استقال أول عمدة مسلم بريطاني لمدينة نيوكاسل، من حزب العمال المعارض، الجمعة 26 يناير/كانون الثاني 2024، وذلك احتجاجاً على موقف الحزب من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، متهماً حزبه بممارسة “ثقافة العنصرية المؤسسية”.
حبيب الرحمن هو أول شخص مسلم يتولى منصب عمدة مدينة نيوكاسل منذ 2021، ورغم استقالته من حزبه بسبب دعمه للحرب على غزة، سيواصل عضويته بمجلس منطقة إلسويك بصفة “مستقل”، وفق ما أفادت شبكة BBC البريطانية.
بدورها، أعربت مجموعة حزب العمال في مجلس المدينة عن “أسفها” إزاء الاستقالة، وأن الحزب “ملتزم بمكافحة جميع أشكال العنصرية وتنظيم حملات ضدها”.
“عنصرية مؤسسية”
كان حبيب الرحمن، الذي قُتل والده عزيزور عام 1977 في مطعم وولسيند الذي كان يعمل فيه، ناشطاً قوياً ضد التمييز في تينيسايد.
وقال حبيب الرحمن، الذي انضم إلى حزب العمال عام 2008، إنه قضى حياته كلها في الدعوة إلى المساواة، ومكافحة جميع أشكال الإيذاء والإساءة والمضايقة، مضيفاً في حديث مع BBC: “أفتخر بأنني ناشط مناهض للعنصرية طوال حياتي”.
وانتقد حبيب الرحمن موقف زعيم حزب العمال، السير كير ستارمر، من العدوان الإسرائيلي على غزة، مشيراً إلى ما سمَّاه “دعم السير كير المطلق للحكومة الإسرائيلية” و”امتناعه عن المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار”.
وقال إنه “يناضل من أجل العدالة ويناهض العنصرية” داخل حزب العمال منذ قرابة عامين، مضيفاً أن نشاطه لم يُقابَل بالدعم، وإنما بالعوائق، ولم تتخذ المؤسسات خطوات لإنهاء “ثقافة العنصرية المؤسسية” عموماً.
وتابع: “أنا أستقيل من حزب العمال بسبب العنصرية التي تعرضتُ لها ودعم السير كير ستارمر للحرب على الشعب الفلسطيني في غزة”.
“حزينون جداً”
تأتي الاستقالة بعد أن أخرجت الشرطة نشطاء مؤيدين لفلسطين من اجتماع لمجلس مدينة نيوكاسل، الأربعاء 24 يناير/كانون الثاني.
وقال حبيب الرحمن إنه سيستمر في خدمة منطقته، إلسويك، كعضو مستقل حتى انتخابات عام 2026، في حين قال متحدث باسم مجموعة نيوكاسل في حزب العمال إنهم “حزينون جداً” بسبب قرار حبيب الرحمن.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى الجمعة “26 ألفاً و83 شهيداً، و64 ألفاً و487 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء”، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في “دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب الأمم المتحدة.