وجه الإعلام السعودي على مدار يومين انتقادات “قوية” ضد واشنطن، مواصلاً دفاعه عن موقف المملكة وقرارها مع دول منظمة “أوبك+”، في 5 أكتوبر/تشرين الأول، بخفض إنتاج النفط، بحسب ما رصدت وكالة الأناضول الأربعاء، 12 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يومياً، بداية من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، قرار لم تقبل به واشنطن، قبل نحو شهر من انتخابات تجديد نصفي بالكونغرس، حيث وجهت انتقادات كبيرة للرياض.
الرئيس الأمريكي جو #بايدن بنفسه حمل #الرياض و #موسكو باعتبارهما أكبر المنتجين، مسؤولية ارتفاع أسعار النفط إثر قرار “أوبك+”، قبل أن يعلن مساء الثلاثاء، أن هناك “عواقب لما فعلوه (السعوديون) مع #روسيا “.
جاءت لهجة بايدن الحادة تزامناً مع وصف وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، في مقابلة مع قناة العربية #السعودية مساء الثلاثاء، علاقات بلاده مع واشنطن بـ”الاستراتيجية”، معتبراً أن قرار تحالف أوبك+ الأخير “اقتصادي بحت”.
رفض لـ”تهديد” بايدن
الإعلام السعودي اشتبك مع “انتقادات” واشنطن سريعاً، ورفض التصريح الأحدث من بايدن.
حيث نشر الموقع الإلكتروني السعودي “سبق” الأربعاء، تغطية خبرية تحت عنوان “بعد ما قاله بايدن.. تداول فيديو محمد بن سلمان عن مساهمة السعودية في قوة أمريكا”، مشيراً إلى أن رواد منصات التواصل يتناقلونه وسط “تفاعل كبير”.
يقول ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في تلك المقابلة التي بثت قبل شهور: “لك أن تتخيل لو الـ10 ملايين برميل نفط (الرخيص بتكلفة إنتاج من 3- 6 دولارات) ذهب عقدها إلى بريطانيا، لن تكون #أمريكا بوضعها الحالي اليوم”، مؤكداً أنه “ما في شك أن السعودية ساهمت في قوة أمريكا”.
جاءت إعادة تلك العبارات وتداولها مع إشارة “سبق” إلى حديث بايدن، مساء الثلاثاء، عن “عواقب (للسعودية) لما فعلته مع روسيا”، في قرار أوبك بلس.
كما نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، الأربعاء، أجزاء من افتتاحية صحيفة “الرياض”، الأربعاء، بشأن موقف المملكة.
قالت افتتاحية صحيفة “الرياض”: “بمنأى عن الضغوط الغربية لزيادة إنتاج النفط كان الموقف السعودي محكوماً بمصلحة المملكة، والحفاظ على استقرار سوق النفط، (…) على خلاف طريقة تعامل الولايات المتحدة مع أزمة الغاز في أوروبا، ما دفع مسؤولين أوروبيين لمهاجمة الانتهازية الأمريكية”.
وربط مقال بالصحيفة ذاتها بعنوان “النفط بين السياسة السعودية والانتخابات الأمريكية” وبين تواصل “ادعاءات” في واشنطن تجاه المملكة وتجنب التأثير على حزب بايدن في انتخابات الكونغرس الشهر المقبل.
استنكار “للمراهقة الأمريكية”
ونقل العدد الورقي لصحيفة عكاظ السعودية، مقالاً كتبه رامي الخليفة العلي تحت عنوان “متى تكف واشنطن عن مراهقتها؟!” قال فيه: “تحولت الولايات المتحدة إلى طفل مراهق يظهر أسباباً لا عقلانية لإدانة تجمع أوبك بلس وعلى الأخص السعودية”.
أضاف العلي: “العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية استراتيجية يجب أن تقوم على التفهم المشترك لمصالح كل طرف، وأن تكف واشنطن عن التعامل كمراهق أهوج لا يرى إلا ذاته ومصالحه”.
ونقلت صحيفة المدينة السعودية عبر موقعها الإلكتروني، تغطية خبرية بعنوان “رغم تراجع شعبيته.. بايدن يلمح لإعادة ترشحه وهزيمة (دونالد) ترامب”، مشيرة إلى أن التراجع “اقترب من أدنى مستوياته” قبل انتخابات الكونغرس.
والأيام الماضية شهدت دفاعاً لافتاً من إعلام سعودي، وجاء العنوان الرئيسي لصحيفة عكاظ السعودية، في 9 أكتوبر/تشرين أول، بعنوان “خيارات واشنطن ضد الرياض صفر”.
في اليوم ذاته، ناقشت قناة الإخبارية الرسمية عبر برنامجها “هنا الرياض”، أزمة قرار النفط، وخلال التغطية أكد المحلل السياسي علي العنزي، للبرنامج أن “المملكة لديها خيارات متنوعة وهي رقم صعب”.
الثلاثاء، كتب الإعلامي اللبناني نديم قطيش، مقالاً بصحيفة الشرق الأوسط السعودية بعنوان: “ماذا تريد واشنطن من نفط “أوبك بلس”؟ وصف خلاله ما يحدث ضده المملكة بأنها “خطابات شعبوية”، و”استنتاجات سطحية ومتسرعة أكثر انفصالاً عن الواقع”.
والجمعة، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي، عادل الجبير، مقابلة مع شبكة “FOX News” الأمريكية إن المملكة لا تستخدم النفط وتحالف أوبك+ كسلاح ضد الولايات المتحدة أو لإضرارها.