في سياق الانتقادات التي تتعرض لها دولة الإمارات من قسم كبير من مستخدمي مواقع التواصل باللغة العربيّة بسبب علاقاتها مع إسرائيل، وخصوصاً عند وقوع مواجهات بين الفلسطينيين وإسرائيل، نشرت صفحات وحسابات صورة قالت إنها تُظهر ثريّاً إماراتياً مع طفلين إسرائيليين تبنّاهما بعد مقتل والدهما الجندي في الجيش الإسرائيلي في غزّة. لكن الادّعاء لا أصل له، والصورة نشرها شاب إماراتي قال إنّها لطفلين من عائلة يهودية يمنيّة مقيمة في الإمارات العام الماضي.
يظهر في الصورة شخص بلباس خليجي ومعه طفلان مجدولا الشعر مع غطاء رأس أسود.
وعلّق الناشرون بالقول “مليونير إماراتي يتبنى مدى الحياة طفلين إسرائيليين قُتل والدهما الجندي في جيش الاحتلال”.
حظيت الصورة بانتشار واسع على فيسبوك ومنصة إكس فيما يتواصل القصف الإسرائيلي والعمليات العسكريّة في قطاع غزّة منذ هجوم حماس الذي لم يسبق له مثيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، والذي أوقع – وفقاً للسلطات الإسرائيلية – 1200 قتيل معظمهم مدنيون.
في الجانب الآخر، قالت وزارة الصحّة التابعة لحكومة حماس في غزّة الأربعاء إن القصف الإسرائيلي أودى بحياة 24 ألفاً و448 من سكان القطاع.
وتقيم دولة الإمارات علاقات مع إسرائيل منذ العام 2020، بموجب “اتفاقات أبراهام” التي رعتها الولايات المتّحدة. وفي هذا الإطار، تتعرض لانتقادات واسعة من مستخدمين على مواقع التواصل، ولا سيّما في أوقات المواجهات بين الفلسطينيين وإسرائيل، كما أن أخباراً مضلّلة كثيرة تنسب إليها في هذا السياق، على غرار خبر مضلل عن مشاركة قواتها في القصف على غزّة إلى جانب الجيش الإسرائيلي.
في هذا السياق، ظهرت هذه الصورة التي قيل إنها لمواطن إماراتي تبنى طفلين إسرائيليّين، فما حقيقتها؟
حقيقة الصورة
يرشد التفتيش عن الصورة على محركات البحث إليها منشورةً على حساب الشخص الظاهر في الصورة بتاريخ 13 كانون الثاني/يناير الحالي.
وقال صاحب الصورة إنها توثق لزيارته الأولى قبل عام لبيت العائلة الإبراهيمية إلى جانب طفلين يهوديين من اليمن يقيمان في أبو ظبي.
وبيت العائلة الإبراهيمية هو مركز يضم أول كنيس يهودي للعامة إلى جانب مسجد وكنيسة افتتحته الإمارات العام الماضي بهدف تعزيز الحوار بين الأديان في هذه الدولة الخليجية.
وبالتفتيش في حساب ناشر الصورة على منصة إكس يمكن العثور على صور نشرها العام الماضي توثق زيارته لهذا المركز.