قام الاحتلال الإسرائيلي بـ شن هجمات مكثفة وغير مسبوقة على كافة أرجاء قطاع غزة منذ ما يزيد على النصف ساعة، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن القصف ما زال مستمراً، مع انقطاع تام للكهرباء.
كما لجأ الاحتلال الإسرائيلي إلى قطع الإنترنت بالكامل عن القطاع، وذلك في ظل القصف العنيف وغير المسبوق الذي يقوم به على القطاع في هذه اللحظة.
تزامن ذلك مع ادعاء الناطق باسم جيش الاحتلال، مساء الجمعة 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أن قيادة العمليات المركزية لـ”حماس” تتحصن بأنفاق تحت مستشفى الشفاء في غزة، وهو ما نفته الحركة، وحذرت من استخدامه ذريعة لقصف المستشفى وتكرار جريمة مجزرة المستشفى المعمداني الأهلي.
حيث قال المتحدث باسم جيش الاحتلال إن “حماس تستخدم البنى التحتية الإنسانية في قطاع غزة لغرض ممارسة نشاطاتها، خصوصاً أسفل مستشفى “الشفاء” الذي يقع في قلب مدينة غزة”.
قصف إسرائيلي كثيف وغير مسبوق على كافة أرجاء #غزة بالتزامن مع قطع للاتصالات والإنترنت عن كامل القطاع#الأخبار #حرب_غزة pic.twitter.com/9ym0Oe4WLw
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 27, 2023
كما قال المتحدث باسم جيش الاحتلال إن “هناك عدة مجمعات تحت أرضية في مستشفى الشفاء، يستخدمها قادة حماس لتوجيه نشاطاتها. كما أن هناك نفقاً يصل إلى المستشفى، ويسمح بالدخول إلى مقر قيادة حماس، ليس عن طريق الدخول إلى المستشفى”.
في سياق متصل أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، أن القوات البرية التابعة له ستقوم بتوسيع نشاطها هذه الليلة في قطاع غزة، وقال متحدث الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري في مؤتمر صحفي: “القوات البرية تقوم بتوسيع نشاطها البري هذه الليلة”.
وأشار هاغاري أيضاً إلى أن “قوات الجيش الإسرائيلي على الحدود الشمالية في حالة تأهب قصوى”. يأتي تصريح هاغاري بالتزامن مع ضربات مكثفة تشنها القوات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة في الساعات الأخيرة.
من جانبها، أصدرت حركة حماس بياناً تنفي ما صدر عن الناطق باسم جيش الاحتلال، قائلة إنه لا أساس له من الصحة، و”إن هذه الأكاذيب تمثل تمهيداً لارتكاب مجزرة جديدة بحق أبناء الشعب الفلسطيني”.
كما طالبت حركة حماس قادة الدول العربية والإسلامية ودول العالم بالتحرك لوقف جرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطيني.
يشار إلى أن مشفى الشفاء هو أكبر مجمع طبي في قطاع غزة، ويُعد المركز الرئيسي للوحدات الرئيسية لعلاج الأمراض المزمنة، ومنها السرطان، وغسيل الكلى، وغيرها، بحسب إحصائية أولية، فإنه يستقبل قرابة 10 آلاف من جرحى العدوان الإسرائيلي المستمر والقصف الوحشي على غزة.
كما أنه يلجأ أكثر من 40 ألف مواطن لمستشفى الشفاء نزحوا في محاولة لتجنب القصف الذي طال كل شيء.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه وزارة الصحة بغزة، الخميس، أن الاحتلال تعمد استهداف 57 مؤسسة صحية وإخراج 12 مستشفى و32 مركز رعاية أولية عن الخدمة.
“لا مكان آمناً”
من جانبها، أكدت متحدثة مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامداساني، عدم وجود مكان آمن في قطاع غزة جراء الغارات الإسرائيلية المدمرة المتواصلة منذ 21 يوماً.
وفي المؤتمر الصحفي الأسبوعي الجمعة، أشارت شامداساني إلى أن أضراراً كبيرة لحقت بالبنية التحتية في غزة، المكتظة بالسكان وخسائر بالأرواح، واصفةً ما يحدث بأنه “لا يتوافق مع القوانين الإنسانية الدولية”.
واستخدمت المتحدثة الأممية عبارة “العقاب الجماعي” لوصف ما تمارسه إسرائيل من قطع إمدادات المياه والغذاء والوقود والكهرباء عن القطاع منذ 3 أسابيع.
وبينت أنّ قطع إمداد القطاع بالوقود تسبب بتوقف المستشفيات عن العمل وإغلاق الأفران.
كما قالت: “2.2 مليون إنسان في غزة أمام كارثة إنسانية على إسرائيل وقف العقاب الجماعي الذي تمارسه على سكان غزة، العقاب الجماعي كارثة إنسانية”.
شارك ممثل منظمة الصحة العالمية في فلسطين ريتشارد بيبركورن، في المؤتمر الصحفي عبر تقنية الفيديو، وأكد نزوح 1.4 مليون فلسطيني في غزة عن منازلهم.
ووصول الغذاء والوقود والماء والمواد الطبية إلى غزة بشكل آمن، يستدعي بحسب ريتشارد وقف إطلاق نار إنسانياً.
ولتبرير مواصلتها الحصار التام على قطاع غزة، تتذرّع إسرائيل بأن المساعدات قد تصل لـ”حماس” وتعزز صمودها، في حين عرضت الأونروا “آليات صلبة لتوجيه المساعدات للأشخاص الأشد حاجة إليها”.
ومنذ 21 يوماً يتعرض قطاع غزة المحاصَر لغارات جوية إسرائيلية مكثفة دمرت أحياء بكاملها، وأسقطت آلاف القتلى والجرحى، حيث أطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية سمّاها “السيوف الحديدية”.
وفجر 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أطلقت “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى”، رداً على “اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، لا سيما المسجد الأقصى في القدس المحتلة”.