خلال حرب الإبادة الحالية التي تشنها إسرائيل بدعم غربي واسع النطاق على قطاع غزة، استخدم الجيش الإسرائيلي العديد من الأسلحة الفتاكة والمتطورة، منها ما يستخدم لأوّل مرة في عملية عسكرية، ومن بين تلك الأسلحة الجديدة التي يبيد بها الاحتلال المدنيين في غزة: سلاح اللدغة الحديدية الذي دخل الخدمة لأوّل مرة خلال هذا العدوان.
فمع بداية الحرب البرية الإسرائيلية، أعلن جيش الاحتلال دخول مدفع الهاون الدقيق (Iron Sting)، الذي يعرف باسم “اللدغة الحديدية”، الاستخدام العملي للمرّة الأولى، حيث استخدمته وحدة ماجلان لاستهداف ما قال عنه جيش الاحتلال: منصّات إطلاق الصواريخ التابعة لحركة حماس.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، أنّ اللدغة الحديدية استخدمته وحدة ماجلان منذ اليوم الرابع للحرب في غزة، والتي بدأت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على جبهة غزة، قبل أن تنقل عملها إلى الجبهة الشمالية في مواجهة حزب الله اللبناني.
وأضافت الصحيفة، أن وحدة ماجلان أطلقت نحو 12 قذيفة من نوع اللدغة الحديدية منذ بدء المواجهات، نصفها نحو غزة والنصف الآخر نحو جنوب لبنان، إلى جانب استخدامها لنحو 50 قذيفة هاون عادية.
أنتجت في 2021 من قبل شركة إسرائيلية
طُوّرت قذائف “اللدغة الحديدية” بواسطة شركة Elbit Systems الإسرائيلية، وتمّ الكشف عنها للمرّة الأولى من قبل وزارة الدفاع الإسرائيلية في مارس/آذار 2021، وذلك بعد الانتهاء من اختبارها في جنوب إسرائيل وبدء إنتاج الجيش الإسرائيلي لها.
وفقاً لـnewsweek، في ذلك الوقت، قالت Elbit Systems إن قذائف الهاون استخدمت توجيهات الليزر ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) “للاشتباك مع الأهداف بدقة، في كل من التضاريس المفتوحة والبيئات الحضرية، مع تقليل احتمالية حدوث أضرار جانبية ومنع إصابة غير المقاتلين”.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك بيني غانتس إن ذلك سيسمح لجيش الاحتلال “بالتعامل مع الأعداء المختبئين داخل البيئات المدنية والحضرية، مع تلبية المعايير القانونية والأخلاقية” للحرب الحديثة، لكنّ هذا لم يحدث في الحرب الحالية التي أوقعت حتى الآن أكثر من 9 آلاف شهيد، نصفهم من الأطفال.
ما هي مميزات سلاح اللدغة الحديدية؟
تبرز “اللدغة الحديدية” باعتبارها ذخيرة هاون دقيقة التوجيه بالليزر ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS). ذخيرتها الأساسية هي قذائف هاون عيار 120 ملم، وتتميز بدقة ملحوظة.
تم تصميم نظام الذخيرة هذا لاستهداف نطاق واسع من المسافات، بمدى يمتد من 1 إلى 12 كيلومتراً، اعتمادًا على الذخيرة المستخدمة.
أبرز مميزات هذا السلاح هو أنه يستخدم في المناطق المفتوحة والحضرية، وأنّه صنع خصيصاً من أجل حرب غزة.
ميزة أخرى لسلاح اللدغة الحديدية بحسب الجيش الإسرائيلي، وهي القدرة على اختراق الخرسانة المسلحة المزدوجة، ما يجعلها قوة هائلة في حرب المدن. وتمنح هذه القدرة القوات الإسرائيلية ميزة كبيرة في العمليات التي تتطلب الدقة والحد الأدنى من الأضرار الجانبية. غير أنّ الحكم على هذه المميزات لا يزال مبكراً لهذا السلاح رغم قدراته التدميرية، فالمقاومة الفلسطينية لطالما عوّدت جمهورها على الكثير من المفاجآت في مواجهة الأسلحة الإسرائيلية المبتكرة والمتطورة.