كشف إيال حولاتا، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، الثلاثاء 11 أكتوبر/تشرين الأول 2022، أن #إسرائيل راضية عن المسودة النهائية لاتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة لترسيم الحدود البحرية مع لبنان، مشيراً إلى أن مطالب تل أبيب جميعها لُبيت.
حولاتا أضاف، في بيان: “جميع مطالبنا تمت تلبيتها، والتغييرات التي طلبناها تم تعديلها. حافظنا على مصالح إسرائيل الأمنية ونحن في طريقنا إلى اتفاق تاريخي”.
ويأتي هذا بعد ساعات من استلام #لبنان المسودة النهائية لاتفاق بوساطة أمريكية لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، إذ قال كبير المفاوضين اللبناني إلياس بوصعب، وحسبما نقلت النسخة الإنجليزية من رويترز، قال إن المسودة الأخيرة والنهائية تفي بجميع متطلبات لبنان، ويمكن أن تؤدي قريباً إلى “اتفاق تاريخي”.
أضاف بوصعب بعد دقائق من تسلم المسودة النهائية، أنه “إذا سارت الأمور على ما يرام، فإن جهود آموس هوكشتاين يمكن أن تؤدي إلى اتفاق تاريخي”.
كان يشير إلى الوسيط الأمريكي هوكشتاين، الذي انخرط في جهود دبلوماسية مكوكية لأشهر بين الدولتين؛ في محاولة للتوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية المشتركة.
يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه مسؤول لبناني رفيع، الإثنين، إن بيروت تسلمت من الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين، الصيغة النهائية لمسودة اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، مضيفاً أن “لبنان تسلم من الوسيط هوكشتاين الصيغة النهائية لمقترح الاتفاق، ويجري الآن التدقيق بها”.
ولم يعلن على الفور لبنان ولا إسرائيل رسمياً تسلم الصيغة النهائية من الاتفاق.
يأتي هذا التطور بعدما كان لبنان وإسرائيل قد أبديا ملاحظات على مسودة اتفاق سابقة أرسلها هوكشتاين إلى الطرفين مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2022.
ملاحظات لبنانية
كانت الرئاسة اللبنانية أعلنت حينها، أن ملاحظات بيروت على مسودة الاتفاق تضمن حقوقها في التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي. بالمقابل، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، الملاحظات اللبنانية على مسودة اتفاق الحدود البحرية.
بناءً على ملاحظات الجانبين أجرى الوسيط الأمريكي اتصالات مع الأطراف المعنية خلال الأيام الماضية؛ في محاولة للتوصل إلى اتفاق نهائي.
في حين يتنازع لبنان وإسرائيل على منطقة بحرية غنية بالنفط والغاز في البحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كيلومتراً مربعاً، وتتوسط واشنطن في مفاوضات غير مباشرة بينهما لتسوية الخلاف وترسيم الحدود.
حزب الله أعطى الضوء الأخضر
نقلت وكالة رويترز، الثلاثاء 11 أكتوبر/تشرين الأول 2022، عن مصدرين لبانيين كبيرين، قولهما إن “حزب الله” أعطى الضوء الأخضر لاتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، الذي توسطت فيه أمريكا، فيما أعلنت بيروت أن شركة “توتال إنرجيز” ستنقب بالمياه اللبنانية.
الوكالة أشارت إلى أن المصدرين هما مسؤول كبير بالحكومة اللبنانية، وآخر مقرب من “حزب الله”- دون أن تذكر اسميهما- وقالا إن الحزب وافق على بنود الاتفاق، ويعتبر أن المفاوضات مع إسرائيل انتهت.
جاء هذا بعدما أعلنت الرئاسة اللبنانية في بيان، أن الصيغة النهائية للعرض الأمريكي بشأن اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل “مرضية للبنان، وتلبي مطالبه، وحافظت على حقوقه في ثروته الطبيعية”.
نائب رئيس البرلمان اللبناني إلياس بوصعب، قال في مؤتمر صحفي عقده عقب لقائه بالرئيس ميشال عون، سلمه خلاله الصيغة التي تسلمها من الوسيط الأمريكي آموس هوكستين حول ترسيم الحدود البحرية، إن “ملف المفاوضات بشأن ترسيم الحدود البحرية أُنجز، وهو منصف ويُرضي الطرفين”.
أضاف بوصعب، أن لبنان “حصل على كافة حقوقه من اتفاق الترسيم، ومهما كانت الصيغة فهذا الاتفاق سيؤمّن استقراراً اقتصادياً في المنطقة”، مؤكداً أنه “لا شراكة بين لبنان وإسرائيل في حقل قانا (للغاز)، ولا تقاسم أرباح بيننا”.
يأتي هذا فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، الثلاثاء 11 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن إسرائيل ولبنان توصلا إلى “اتفاق تاريخي”، بخصوص ترسيم الحدود البحرية.
اعتبر لابيد أن هذا الاتفاق “سيعزز أمن إسرائيل، وسيضخ المليارات في اقتصادها، وسيكفل استقرار حدودنا الشمالية”، وأشار في بيان إلى أن الاتفاق سيعرض على مجلس الوزراء الأمني والحكومة، يوم الأربعاء 12 أكتوبر/تشرين الأ ول 2022، للموافقة عليه قبل عرضه على البرلمان.
التنقيب عن الغاز
في سياق متصل، أعلن وزير الطاقة اللبناني وليد فياض، الثلاثاء 11 أكتوبر/تشرين الأول 2022، أن شركة “توتال إنرجيز” ستبدأ التنقيب عن الغاز فوراً بعد الاتفاق النهائي على اتفاق ترسيم الحدود.
تصريح فياض جاء عقب الاجتماع الذي عقده مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، ووفد من الشركة الفرنسية.
في مؤتمر صحفي أشار فياض إلى أن “وزارة الطاقة معنية بالتنقيب، وتوتال ستحضّر الخطة، وسنتأكد من أنها سريعة، وسنحضّر الأمور اللوجستية وستبدأ الأعمال فوراً”.
كما أوضح أن الشركة الفرنسية وعدت بالإسراع في التنقيب أيضاً عن النفط في الحقول اللبنانية، وأردف: “لبنان سيصبح دولة نفطية، والتزام توتال خير دليل على ذلك”.
ويأتي هذا التطور بعدما كان لبنان وإسرائيل قد أبديا ملاحظات على مسودة اتفاق سابقة، أرسلها المبعوث الأمريكي هوكستين إلى الجانبين، مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2022.
يُذكر أن الولايات المتحدة تتوسط منذ عامين بين لبنان وإسرائيل، للتوصل إلى اتفاق يهدف إلى ترسيم حدودهما البحرية، وإزالة العقبات أمام التنقيب عن النفط والغاز.
كان مصدر خلاف الرئيسي هو حقل كاريش للغاز، الذي لطالما أكدت إسرائيل وقوعه كاملاً “ضمن حدودها البحرية الخالصة”، وأنه ليس خاضعاً للتفاوض في محادثات الحدود البحرية غير المباشرة مع لبنان، فيما تعتبر بيروت أن الحقل يقع في منطقة متنازع عليها.
“حزب الله” وجّه في الماضي سلسلة تهديدات إلى إسرائيل، محذراً إياها من الإقدام على أي نشاط في كاريش، قبل التوصل إلى اتفاق على ترسيم الحدود البحرية.