اتهمت والدة جندي لدى الاحتلال كان أسيراً في غزة، الخميس 18 يناير/كانون الثاني 2024، الجيش الإسرائيلي بقتل ابنها “عمداً” خلال عملية اغتيال القائد في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أحمد الغندور، في جباليا شمالي قطاع غزة نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن “الجيش فشل في تأكيد سبب مقتل الأسيرين الإسرائيليين القتيلَين في غزة، رون شيرمان ونيك بايزر”، فيما “وصل ممثلون عن جيش الاحتلال إلى عائلات الجنديين الأسيرين؛ الرقيب رون شيرمان والعريف نيك بيزر، لإبلاغهم بالنتائج المتعلقة بظروف وفاتهما في أسر حماس في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء”.
وانتشل الجيش الإسرائيلي جثتَيهما من نفق تابع لـ”القسام” في جباليا في 14 ديسمبر/كانون الأول 2023.
وبالقرب من مكان جثتيهما، كان جيش الاحتلال هاجم نفقاً “استشهد فيه قائد الفرقة الشمالية للقسام أحمد الغندور”.
وأظهر تحقيق أداره الاحتلال بشأن مقتل الأسيرين أنه “في وقت الهجوم، لم يكن الجيش الإسرائيلي على علم بوجود أسرى إسرائيليين في المنطقة”، كما أن “القوات التي عثرت على جثتَي الأسيرين أثناء عمليات التفتيش في النفق لم تكن لديها معلومات مسبقة عن وجودهما”.
اتهامات لجيش الاحتلال
فيما وجَّهت والدة الأسير رون شيرمان اتهاماً لجيش الاحتلال بقتل ابنها، وكتبت الأم في منشور على مواقع التواصل: “الجيش الإسرائيلي بملء النفق الذي كان محتجزاً فيه بالغاز، ما أدى إلى وفاة ابنها مسموماً”، مضيفة: “حاول رون استنشاق الهواء لكنه لم يستنشق سوى سم الجيش الإسرائيلي”، وادَّعت الأم أنها “وجدت أن لديه أيضاً عدة أصابع مهروسة، على ما يبدو بسبب محاولاته اليائسة للخروج من قبر السم الذي دفنه الجيش الإسرائيلي فيه، عندما حاول استنشاق الهواء، لكنه لم يستنشق سوى سم الجيش الإسرائيلي”.
وأضافت: “لا مستقبل لهذا البلد إذا كان هذا ما فعلوه به بعد أن تخلّوا عنه في ذلك السبت.. ماذا كان القرار لو كان ابن بيبي هناك في النفق أو حفيد غالانت؟ أو ابن هيرتزي هاليفي؟ هل كانوا سيتسممون أيضاً بقنابل الغاز؟”.
كما أشارت معيان شيرمان إلى أن جيش الاحتلال غيّر روايته للحادثة عدة مرات، وقالت: “عندما أحضروا جثته، أخبرونا أنه قُتل على يد حماس، ولم نشكّ في ذلك”.
واستدركت: “لكن في التقرير الطبي، لم يتم العثور على أي اختناق أو طلق ناري أو طعن، وقيل لنا بالأمس إنهم لا يستبعدون استنشاق الغازات السامة نتيجة قصف جيش الدفاع الإسرائيلي”.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: “لقد فعل والدا رون ما لم يكن من المرجّح أن يتم القيام به على الإطلاق في مقبرة عسكرية في إسرائيل، فقد وضعا مربّعاً رخامياً على شاهد القبر العسكري كتب عليه: تم اختطافه وتركه والتضحية به من قِبَل الحكومة الافتراضية في كارثة عام 2023″، واستدركت الهيئة بأنه “قبل بضعة أيام، اختفت قطعة الرخام (شاهد القبر)”.
وقالت معيان: “من المؤكد أن أحداً من الجيش الإسرائيلي قد قام بهذا الأمر؛ لأنه لم يعجبهم”، واستدركت: “سيعود إلى هناك بسرعة كبيرة، لن يخبرني أحد بما يجب أن أضعه على شاهد قبر ابني”.
وأردفت معيان: “حبيبي.. هل لي أن أموت مكانك.. يا له من كابوس مررت به! الموت في عذاب رهيب! وكل ذلك بناءً على طلب الجيش الإسرائيلي، الذي تثقون به وتقدّرونه كثيراً، والحكومة”.
ورداً على “اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته”، شنَّت “حماس” في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عملية “طوفان الأقصى” ضد قواعد عسكرية ومستوطنات بمحيط غزة، أسفرت عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي، كما أسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم خلال هدنة مع إسرائيل، التي تحتجز في سجونها أكثر من 8600 فلسطيني.
فيما تتعالى الأصوات في الداخل الإسرائيلي لاستعادة الأسرى في غزة، أدى القصف المتواصل للاحتلال الإسرائيلي على القطاع إلى مقتل عدد منهم، إضافة إلى مقتل عدد آخر أثناء محاولات تحرير فاشلة نفذها الجيش.
كما أعلنت كتائب القسام، مرات عدة، مقتل أسرى لديها نتيجة ضربات إسرائيلية استهدفت مواقع احتجازهم.
والخميس هو اليوم الـ104 من حرب مدمرة تشنها إسرائيل على غزة، وخلّفت حتى الأربعاء 24 ألفاً و448 شهيداً، و61 ألفاً و504 مصابين معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى نزوح نحو 1.9 مليون فلسطيني، أي أكثر من 85٪ من سكان القطاع المحاصر منذ 17 عاماً.