قالت وزارة الخارجية القطرية، الثلاثاء 16 يناير/كانون الثاني 2024، إن التوترات في البحر الأحمر لا يمكن حلها إذا تم تجاهل إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وفق تصريحات لمتحدث الخارجية، ماجد الأنصاري، في مؤتمر صحفي بالعاصمة الدوحة.
وأوضح الأنصاري أن “تصاعد التوترات في البحر الأحمر فرعٌ من التوتر في غزة، ولا يمكن حلها إذا تجاهلنا إنهاء الحرب على القطاع”، محذراً من أنه “إذا لم يتم إيقاف الحرب في غزة فإن التداعيات الإقليمية ستستمر، أما إذا انتهت الحرب فسينخفض التوتر في الإقليم بشكل كبير”.
وكرَّر الأنصاري تأكيد موقف قطر الذي أعلنه رئيس الوزراء وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في كلمة خلال جلسة حوارية بمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي في سويسرا، الثلاثاء، بأن “الخيارات العسكرية لن تأتي بأي حلول إيجابية بشأن التوتر في البحر الأحمر”.
أضاف متحدث الخارجية أن “التوتر في البحر الأحمر لن يحل بشكل عسكري أمني، بل بشكل سياسي من خلال إيقاف الحرب في غزة”، مبيّناً أن “كل تداعيات الحرب في المنطقة ستتراجع”، بما في ذلك بالبحر الأحمر.
كما طالب المجتمع الدولي باتخاذ “قرار واضح لوقف الحرب في غزة فوراً”، ونقل تأكيد رئيس الوزراء “استمرار وساطة قطر المشتركة” تحقيقاً لهذه الغاية.
ودخلت التوترات في البحر الأحمر مرحلة تصعيد لافتة منذ استهداف الحوثيين، في 9 يناير/كانون الثاني الجاري، سفينةً أمريكيةً بشكل مباشر، بعد أن كانوا يستهدفون في إطار التضامن مع قطاع غزة سفن شحن تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.
والجمعة 12 يناير/كانون الثاني 2024، أعلن البيت الأبيض، في بيان مشترك لـ10 دول، أنه “رداً على هجمات الحوثيين (..) ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، قامت القوات المسلحة الأمريكية والبريطانية بتنفيذ هجمات مشتركة ضد أهداف في مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن”.
و”تضامناً مع قطاع غزة”، الذي يتعرض منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لحرب إسرائيلية مدمرة بدعم أمريكي، يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفنَ شحنٍ بالبحر الأحمر تملكها أو تشغّلها شركات إسرائيلية، أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.
الحوثيون يتعهّدون بمواصلة الهجمات
وكان كبير مفاوضي الحوثيين محمد عبد السلام، قد قال الإثنين، إن موقف الجماعة لم يتغير بعد الضربات التي قادتها الولايات المتحدة على اليمن، وأشار إلى أن الهجمات على السفن المتجهة إلى إسرائيل ستستمر.
وشنّت طائرات حربية وسفن وغواصات أمريكية وبريطانية، الأسبوع الماضي، عشرات الضربات الجوية على أنحاء متفرقة في اليمن، انتقاماً من هجمات الحوثيين على سفن في البحر الأحمر، تقول الحركة المتحالفة مع إيران إنها رد على الهجوم الإسرائيلي على غزة.
وقال محمد عبد السلام لـ”رويترز”، إن “الهجمات لمنع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة مستمرة”. وأضاف: “طلبنا هو إنهاء العدوان الإجرامي في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء إلى قطاع غزة في الشمال وفي الجنوب”.
وأكد بالقول: “نحن لا نريد التصعيد… ولكن للأسف من يقوم بعسكرة البحر الأحمر وملئه بالبوارج والفرقاطات والقطع العسكرية هو الأمريكي والبريطاني”.
وتابع: “تواصلاتنا مع المجتمع الدولي مستمرة لتوضيح موقفنا، وتأكيد أن السفن الملاحية في البحرين الأحمر والعربي آمنة لكل السفن في العالم، باستثناء السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى إسرائيل فقط وفقط”.
وقال كبير مفاوضي الحوثيين: “موقفنا من أحداث فلسطين والعدوان على غزة لم يتغير ولن يتغير لا بعد الضربة ولا بعد التهديدات”.
والأسابيع الأخيرة كثَّف الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر، على خلفية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويستهدف الحوثيون سفناً تجارية مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئ إسرائيلية، قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي، عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، تضامناً مع قطاع غزة.