أعلنت جماعة “أنصار الله” اليمنية (الحوثي)، في بيان متلفز للمتحدث العسكري للجماعة اليمنية يحيى سريع، الإثنين 22 يناير/كانون الثاني 2024، استهداف سفينة شحن عسكرية أمريكية في خليج عدن “بصواريخ بحرية مناسبة”.
وقال سريع: “انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني، وضمن الرد على العدوان الأمريكي البريطاني على بلادنا، نفذت القوات البحرية (للجماعة) عملية عسكرية استهدفت سفينة شحن أمريكية نوع أوشن جاز (OCEAN JAZZ) في خليج عدن، بصواريخ بحرية مناسبة”.
وأضاف أن “الرد على الاعتداءات الأمريكية والبريطانية (على اليمن) قادم لا محالة، وأي اعتداء جديد لن يبقى دون رد وعقاب”.
القيادة الأمريكية تقصف أهدافاً حوثية
يأتي ذلك بعد أيام من تصريحات للجيش الأمريكي قال فيها إن قوات القيادة المركزية الأمريكية نفذت ضربات جوية أصابت صاروخاً مضاداً للسفن تابعاً لحركة الحوثي كان معداً للإطلاق باتجاه خليج عدن، في أحدث وابل من الضربات بعد ساعات من استهداف الولايات المتحدة ثلاثة صواريخ أخرى للحوثيين.
وذكرت القيادة المركزية الأمريكية في بيان على موقع إكس: “قررت القوات الأمريكية أن الصاروخ يمثل تهديداً للسفن التجارية وسفن البحرية الأمريكية في المنطقة، وبعد ذلك ضربت الصاروخ ودمرته دفاعاً عن النفس”.
وأضافت القيادة المركزية أنها نفذت الضربات في الرابعة تقريباً بتوقيت اليمن (01.00 بتوقيت غرينتش)، وهي الأحدث وسط تصاعد التوتر في البحر الأحمر وخليج عدن؛ مما تسبب في عرقلة التجارة العالمية وإثارة مخاوف من حدوث اختناقات في سلاسل الإمدادات.
ونفذت القيادة المركزية ضربات على ثلاثة صواريخ مضادة للسفن تابعة للحوثيين، قالت إنها كانت تستهدف جنوب البحر الأحمر.
وأدت الهجمات التي شنتها حركة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران، على سفن في البحر الأحمر وما حوله خلال الأسابيع القليلة الماضية، إلى تباطؤ حركة التجارة بين آسيا وأوروبا، وأثارت قلق القوى الكبرى حيال تصعيد الحرب في غزة.
“تضامناً مع فلسطين”
يقول الحوثيون، الذين يسيطرون على مناطق كبيرة من اليمن، إن هجماتهم تأتي تضامناً مع الفلسطينيين الذين يتعرضون للهجمات من إسرائيل في قطاع غزة.
وتشن الولايات المتحدة منذ أيام، ضربات على أهداف للحوثيين في اليمن، وأعادت إدراج الحركة قبل أيام، على قائمة للمنظمات “الإرهابية”.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن الغارات الجوية ستستمر رغم إقراره بأنها قد لا توقف هجمات الحوثيين.
وتنذر هذه المواجهات بامتداد الصراع إلى خارج حدود غزة، حيث تقول وزارة الصحة إن الهجمات الإسرائيلية أودت حتى الآن بحياة أكثر من 24 ألفاً، وهو ما يزيد على 1% من عدد سكان القطاع البالغ 2.3 مليون نسمة.
وشنت إسرائيل حملتها بعد هجوم السابع من أكتوبر /تشرين الأول الذي نفذته حماس، ويقول مسؤولون إسرائيليون إنه أدى إلى مقتل 1200 شخص.
ومجموعة الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة، اليوم السبت، هي الخامسة خلال أسبوع ضد منصات لإطلاق صواريخ تابعة للحوثيين كانت معدة للإطلاق.
وأطلق الحوثيون صاروخين باليستيين مضادين للسفن على ناقلة أمريكية في ساعة متأخرة من مساء يوم الخميس. وقال الجيش الأمريكي إن الصاروخين سقطا في المياه بالقرب من الناقلة دون وقوع إصابات أو أضرار.
جماعة الحوثي تهاجم أمريكا
في الوقت نفسه قال محمد عبد السلام المتحدث باسم الحوثيين، لـ”رويترز”، إن الضربات التي تشنها الولايات المتحدة ضد مواقع وأهداف تابعة للحركة في اليمن غير مبررة، وشدد على أن الحركة ستواصل الرد عليها.
وذكر أن الجماعة كانت تستهدف فقط السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى إسرائيل ضمن ما وصفه بأنه “حق طبيعي لليمن أمام المياه الإقليمية الدولية”. وأشار إلى أن تدخل الولايات المتحدة على الخط أضاف “مزيداً من التصعيد”.
واعتبر عبد السلام أن الضربات الأمريكية “مبالغ فيها ولا مبرر لها”، ووصف الموقف الأمريكي بأنه “حراسة لإسرائيل وليس للعالم”. وقال إنَّ “الضربات على اليمن من وجهة نظرنا انتهاك سافر لسيادة اليمن وعدوان خطير على الشعب اليمني، وما قام به الشعب اليمني في البداية هو استهداف السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى إسرائيل دون أن يكون هناك أي خسائر بشرية أو حتى مادية كبيرة، فقط منع السفن من المرور كحق طبيعي لليمن أمام المياه الإقليمية الدولية”.
“الحوثي” تستفيد من خبرة إيران
قال المتحدث الحوثي إن الحركة تستفيد من الخبرة الإيرانية في التصنيع العسكري، لكنه نفى أن تكون إيران هي المتحكمة في ما تتخذه الجماعة من قرارات.
وقال: “لا ننكر أن لدينا علاقة مع إيران، وأننا استفدنا من التجربة الإيرانية في ما له علاقة بالتصنيع والبنية التحتية العسكرية البحرية والجوية وما غير ذلك… لكن القرار الذي اتخذه اليمن قرار مستقل لا علاقة له بأي طرف آخر، وجاء بعد الضغط الشعبي الكبير ليس فقط في اليمن بل في المنطقة بمطالبة حكومات المنطقة وقادتها بأن يكون لهم موقف تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة”.
وعما إذا كانت الجماعة قد تلقت طلباً من إيران لوقف الهجمات، أجاب عبد السلام: “حتى الآن لم يصلنا أي تعليق من الإيرانيين… وأعتقد أنهم لن يبلغونا بمثل هذا الطلب، لا سيما أن إيران موقفها المعلن هو مساندة اليمن، وأدانت الضربات الأمريكية البريطانية على اليمن، واعتبرت موقف اليمن موقفاً مشرفاً ومسؤولاً”.
وجدد عبد السلام تأكيد أن الحركة لا تسعى للتصعيد، وقال: “لا نريد التصعيد أن يتوسع… وقد فرضنا قواعد اشتباك لم تسقط فيها نقطة دم واحدة ولا خسائر مادية كبيرة، ومثلت ضغطاً على إسرائيل فقط، ولم تمثل ضغطاً على أي دولة في العالم”.
لكنه ألقى بالكرة في ملعب الولايات المتحدة، وقال إن “اليمن معني بالرد ومعني بالثبات على موقفه بمنع السفن الإسرائيلية من التوجه إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة” طالما استمرت الهجمات الأمريكية.
وفيما يتعلق بتأثير الصراع على المنطقة، وصف موقف دول المنطقة التي دعت إلى الاستقرار وعبرت عن استنكارها التصعيد بأنه “إيجابي ويدعم عدم توسع الصراع”.
واستطرد عبد السلام: “نعتقد أن السعودية والإمارات طالما تمسكتا بهذا المبدأ فستكونان خارج هذا الصراع، طالما لم يشاركا الولايات المتحدة في أي هجوم أو يساندا أي هجوم، فنحن لا نجد مبرراً للقيام بأي عمل ضدهما”.
وتابع: “ندعوهما إلى أن يكون موقفهما الرفض لعسكرة البحر الأحمر أو وجود قوات عسكرية داخل المنطقة باعتبار هذا استهدافاً للجميع، فمثلاً في البحر الأحمر الدول المشاطئة لا توجد أي دولة في هذا التحالف (الذي تقوده الولايات المتحدة لتأمين السفن)،
هذا التحالف جاء من الغرب إلى منطقتنا، ولذلك نعتقد أنه يشكل تهديداً على السعودية والإمارات وعُمان ودول المنطقة”.وشدد عبد السلام على التزام الحوثيين بموقفهم الذي يحرص على الأمن والاستقرار في المنطقة، وجدد تأكيد أن الرد “لن يستهدف إلا الأمريكي والبريطاني”.