تزداد معاناة النساء مما يطلقن عليه “جلد الإوزة” أو “قشرة الفراولة” شتاءً، بسبب جفاف الجلد واحتكاكه بملابس الصوف، وظهور نقاط بنية وحمراء وسوداء على البشرة، نتيجة انسداد مسام الجلد.
وكذلك احتباس الشعر تحته، وانتفاخ بصيلات الشعر بالجلد الميت، وإفراز الزيوت، حتى مع الاستحمام بالماء الساخن، أو إزالة الشعر عن طريق نزعه أو حلقه، حيث تضعف طبقة الجلد الخارجية، وتتسلل بكتيريا العنقوديات التي تعيش على الجلد طوال الوقت، إلى داخل الجسم، عن طريق شق أو جرح دقيق.
ماذا يعني التهاب الجريبات؟
عرَّف موقع “مايو كلينك” التهاب الجريبات (البصيلات) بأنه: التهاب جلدي، يحدث غالبًا بسبب عدوى بكتيرية. وتظهر علامات الالتهاب الأولى في هيئة بثور صغيرة حول المسام التي ينمو منها الشعر. ويسبب الالتهاب حكة وتقرحا، كما قد ينتشر على الجلد تاركًا طبقة قشرية سميكة، تتسع بمرور الوقت.
وأكد تقرير نشره موقع “المكتبة الأميركية الوطنية للطب” أن 80% إلى 90% من البشر مصابون بالتهاب الجريبات البكتيري في المناطق الدهنية من الجلد، لكن الأمر المطمئن أن الالتهاب يشفى من تلقاء نفسه، خلال أيام، إذا اتبعتِ نمط عناية ذاتية سليما، أما إهمال الأمر فقد يعرضكِ لعدوى متكررة وأكثر خطورة، وقد تسبب تندبا دائما في البشرة، وربما تصل إلى فروة الرأس، مما يستدعي التدخل الطبي.
هل إصابتكِ سطحية أم عميقة؟
يصيب التهاب الجريبات البسيط النساء عادة في منطقة الأرداف، والذراعين، والساقين، وقد يظهر على جانبي الوجه، بعد إزالة الشعر، خاصة لذوات الشعر المجعد.
وأوضح تقرير نشره موقع “الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية” أسباب وأعراض قد تساعدكِ في تقييم حالتكِ، فالالتهاب البكتيري البسيط، يظهر على هيئة حلقات حمراء حول مسام الجلد، تتوسطها نقطة سوداء تشير إلى احتباس الشعر، وتتحول تلك الحلقات بمرور الوقت للون البني أو الأسود. وقلما تشعرين بحكة في تلك المنطقة، لكنها لا تسبب ألمًا.
يحدث ذلك نتيجة البكتيريا الطبيعية الموجودة على سطح الجلد، التي تدخل الجسم بعد حمام ساخن، أو إزالة الشعر بنتفه أو حلاقته، أو ارتداء ملابس ضيقة وخامات صناعية، أو دهن الجلد بمرطبات بترولية، مثل فازلين، أو مرطبات غنية بالمعطرات والكحول.
تزول تلك الحالة من تلقاء نفسها، أو باتباع بعض التعليمات، ولا تعد معدية، لكن ينبغي عدم حكها، لكي لا تصيبكِ بعدوى متقدمة.
وفي حين أن التهاب الجريبات لا يفرق بين الرجال والنساء، فإن هناك ارتباطًا بين الجنس ونوع الالتهاب، وفق تقرير لخبراء الأمراض الجلدية على موقع “المكتبة الأميركية الوطنية للطب”، فتصاب النساء عادة بالالتهاب البكتيري البسيط، بينما يصاب الرجال ببثور عميقة وعنقودية في منطقة اللحية، والصدر، والظهر، وتمتلئ تلك البثور بالصديد، وتكون مؤلمة وملتهبة ومعدية، وتحتاج تلك الحالة متابعة طبية. وقد تصاب النساء بتلك البثور إذا أهملت التهاب الجريبات البكتيري البسيط في مراحله الأولى.
كيف تعالجين الالتهاب البكتيري البسيط؟
تفيدكِ ملاحظة سبب الالتهاب في تجنب تطوره، أو إصابتكِ به مستقبلا، إلى جانب تغيير نمط العناية بالجلد حتى يشفى الالتهاب، عن طريق اتباع الخطوات الآتية:
- ارتداء الملابس الفضفاضة بما يكفي لمنع احتكاك الجلد بالأنسجة الخشنة للملابس، أما إذا كنتِ تضطرين لارتداء ملابس ضيقة لممارسة الرياضة، فعليك الاستحمام فور الانتهاء من التمرين وارتداء ملابس قطنية فضفاضة.
- الحرص على الاستحمام بالماء الدافئ وليس الساخن، وينبغي ألا تزيد مدة الاستحمام على 10 دقائق في فصل الشتاء، كي لا يتشقق الجلد وتصابي بعدوى.
- استخدام غسول استحمام مدون عليه: مضاد للبكتيريا، أو ملطف، أو للبشرة الحساسة، أو خالٍ من الزيوت والعطور، وابحثي في مكوناته عن مادة “بنزويل بيروكسايد”.
- تجنب المرطبات المعطرة، واستخدمي مرطبًا يحتوي على أي من المكونات التالية: بنزويل بيروكسايد، يوريا، ريتينويد، حمض ساليسيليك، حمض أزيلايك، أحماض ألفا هيدروكسي، حتى اختفاء الالتهاب الجريبي، وبعد ذلك استخدمي مرطبات الأطفال التي تحتوي على الزنك، أو المرطبات المخصصة للاستخدام بعد إزالة الشعر بالليزر، لأنها تعيد بناء حاجز الجلد.
- إزالة الشعر اتجاه نموه، ودهن المرطبات في الاتجاه نفسه، مع ضرورة تطهير أدوات إزالة الشعر بالكحول قبل استخدامها وبعده.
- بعد إزالة الشعر، ادهني المناطق الملتهبة من الجلد بكريم مضاد حيوي لمدة يومين.
- لا تفركي بشرتكِ بغرض تقشير الجلد الميت، لأن الفرك يزيد تهيج البشرة، ويفاقم الالتهابات، لكن يمكنكِ إزالة الجلد الميت بغسول يحتوي على مقشرات كيميائية لطيفة.
- قد يكون الالتزام بغسول ومرطب فقط، ومراقبة فعاليتهما، أفضل من تجربة منتجات عدة من دون التزام، وبالطبع عليكِ زيارة طبيب جلدية إذا لاحظت بثورا تحوي صديدًا، أو شعرتِ بألم، أو أي تغيرات مفاجئة على سطح جلدكِ.