حمّل المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة المسؤولية القانونية والسياسية للدول التي يشارك “مرتزقة” منها في الحرب الإسرائيلية على غزة، وذلك بعد ورود تقارير عن مشاركة مرتزقة أجانب في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ شهر، وتسبب في استشهاد أكثر من 10 آلاف فلسطيني أغلبهم نساء وأطفال.
حيث قال الإعلام الحكومي في بيان، الإثنين 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2023: “في ضوء تواتر شهادات بوجود مرتزقة يقاتلون إلى جانب جيش الاحتلال في عدوانه على شعبنا، فإننا نحمّل الدول التي جاءوا منها المسؤولية التشاركية القانونية والسياسية والأخلاقية -إلى جانب الاحتلال- عن كل الجرائم المرتكبة بحق المدنيين”.
بينما لم يحدد بيان حكومة غزة أسماء الدول المعنية نقل موقع “يورو نيوز” الإخباري، الأحد 5 نوفمبر/تشرين الثاني، عن صحيفة “إلموندو” الإسبانية أن “الجيش الإسرائيلي يستعين بعدد من المرتزقة المتعاقدين مع شركات عسكرية خاصة لأجل القيام بخدمات عسكرية، يرتبط بعضها بدعم غير مباشر للحرب على غزة”.
جندي إسباني سابق يفضح الاحتلال
حيث أجرت الصحيفة حواراً مع الجندي السابق بالجيش الإسباني بيدرو دياز فلوريس كوراليس (27 عاماً) الذي يشارك كمرتزق لمساندة جيش الاحتلال الإسرائيلي، سبق وأن شارك في الحرب الروسية الأوكرانية. وأوضحت “إلموندو” أن “جيشاً صغيراً” من المرتزقة يعمل داخل إسرائيل، تم التعاقد معهم لتنفيذ “مهام خاصة”.
كما قال الجندي السابق بالجيش الإسباني للصحيفة: “جئت من أجل المال. إنهم يدفعون بشكل جيد للغاية ويقدمون معدات جيدة ووتيرة العمل هادئة. الأجر هو 3900 يورو في الأسبوع، بغض النظر عن المهام التكميلية”.
في المقال الذي نشرته الجريدة في 3 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أكد المرتزق الإسباني أنه متواجد في “مرتفعات الجولان”. وقال: “نقدم فقط الدعم الأمني لقوافل الأسلحة أو فرق القوات المسلحة الإسرائيلية الموجودة في قطاع غزة. نحن لا نقاتل حماس بشكل مباشر ولا نشارك في عمليات هجومية”.
تم تجنيد فلوريس في صفوف جيش الاحتلال من خلال شركة عسكرية خاصة تدعم إسرائيل، بحسب ما أكده فلوريس في تعليق كتبه على حسابه بموقع “إكس”، خلال إجابته عن سؤال من حساب عن كيفية انتقاله للقتال في صفوف الجيش الإسرائيلي.
المرتزقة في إسرائيل
تعتمد إسرائيل على المرتزقة منذ بداية نشأتها على الأراضي الفلسطينية، وكان موقع “الجزيرة الوثائقية” قد قال في تقرير مطول، إن “سلاح الجو الإسرائيلي كان يعتمد اللغة الإنجليزية عوضاً عن العبرية؛ لأن أكثر العاملين فيه من جنسيات مختلفة من غير اليهود، وبعد حرب 1948 غادر منهم الأكثر وبقي الكثير”.
فيلم بعنوان “مرتزقة في إسرائيل” كشفت فيه “الجزيرة” كيف تمكنت تل أبيب من تجنيد مقاتلين في كل مكان من العالم فتحت فيه سفارة وأقامت به علاقات، وذكرت أن بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا تُصنف في قائمة الدول التي يشارك مواطنوها في صفوف القوات الإسرائيلية.
تُشير “الجزيرة” إلى أن تل أبيب عملت على إنشاء كثير من البرامج لصالح المنظمات التي تعمل على تجنيد متطوعين لصالحها، وقالت إن “أبرز الهيئات الصهيونية التي تعمل في هذا المجال منظمة محال التي تفخر بتجنيدها ألوف المقاتلين من 37 دولة في العالم إبان الحرب الإسرائيلية الفلسطينية عام 1948”.