إثر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ طوفان الاقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى اليوم الحالي، تعرض سكان القطاع إلى القصف التي استهدفت منازل وملاجئ ومدارس ومستشفيات.
هذه الغارات أسفرت عن استشهاد أكثر من 10 آلاف شخص وإصابة أكثر من 30 ألف شخص آخر، لكن للقنابل والأسلحة المستخدمة آثار صحية أخرى غير الدمار والوفيات التي تتسبب فيهما؛ إذ قد يسبب صوتها فقدان حاسة السمع سواء على المدى القصير أو إلى الأبد.
الانفجار والإصابات السمعية
تعد الإصابات السمعية من بين الإصابات الأكثر شيوعاً الناتجة عن التعرض للانفجارات. ومع ذلك، قد لا ينتبه لها. وتؤثر فئة وكمية المتفجرات على نوع وتوزيع الإصابات الناتجة عن التفجير، إذ تنتقل موجة الانفجار بسرعة أكبر من سرعة الصوت، وتنتشر في كل الاتجاهات من موقع الانفجار. ومع زيادة المسافة من المركز المستهدف، تفقد الموجة طاقتها وتتباطأ، لتصبح موجة صوتية.
وخلف موجة الانفجار تأتي موجة ضغط سلبي، ثم المرحلة الأخيرة هي ما يعرف باسم “الريح القوية”.
وتؤدي الكمية الأكبر من المتفجرات المنفجرة إلى زيادة المسافة التي تنقلها موجة الانفجار من مركز التفجير والضرر الذي تسببه الموجة الصوتية إلى ما هو أبعد من ذلك نصف القطر؛ مما يؤدي على الأرجح إلى زيادة خطر فقدان هذه الحاسة الدائم.
في حال حدث الانفجار داخل منطقة صغيرة أو محصورة ما لا يسمح بانتشاره بشكل أكبر، فإن انعكاس الموجات يمكن أن يكون أكثر حدة من الأماكن المفتوحة، كما توجد عوامل أخرى تحدد الأضرار الناتجة عن الانفجار مثل وجود حواجز بالإضافة إلى وجود أحد بالقرب من المكان الذي حدث به الانفجار.
عند حدوث تفجير فإن التجاويف المملوءة بالهواء هي الأكثر عرضة للتلف؛ مثل الرئتين والأذن الوسطى والأمعاء، وعادةً ما يكون ثقب غشاء الطبلة أكثر إصابات الانفجار شيوعاً.
يعتبر وجود ثقب في غشاء الطبلة علامة على التعرض لانفجار، ولكن غيابه لا يمنع وجود إصابة خطيرة نتيجة انفجار.
آثار الانفجار على السمع والأذن
حسب موقع “ncbi” الأمريكي يمكن أن تشمل تأثيرات الانفجار العديد من الأعراض التي تلحق الأذى بالأذنين، من بينها نجد:
- طنين الأذنين.
- ضعف السمع.
- ثقب غشاء الطبلة.
- إتلاف القوقعة.
- تلف على مستوى عظيمات الأذن الوسطى.
للانفجار آثار أخرى على صحة الأذن؛ إذ قد تؤدي موجة الانفجار إلى إصابة الأذن الداخلية دون الإضرار بالأذن الوسطى، الشيء الذي قد يؤدي إلى فقدان هذه الحاسة بشكل دائم.
ليس هذا فحسب، فقد يؤدي الضغط الذي يؤثر على الأذنين إلى فقدان السمع الحسي العصبي؛ حيث يحدث نقص السمع الحسي العصبي عندما يصل الصوت إلى الأذن الداخلية دون أن تتحول الاهتزازات الصوتية إلى إشارات عصبية، أو دون أن تنتقل الإشارات العصبية إلى الدماغ.
من الضروري التمييز بين نقص السمع الحسي العصبي، لأن النقص الحسي يكون قابلاً للعلاج في بعض الأحيان، ونادراً ما يهدد الحياة. أما النقص العصبي فهو أمر غير قابل للعلاج.
علاج آثار الانفجار على السمع
في حال وجدت نفسك معرضاً لانفجار فيجب عليك استشارة طبيب الأنف والأذن والحنجرة على الفور. ويمكن أن يحدث شكل من أشكال الصدمة في أي مكان بالأذن الخارجية أو الوسطى أو الداخلية أو حتى في الثلاثة. معظم الأضرار التي تلحق بالأذن الخارجية لن تؤثر على سمع الشخص.
يعتبر علاج الأضرار الناجمة عن ثقب غشاء الطبلة جراء التعرض للانفجار من بين أكثر الأمراض صعوبة في العلاج مقارنة من المسببات الأخرى، فغالباً ما تكون الجراحة الخيار الأول للذين يعانون من فقدان السمع الناجم عن تلف الأذن الوسطى كما يمكن أن يستعيدوا السمع بشكل كلي أو جزئي في حال نجاح هذه الجراحة.
وبالمقابل، فإن أجهزة السمع تكون ضرورية عادةً بعد تلف الأذن الداخلية، وإذا وجد أن فقدان السمع دائم وأن التدخل الطبي ليس خياراً أو أنه غير ناجح، فيمكن لأخصائي السمع أن يوصي باستخدام أدوات مساعدة للسمع، كما يمكن المساعدة في إدارة الأعراض الأخرى التي تحدث نتيجة التعرض للانفجار مثل طنين الأذن أو الدوخة.
توجد العديد من الإصابات الأخرى الناجمة عن صوت الانفجار من بينها الارتجاج، هذه الإصابة قد لا تظهر أي علامة واضحة على المصاب بها، إلا أن موجات الضغط الشديدة قد تتسبب في تحرك الدماغ داخل الجمجمة؛ ما يؤدي إلى إصابة دماغية رضحية تتراوح بين خفيفة وشديدة.
فيما تشمل الإصابات أيضا الجروح النافذة أو الصدمات الناجمة عن الحطام المتطاير، والحروق وإصابات السحق والأمراض الرئوية الناجمة عن استنشاق الغبار أو الدخان أو المواد الكيميائية.
لهذا يُنصح بسد الأذنين في حال تواجدك في مكان انفجار مع فتح الفم لكي لا تتضرر الأذن الداخلية ما قد يؤدي إلى فقدان حاسة السمع إلى الأبد.