لليوم الـ104 على التوالي، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الخميس 18 يناير/كانون الثاني 2024، غارات عنيفة استهدفت مباني ومربعات سكنية في كافة أنحاء قطاع غزة، موقعة عدداً من الشهداء والمصابين، حسب ما نشرته وسائل إعلام محلية.
فيما أفاد مراسل الجزيرة بأن اشتباكات ضارية تدور بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال شرق جباليا شمالي قطاع غزة، مشيراً إلى أن قصفاً مدفعياً يتواصل بشكل مكثف على مناطق متفرقة شمالي القطاع.
وارتكب الاحتلال مجزرة جديدة بعد أن قصفت طائراته الحربية منزلاً شرقي رفح، موقعة 19 شهيداً، بينهم نساء وأطفال، وعدداً من الإصابات وصلت إلى مستشفى النجار.
فيما قالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، إن عدداً من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
كما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تعطيل شبكات الاتصال والإنترنت لليوم الـ7 على التوالي عن قطاع غزة، ما يفاقم معاناة المواطنين، ويعرقل عمل طواقم الإسعاف، ويؤخر وصولها للمناطق المستهدفة.
كما كشفت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتفعت إلى 24 ألفاً و448 شهيداً، بالإضافة لـ61 ألفاً و504 جرحى.
أزمة إنسانية في غزة
يأتي هذا في وقت قدَّر برنامج الغذاء العالمي أن 93% من السكان يعانون من الجوع بدرجةٍ تُمثِّل أزمة، كما تتفشى الأمراض سريعاً. في حين تنبّأت منظمة الصحة العالمية بأن عدد القتلى من المرض والجوع في الأشهر المقبلة قد يتجاوز عدد الأشخاص الذين قُتلوا في الحرب على قطاع غزة حتى الآن.
كما تقول وكالات الإغاثة إن العوامل الرئيسية التي تعوق تسليم المساعدات، اللازمة لإنقاذ حياة سكان غزة، تقع بالكامل تحت سيطرة إسرائيل.
حيث تمر المساعدات التي تتدفق إلى قطاع غزة عبر معبر رفح مع مصر بشكلٍ أساسي. ويُدير المسؤولون المصريون والفلسطينيون بوابات المعبر، لكن لا يمكن أن يمر شيء من هناك دون تفتيش من المسؤولين الإسرائيليين. وتصف جماعات الإغاثة تلك العملية بأنها معقدة وتستغرق وقتاً طويلاً.
بعد الفحص المصري الأوّلي، ينقل سائقو الشاحنات المصريون حمولتهم عبر “طريق صحراوي وعر”، وصولاً إلى معبر العوجة (نيتسانا) بين مصر وإسرائيل، وهي رحلةٌ تستغرق نحو ساعتين بحسب أمير عبد الله الذي يشرف على قوافل الهلال الأحمر المصري.
ترفض السلطات الإسرائيلية دخول عناصر مثل المشارط الجراحية الخاصة بالولادة، ومعدات تنقية الماء، ومولّدات الكهرباء، وخزانات الأوكسجين، والخيام ذات الأعمدة المعدنية، دون تبرير في بعض الأحيان، بحسب العاملين في مجال الإغاثة.
عند رفض دخول عنصر واحد في الشاحنة، يتعيّن إعادة عملية تفتيش حمولة الشاحنة بالكامل، وهو الأمر الذي قد يستغرق عدة أسابيع. وتعود الحمولات المقبولة بعد ذلك إلى معبر رفح، حيث يمكن أن يستغرق نقل البضائع إلى الشاحنات الفلسطينية عدة أيام، بحسب تصريح سائقين مصريين لصحيفة Washington Post الأمريكية.
يعزو العاملون في الإغاثة ذلك التأخير إلى قلة المركبات الفلسطينية، التي دمر القصف الإسرائيلي بعضها، كما لا توجد كميات كافية من الوقود للتنقل بحسب شميزا عبد الله، منسقة الطوارئ البارزة لدى “اليونيسف”.