قال السيناتور الديمقراطي البارز كريس فان هولين، وهو عضو ديمقراطي كبير في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إنَّ إسرائيل يجب أن تواجه “عواقب” لقتلها المدنيين في غزة ورفضها السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، حسب ما نشره موقع Middle East Eye البريطاني.
وكان فان هولين، يرد على سؤال من شبكة CBS News، بشأن تصريحه بأنَّ الحكومة الإسرائيلية تتخذ “قرارات سياسية بفرض عملية مرهقة غير ضرورية” على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأضاف المسؤول الأمريكي: “يجب أن تكون هناك عواقب”، دون توضيح ما يجب على الولايات المتحدة فعله.
وأضاف السيناتور: “كان الوزير بلينكن والرئيس بايدن على حق في الإصرار على شيئين: خفض المستويات غير المقبولة من الضحايا المدنيين، والمزيد من التعاون عندما يتعلق الأمر بتقديم المساعدة الإنسانية. ولم نرَ أياً منهما”.
وأوضح فان هولين، الذي زار معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة قبل المقابلة مع شبكة CBS News، أنَّ عمال الإغاثة الإنسانية أخبروه أنهم لم يروا من قبل بيئة أسوأ من تلك لتقديم المساعدة الإنسانية.
وأضاف المسؤول الأمريكي: “تكمن القضية الكبيرة الأخرى داخل غزة، وهي ما تُسمى عملية منع الاشتباك، لكنه مجرد مصطلح خيالي لمنح الثقة لأولئك الذين يقدمون المساعدة الإنسانية في إمكانية تقديمها دون التعرض للقتل”.
يأتي هذا في وقت يواجه فيه قطاع غزة وضعاً إنسانياً متدهوراً ومجاعة “قاب قوسين أو أدنى”، وفقاً لما قاله مسؤول الإغاثة الطارئة في الأمم المتحدة، مارتن غريفيث.
انتقاد تجاوز الكونغرس في نقل الأسلحة
وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، يُقدَّر عدد النازحين داخلياً بنحو 1.9 مليون شخص، أو ما يقرب من 85% من إجمالي سكان القطاع. ويعيش غالبيتهم في ظروف مزرية على طول الحدود مع مصر.
وقد وثّقت الأمم المتحدة تفشي أمراض الجديري المائي والتهاب السحايا واليرقان والتهابات الجهاز التنفسي بسبب الاكتظاظ الشديد، وتقول إنَّ الفلسطينيين يقضون حاجتهم في العراء؛ بسبب نقص المراحيض ويؤدي سوء الصرف الصحي إلى حالات الإسهال.
وفي الوقت نفسه، لم تعُد تعمل سوى 9 منشآت صحية من أصل 36 منشأة صحية في غزة، وجزئياً فقط. وتواجه نقصاً في الأدوية، ويعمل الأطباء دون تخدير أو مضادات حيوية.
وحاولت إدارة بايدن، حسب ما ذكره الموقع، موازنة دعمها غير المشروط لحرب الاحتلال من خلال الضغط على الحكومة للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع، وقالت جماعات الإغاثة إنَّ ما يقرب من 150 صندوقاً مُحمَّلة بالإمدادات الإنسانية التي تدخل غزة لا تلبي الاحتياجات.
فيما قال الاحتلال إنها تتحول إلى هجوم “أقل كثافة” في غزة، لكن إدارة بايدن اضطرت إلى تركيز اهتمامها الأخير على “العمل العسكري” لحليفتها خارج القطاع.
في الأسبوع الماضي اغتال الاحتلال مسؤولاً كبيراً في حماس في بيروت، مما يزيد من مخاطر نشوب حرب إقليمية.
خلال الأشهر الأولى من الحرب، أصدر بعض المُشرِّعين الديمقراطيين التقدميين دعوات لوقف إطلاق النار في غزة. ومع ذلك، مع وصول القتال إلى 100 يوم، فإنَّ تباطؤ إسرائيل في عدوانها العسكري والتركيز على الانتخابات الأمريكية، يمكن أن يستنزفا بعض الطاقة بعيداً عن تلك الجهود السابقة التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة.
ومع ذلك، لم يذهب فان هولين، الذي انتقد الاحتلال سابقاً بسبب استشهاد الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، إلى حد الدعوة علناً إلى وقف إطلاق النار في غزة.
وفي ديسمبر/كانون الأول، انضم إلى مُشرِّعين ديمقراطيين معتدلين آخرين لانتقاد خطوة بايدن لنقل الأسلحة إلى إسرائيل، متجاوزاً عملية مراجعة الكونغرس.