قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان مساء الأحد 29 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن “عرقلة إمدادات الإغاثة إلى سكان غزة ربما تشكل جريمة حرب بموجب اختصاص المحكمة”، وذلك خلال زيارته معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر.
وقال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إنه يأمل في زيارة قطاع غزة وإسرائيل في أثناء وجوده بالمنطقة، مؤكداً أنه يجب عدم تعليق إمدادات الإغاثة للمدنيين بأي شكل من الأشكال.
وأردف خان قائلاً: “يتعين ألا تكون هناك أي عوائق أمام وصول إمدادات الإغاثة الإنسانية للأطفال والنساء والرجال المدنيين، فهم أبرياء”، وتابع أن هناك حقوقاً للمدنيين بموجب القانون الدولي الإنساني.
وتحقق المحكمة في وقائع بالأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 2021، وتتحرى ارتكاب جرائم حرب وجرائم محتملة ضد الإنسانية هناك.
مطالبة بفتح المعبر
في السياق، دعت الفصائل الفلسطينية مصر إلى فتح معبر رفح البري لنقل الجرحى وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لإنقاذ القطاع من “الكارثة الإنسانية وحرب الإبادة الجماعية”.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، يشن الجيش الإسرائيلي غارات مكثفة على غزة، ويواصل قطع إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ أن فازت حركة “حماس” بالانتخابات التشريعية في 2006.
وقالت الفصائل، في بيان مشترك: “ندعو الأشقاء في جمهورية مصر العربية لفتح معبر رفح فوراً لنقل الجرحى وإدخال المساعدات الإنسانية وإنقاذ قطاع غزة من الكارثة الإنسانية وحرب الإبادة الجماعية”.
وبوتيرة يومية، تدخل قوافل مساعدات إنسانية منذ أيام إلى غزة من معبر رفح مع مصر، لكن السلطات المحلية في القطاع ومنظمات إغاثية تقول إن المساعدات محدودة جداً ولا ترتقي إلى مستوى الكارثة الإنسانية.
ونظرياً، معبر رفح هو المعبر الوحيد لغزة الذي لا تسيطر عليه إسرائيل، لكنها قصفت مراراً الجانب الفلسطيني من المعبر، وتخضع عملية دخول المساعدات لتنسيق بين مصر وإسرائيل.
وشددت وزارة الخارجية المصرية، السبت، على أنها “لم ولن تدخر جهداً من أجل سرعة نفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، الذي يتعرض للقصف الإسرائيلي منذ 22 يوماً، وأن إجراءات تل أبيب تعرقل نفاذها”.
حيث قال متحدث الخارجية أحمد أبو زيد، إنه “على جميع الأطراف أن تدرك بما لا يدع مجالاً للشك أن مصر لم ولن تدخر جهداً من أجل ضمان سرعة نفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة”.
وأضاف أن “العراقيل الإسرائيلية هي التي تعيق نفاذ المساعدات إلى القطاع”.
وأعرب المتحدث عن أسفه إزاء “المشاكل اللوجستية الرئيسية المفروضة من الجانب الإسرائيلي، التي تواجه عملية نقل المساعدات إلى القطاع”.
وتابعت الفصائل: “لا يزال الاحتلال الإرهابي يواصل قطع إمدادات الوقود والدواء والغذاء والماء والاتصالات والإنترنت وعزل غزة عن العالم الخارجي، في ارتكابٍ فظيع لكل المجازر والجرائم والإرهاب ضد شعبنا الفلسطيني”.
كما أكدت أن “مخططات الاحتلال بالتهجير باتت تحت أقدام شعبنا ووراء ظهورنا”، وأن “المقاومة نهج حياة حاضرة ومتجذرة في كل بيت فلسطيني، وستبقى الكلمة العليا لشعبنا الفلسطيني ومقاومته حتى النصر والتحرير”.
ولليوم الـ23 على التوالي، يشن الجيش الإسرائيلي الأحد غارات مكثفة على غزة ويرتكب اعتداءات في الضفة الغربية؛ ما أسفر إجمالاً عن مقتل 7814 فلسطينياً، بينهم 114 في الضفة، وإصابة 21693، بحسب تلفزيون “فلسطين” (رسمي) صباح الأحد.
وفي 7 أكتوبر الجاري، نفذت “حماس” هجوماً على مناطق في “غلاف غزة”؛ رداً على “اعتداءات يومية إسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة”.
وقتلت “حماس” 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفقاً لوزارة الصحة الإسرائيلية. كما أسرت ما لا يقل عن 230 إسرائيلياً، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.