انضم عشرات الآلاف من الإسرائيليين، السبت 8 أبريل/نيسان 2023، إلى احتجاجات مناهضة لخطط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الرامية لتشديد القيود على المحكمة العليا، على الرغم من المخاوف الأمنية المتزايدة بعد هجومين أسقطا قتلى، الجمعة، في حين قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إن المحتجين وصل عددهم لـ140 ألف متظاهر.
تأتي مظاهرات السبت، ضمن سلسلة من الاحتجاجات على الخطط، التي عُلقت الشهر الماضي في مواجهة موجة من الإضرابات والمظاهرات الحاشدة، في وقت تواجه فيه إسرائيل تصاعداً حاداً في التوتر على عدة جبهات خلال شهر رمضان.
قلق في إسرائيل
في محيط المسجد الأقصى بالقدس، يتوقع أن يبلغ عدد المشاركين في صلاة التراويح عشرات الآلاف، وسط مخاوف من احتمال تكرار عمليات اقتحام من الشرطة الإسرائيلية ليلاً، مثلما حدث الأسبوع الماضي، والتي أعقبها قصف صاروخي على إسرائيل وضربات جوية إسرائيلية على غزة وجنوب لبنان.
في حين يشعر الإسرائيليون بالقلق أيضاً، بعد حادث دهس في تل أبيب الجمعة، أدى إلى مقتل إيطالي وإصابة خمسة سياح آخرين، بعد ساعات من هجوم مسلح أودى بحياة شقيقتين إسرائيليتين وأدى لإصابة أمهما بالقرب من مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة.
من جانبه، نشر نتنياهو وحدات احتياط تابعة لشرطة الحدود وأمر الجيش بتعزيز المواقع الأمنية لتفادي أي مشاكل محتملة،وسط دعوات للهدوء من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
حشود ضد نتنياهو وسط تل أبيب
في وسط تل أبيب، تجمّعت حشود تلوح بالأعلام الإسرائيلية للاحتجاج على خطط تراها تهديداً صريحاً للديمقراطية الإسرائيلية.
حيث بدأت المظاهرة بتأبين ضحايا الهجومين اللذين وقعا الجمعة. وقال المتظاهرون إن المخاوف الأمنية لن تمنعهم من الاحتجاج. وقال الطالب أميتاي جينسبيرج (26 عاماً:) “الأمن شيء والتعديل شيء آخر. سنواصل القدوم إلى هنا ونقول بصوت عال وواضح إننا لن ندع هذا التعديل يمر”.
المقترحات من شأنها أن تمنح الحكومة سيطرة فعلية على تعيين قضاة المحكمة العليا وتسمح للكنيست بنقض العديد من قرارات المحكمة. وتسببت في واحدة من أكبر الأزمات المحلية في إسرائيل.
مئات الآلاف من المتظاهرين
شارك في الاحتجاجات مئات الآلاف، من بينهم جنود احتياط في الجيش وقادة أعمال وأعضاء في صناعة التكنولوجيا الإسرائيلية وأكاديميون بارزون، ليدخلوا في مواجهة مع مؤيدي الائتلاف الديني القومي لنتنياهو.
في حين يقول الجانب الحكومي إن التعديل ضروري لاستعادة التوازن المناسب بين القضاء والسياسيين المنتخبين.
فيما يقول منتقدون إن التعديلات ستزيل بعض الضوابط والتوازنات الأساسية التي تقوم عليها الدولة الديمقراطية وتمنح سلطة مطلقة للحكومة.
قبل الاحتجاجات، حثت الشرطة الناس على ترك الطرق خالية للسماح لخدمات الطوارئ بالتحرك بحرية بعد حادث الدهس الجمعة، في ممشى ساحلي شهير في تل أبيب.
تراجع نتنياهو
تحت وطأة إضرابات وتظاهرات حاشدة، أعلن نتنياهو نهاية مارس/آذار 2023، تعليق خطته حتى الدورة الصيفية للكنيست (البرلمان) التي تبدأ في 30 أبريل/نيسان 2023 وتستمر 3 أشهر، لحين إجراء حوار مع المعارضة، لكنه قال إنه لن يتخلى عنها.
فور تعليق خطته، أعلن الرئيس إسحاق هرتسوغ، البدء باستضافة جلسات حوار بين أحزاب الائتلاف والمعارضة لتقريب وجهات النظر. ومن شأن الخطة المثيرة للجدل أن تحدّ من سلطات المحكمة العليا (أعلى هيئة قضائية)، وتمنح الائتلاف الحكومي السيطرة على لجنة تعيين القضاة.
في حين يقول قادة المعارضة وأبرزهم رئيس الوزراء السابق يائير لابيد، إن الخطة بشكلها الحالي بمثابة “نهاية الديمقراطية” وبداية “عهد ديكتاتوري” في إسرائيل، وتصفها بـ”الانقلاب السلطوي”، فيما يؤكد نتنياهو أنها تهدف إلى إعادة التوازن بين السلطات (القضائية والتنفيذية والتشريعية).