقيب شرطة في رفح أثناء مطاردته 3 من أعضاء حركة حماس كان هو من بينهم.
القرار الصادم بالإعدام بحقه أثار موجة من الاحتجاجات الشعبية، لذا أعيد النظر فيه، وتمكن العطار من الخروج من السجن آنذاك بتدخل من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
عمله العسكري وتسميته بـ”صائد الجنود”
ساهم العطار في عمليات كتائب القسام ضد الاحتلال الإسرائيلي خلال فترة واسعة من تاريخ المقاومة الفلسطينية، وكان له دور بارز في “حرب الأنفاق”، وعملية “الوهم المتبدّد” التي قُتل فيها جنديان إسرائيليان وجرح خمسة آخرين.
كذلك أشرف العطار على عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وتابع الاحتفاظ بشاليط طوال 5 سنوات، كما أشرف على عملية تسليمه ومبادلته، مع وضع الخطط اللازمة والاحتياطية لتحرير الأسرى الفلسطينيين، لذا اعتبرته قوات الاحتلال خليفة رئيس أركان كتائب القسام أحمد الجعبري، الذي اغتالته بغارة خلال حربها على غزة سنة 2012، الأمر الذي دفع الاحتلال لاحقاً إلى وصفه بـ”صائد الجنود”.
وقد عمل العطار على تدريب وإعداد المنضمين لصفوف المقاومة العسكرية، وبرز دوره تحديداً في تأسيس الكلية العسكرية لكتائب القسّام باسم “صلاح شحادة” (مؤسس الجهاز العسكري الأول لحركة حماس) بعد 2008. كما برز دوره في حرب “معركة الفرقان” عام 2008، وعمليات “حجارة السجيل” عام 2012، و”العصف المأكول”.
اغتياله
ظل رائد العطار على مدار سنوات طويلة من أبرز المطلوبين لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول اغتياله أكثر من مرة، فدمرت قوات الاحتلال منزله بمخيم يبنا بصاروخ خلال الحرب على غزة سنة 2012.
بعدها بعامين، استشهد رائد صبحي العطار في 21 أغسطس/آب 2014 في غارة إسرائيلية على منزل برفح خلال العدوان الإسرائيلي على غزة مع رفيقيه القياديين بحركة حماس: محمد أبو شمالة، ومحمد برهوم.
وقد كشفت كتائب القسّام بعد 6 سنوات من اغتياله وتحديداً خلال معركة “سيف القدس” في أيار / مايو عام 2021 عن صاروخ جديد من صناعتها المحلية حمل اسم العطار، ويحمل رمز A120، بمدى يصل الى 120 كليو متر ويتمتع بقدرة تدميرية عالية.