كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الإثنين 8 يناير/كانون الثاني 2024، أن نحو 9 آلاف من جنوده تلقوا “مساعدة نفسية” منذ بداية الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ولم يعد نحو ربعهم إلى القتال، وذلك وفق بيان جديد كشف عنه الفيلق الطبي بالجيش، وفق القناة (12)، وصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.
بحسب البيان: “تقدم ما يقرب من 9000 جندي بطلب للحصول على مساعدة نفسية منذ بداية الحرب، ولم يعد ربعهم تقريباً إلى القتال”.
عدد هائل
في المجمل “احتاج نحو 13 ألف جندي نظامي واحتياط إلى مرافقة أو علاج طبي على مستوى ما أثناء القتال، وأصيب الآلاف منهم في المعارك” وفق المصادر العبرية.
كما تظهر البيانات أن” 275 جندياً يتلقون العلاج حالياً في مركز إعادة التأهيل النفسي، الذي يحول إليه جنود يواجهون تعقيداً أكبر على صعيد حالتهم النفسية”.
فيما يقول الجيش الإسرائيلي إنه “لا يزال من السابق لأوانه تقدير عدد الجنود الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، نتيجة خدمتهم العسكرية، والحرب في قطاع غزة”.
حتى اليوم، تمَّ تجنيد ما لا يقل عن 838 ضابط صحة نفسية، معظمهم في الاحتياط، لصالح علاج الجنود والمجندات الذين يقعون في اضطرابات نفسية جراء الحرب.
إصابات كبيرة
يبلغ متوسط وقت إخلاء الجندي منذ لحظة الحادث والإصابة، إلى المستشفى ساعة و6 دقائق، وتم تنفيذ ما مجموعه 431 عملية إخلاء بالمروحيات، وفق بيانات الجيش الإسرائيلي.
لكن في القتال على حدود لبنان كانت مدة الإخلاء أطول بكثير مقارنة بإخلاء المصابين من قطاع غزة.
بالإضافة إلى ذلك، يشير الفيلق الطبي إلى أن معدل الوفيات بين جميع الجنود المصابين في الحرب الحالية هو 6.7% بالمائة، وهو الأدنى.
وللمقارنة، في حرب لبنان الثانية (يوليو/تموز 2006)، كانت النسبة 14.8%، وفي حرب “يوم الغفران” (6 أكتوبر/تشرين الأول 1973) اقتربت من 30%.
عاهات مستديمة
مع ذلك، فإن خطورة الإصابات زادت خلال الحرب في غزة، ويقول الجيش الإسرائيلي إن المستشفيات “تشهد عدداً أكبر من الجرحى في حالة خطيرة مقارنة بالحروب السابقة”.
بحسب المعطيات، “واجه 155 جندياً إصابات في أعينهم، ونحو 300 جندي أصيبوا بإصابات صوتية (إصابات بسبب الضوضاء)، مما تسبب في أضرار لا يمكن إصلاحها في السمع”.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إن العديد من الجنود الذين قاتلوا في غزة، يعانون من إصابات في المسالك البولية أو إصابات في الأجزاء السفلية من الجسم بسبب نقص الحماية في هذه الأجزاء.
كما أضافت: “يدرس جيش الإسرائيلي باستمرارٍ إمكانية إضافة حماية للأجزاء السفلية، من أجل تقليل نقاط الضعف هذه”.
يشار إلى أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى الأحد 22 ألفاً و835 قتيلاً و58 ألفاً و416 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.