نقل موقع Walla الإسرائيلي، في تقرير له الأربعاء 24 يناير/كانون الثاني 2024، شهادات لجنود الاحتلال ممن شاركوا في العدوان على غزة، أكدوا فيها أنهم يواجهون معضلة كبيرة تتمثل في عجزهم عن التمييز بين مجاهدي حماس والمحتجزين الإسرائيليين في القطاع، ما أدى إلى قتلهم العديد منهم، بل حتى الجنود منهم، مشددين على أن المعارك في شمال القطاع لم تنتهِ كما يعتقد الإسرائيليون.
فقد قال مقاتلو فرقة الاحتياط في فرقة غزة، الذين يوجدون بشمال قطاع غزة، في ما يتعلق بالتزايد الكبير في أحداث إطلاق النار، إن التحذير يأتي في أعقاب اقتراب أشخاص مشبوهين من قوات الجيش الإسرائيلي وخط الحدود.
ما زالوا في الشمال
كما صرحوا بأن هؤلاء الأشخاص لا يتجولون بالضرورة بالبنادق بشكل علني، إذ يرتدي الجميع معاطف، لذلك لا يمكن تمييز ما الذي يحملونه.
ثم أضافوا: “عند وجود شبهة، نطلب الإذن لإطلاق طلقة تحذيرية”. وبحسب التعليمات، وفقاً للمقاتلين، “إذا كنت لا ترى أن المشتبه بهم يحملون أسلحة ولا يوجد خطر واضح من جانبهم، فلا يجب إطلاق النار”.
كما أردفوا: “كل ما تسمعه على الحدود هو طلقات تحذيرية في المنطقة العازلة حتى خط الحدود. إن أولئك الذين يدعون أنه لم يعد هناك فلسطينيون في شمال القطاع ليسوا على حق. إنهم لا يعودون ببطء ويشعر الجنود هنا بالتهديد. يمكنهم سحبك بعيداً بينما يطلق آخرون صاروخاً مضاداً للدبابات”.
وتابعوا: “في كل يوم نرى مزيداً من الفلسطينيين، ونقدِّر أنهم ينتمون لحماس”.
ثم ادعوا أنه “عندما هرب ثلاثة أسرى من حماس، أطلق مقاتلو الجيش الإسرائيلي النار عليهم بطريق الخطأ في قطاع غزة. من الواضح أن هناك فرقاً كبيراً بين المختطفين، الذين تمنوا أن ننقذهم ومقاتلي حماس”.
مراجعة التكتيكات
بخصوص عملية “مخيم المغازي” التي قتل فيها 21 جندياً من جنود الاحتلال، زعم جنود الاحتياط أن الهدف كان “تفجير عشرة مبانٍ وكشف المنطقة حتى لا يتمكن مقاتلو حماس من الاختباء هناك”.
وقال جندي احتياط في محادثة مع موقع Walla: “يدور القتال على خط الحدود على منوالٍ يومي، رغم أن الجمهور الإسرائيلي يعتقد أنه لم يعد هناك مقاتلون من حماس في المنطقة الحدودية، كل يوم هناك قتال على الحدود، يحاول بعض مقاتلي حماس التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية، ويحاول آخرون إيذاء القوات”.
ويزعم الجيش الإسرائيلي أن أحد الجهود الرئيسية التي تبذلها حماس الآن هو إظهار السيطرة على الأرض، وإعادة القتال في شمال ووسط قطاع غزة أيضاً. لذا، تعود الفرقتان 162 و99 من الجيش الإسرائيلي للقتال في المناطق التي يوجد فيها الجيش بالفعل.
في هذه الأثناء، تؤكد قوات الاحتياط ضرورة إعادة النظر في الهجمات الجوية على المباني، وليس فقط التدمير من الأرض، علاوة على إعادة النظر في الحماية الجوية والاستخباراتية للقوات في الميدان أثناء عملها على تدمير المباني، وأخيراً، ضرورة إجراء تحقيق متعمق وسريع في الحادثة، من أجل التعلم منها للعمل المستقبلي، حيث إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعمل في عدد كبير من النقاط المحورية لتدمير المباني بالمناطق العازلة.
عملية “مخيم المغازي”
في وقت سابقٍ الثلاثاء 23 يناير/كانون الثاني 2024، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل 21 جندياً في معارك بجنوب قطاع غزة، فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أنهم سقطوا خلال استعداد الجيش لتفجير عدة مبانٍ فانهار مبنيان وقُتل عدد كبير من الجنود.
فيما وصفت قنوات إسرائيلية الحادثة بـ”الكارثة الكبرى”، وأشارت الإذاعة العبرية إلى أن “الحدث الصعب” وقع قبالة كيسوفيم وسط قطاع غزة، بعد أن تم إطلاق صواريخ تجاه دبابة خلال استعداد الجيش لتفجير عدة مبانٍ، فانهار مبنيان وقُتل عدد كبير من الجنود.
وبذلك ارتفع عدد الضباط والجنود الإسرائيليين القتلى منذ بداية المعارك البرية في قطاع غزة، يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى 221 من أصل 556 منذ بداية الحرب في السابع من ذلك الشهر، بحسب الموقع الرسمي للجيش.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى الأربعاء “25 ألفاً و700 شهيد و63 ألفاً و740 مصاباً معظمهم أطفال ونساء”، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في “دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب الأمم المتحدة.