نشرت كتائب “القسام”، الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، الثلاثاء 16 يناير/كانون الثاني 2024، مشاهد جديدة تظهر لحظة تفجير قواتها لناقلة جند تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي بمدينة غزة، وذلك في الوقت الذي ازدادت فيه حدة المواجهات والاشتباكات في مناطق متعددة من القطاع، مع تسجيل توغلات جديدة لجيش الاحتلال.
يظهر في المقطع الذي نشرته الكتائب، تسلل أحد المقاتلين من ركام مبانٍ، قبل استهدافه ناقلة جند متوغلة في تخوم حي الشيخ رضوان في غزة، بقذائف الياسين وعلبة شواظ.
كما بثت الكتائب في آخر الفيديو مجموعة من القلائد الخاصة بجنود الاحتلال، والتي تعود لعدد منهم قضوا في المواجهات مع عناصر المقاومة.
قبل نشرها الفيديو، أعلنت “القسام” أن عناصرها استهدفوا دبابتين، واشتبكوا من مسافة صفر مع قوة راجلة جنوب خان يونس.
كذلك، نشرت “القسام” مشاهد لعملية مشتركة مع “سرايا القدس”، الجناح العسكري للجهاد الإسلامي، في استهداف قوات الاحتلال بقذائف الهاون شمال القطاع.
في وقت سابق أيضاً، نشرت الكتائب مشاهد جديدة تقول إنها للحظة استيلائها على مسيرة إسرائيلية شمال القطاع.
شهداء وجرحى
في سياق متصل، نقل مراسل قناة “الجزيرة” الفضائية، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر عدداً من منازل المواطنين شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد 10 أشخاص على الأقل.
كذلك، أصيب العشرات بعد استهداف قوات الاحتلال مجدداً مدرسة الدرج التي تؤوي نازحين بمدينة غزة بقذيفتين، كما أصيب 3 أشخاص في استهداف منزل لعائلة الحداد بمنطقة الصفطاوي شمالي غزة.
وفي غرب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، أُعلن عن شهداء وجرحى في قصف للاحتلال استهدف منزلاً لعائلة الحولي، بينما ارتقى 4 شهداء من بينهم طفل جراء قصف مدفعي أمام بنك فلسطين في جباليا البلد شمالي مدينة غزة.
الاحتلال يتوغل في الشمال
بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي استكمال عملياته البرية شمال قطاع غزة، شهدت المنطقة تطورات عسكرية جديدة تمثل أبرز ملامحها في تسجيل توغلات جديدة للآليات العسكرية بعدة محاور وإطلاق “وابل” من القذائف الصاروخية باتجاه بلدات إسرائيلية.
سبق هذا التوغل قصف جوي ومدفعي عنيف ومكثف للمنطقة، طال بدوره مناطق أخرى من قطاع غزة في المناطق الجنوبية والوسطى، مسفراً عن سقوط قتلى وجرحى.
جاءت هذه التطورات، وسط استمرار الاشتباكات المسلحة بين مقاتلي الفصائل الفلسطينية المسلحة وقوات الجيش في محاور التقدم.
ويتواصل لليوم الخامس على التوالي، انقطاع شبكات الاتصالات والإنترنت عن معظم مناطق القطاع.
في وقت سابق الثلاثاء، أبدت إسرائيل قلقها إزاء ما قالت إنه محاولات تقوم بها حركة “حماس” لاستعادة سيطرتها وقدراتها المدنية، شمال القطاع.
كما شكك عضو المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية “الكابينت” جدعون ساعر في تمكن الجيش الإسرائيلي من القضاء على “حماس”.
وقال في تصريحات لإذاعة الجيش: “نحن بعيدون جداً عن انهيار حماس، وإذا كان هناك من يعتقد أنه سيكون ثمة بديل لحكم حماس في قطاع غزة وهي لا تزال واقفة على قدميها، فهذا ببساطة لن يحدث”.
والإثنين 15 يناير/كانون الثاني، قال وزير الدفاع يوآف غالانت في مؤتمر صحفي، إن مرحلة المناورات البرية المكثفة كانت مقررة لمدة “ثلاثة أشهر”، لافتاً إلى “انتهائها شمال القطاع”.
وزعم أنه “في شمال القطاع تمَّ تفكيك كل القدرات اللوائية لحماس، ونعمل على القضاء على باقي الجيوب”، على حد زعمه.
وحسب غالانت “في جنوب القطاع سنصل إلى هذا الإنجاز قريباً.. الإنجازات كبيرة جداً، لكن العملية تحتاج إلى مراحل نقطع خلالها المحاور من خان يونس إلى رفح، فوق الأرض وتحت الأرض”.
وأشار إلى أنه في “كلا المكانين (الشمال والجنوب) ستأتي اللحظة التي يتم فيها الانتقال للمرحلة التالية”، دون أن يوضح طبيعتها.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى الثلاثاء، 24 ألفاً و285 قتيلاً و61 ألفاً و154 مصاباً، وتسببت بنزوح أكثر من 85% (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.