نشرت حسابات إسرائيلية مساء السبت 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 لقطات فيديو ، لأسرى فلسطينيين داخل أحد سجون الاحتلال الإسرائيلي، وهم مكبلو الأيادي من الخلف وقد قام جنود الاحتلال بوضع قطع قماش على أعينهم لمنعهم من الرؤية، في مشهد كله إهانة للمعتقلين الفلسطينيين.
الحسابات الإسرائيلية لم تكتفِ بنشر مقاطع الفيديو، على نطاق واسع، بل كتبت فوق هذه الفيديوهات واصفة الأسرى الفلسطينيين بـ”الحيوانات الناطقة”، وهم مكبلون ومعصوبة أعينهم، مؤكدة أن الأسرى يظلون على هذا الحال طيلة اليوم دون ماء ولا طعام إلا مرة واحدة لاستخلاص المعلومات منهم.
حسابات إسرائيلية تنشر مقطع مصور لأسرى فلسطينيين في سجون #الاحتلال الإسرائيلي واصفة إياهم بـ "الحيوانات الناطقة "وهم مكبلون ومغمى أعينهم.. مؤكدة أن الأسرى يظلون على هذا الحال طيلة اليوم دون ماء ولا طعام إلا مرة واحدة لاستخلاص المعلومات منهم#متجمعين_لدعم_فلسطين#غزة_تحت_القصف… pic.twitter.com/cqwGwLlT65
— المنظمة العربية لحقوق الإنسان (@AohrUk_ar) November 11, 2023
اعتقال المئات من الفلسطينيين على يد الاحتلال
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل، الجمعة، اعتقال 930 ناشطاً من حركة “حماس” بالضفة الغربية منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال الجيش الإسرائيلي في تصريح مكتوب أرسلت نسخة منه للأناضول: “منذ نشوب الحرب الراهنة تم اعتقال ما يزيد عن 1540 مطلوباً في أنحاء الضفة، حيث ينتمي ما يزيد عن 930 منهم إلى منظمة حماس”. وأشار إلى أنه اعتقل الليلة الماضية 41 فلسطينياً في أنحاء الضفة الغربية بينهم 14 ينتمون لحركة “حماس”.
ولم يصدر على الفور تعقيب من حركة حماس حول ما أورده بيان الجيش الإسرائيلي.
دعوات بوقف الجرائم بحق الأسرى الفلسطينيين
من جهة أخرى دعت مؤسسات فلسطينية مختصة بشؤون الأسرى، الأربعاء، إلى وقف “الجرائم الإسرائيلية” بحق الأسرى الفلسطينيين، بعد حصولها على فيديو يوثق مشاهد “صادمة” لما يتعرض له الأسرى بسجون إسرائيل.
جاء ذلك في بيان مشترك لمؤسسات مختصة بشؤون الأسرى بينها: هيئة شؤون الأسرى (حكومية)، ونادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي). وأفادت المؤسسات “تلقينا مشاهد صادمة عبر الفيديو، تضمنت جنوداً لجيش الاحتلال الإسرائيلي، يقومون بتعذيب مجموعة من المواطنين المدنيين العزل، في ظروف تمس بالكرامة الإنسانية، بعد تجريدهم من ملابسهم”.
ودعت “أحرار العالم الذين ما زالوا يؤمنون أن من حق الفلسطيني ممارسة النضال، في سبيل حريته وحرية أرضه، أن يمارسوا دورهم في وقف هذه الجرائم”.
وأضافت أن “هذا الفيديو هو جزء من مجموعة مقاطع مصورة أخرى، يقوم جنود الاحتلال بتصويرها لمواطنين فلسطينيين بعد اعتقالهم في ظروف مُهينة، والتعمد بوضع علم الاحتلال على المعتقلين وهم معصوبو الأعين، ومقيدون”.
وأوضحت أنها حصلت على “معطيات وشهادات من معتقلين، أُفرج عنهم لاحقاً بعد فترة وجيزة من اعتقالهم خلال الفترة الماضية، وكذلك شهادات من عائلاتهم، تعكس تفاصيل مروعة لجرائم ممنهجة ومكثفة، وهي في تصاعد مستمر”.
وأشارت إلى أن تلك التفاصيل وصلت “حد التهديدات المباشرة بإطلاق النار، إضافة إلى استخدام جنود الاحتلال للضرب المبرح والتحقيق الميداني، والتهديد بالقتل والاغتصاب، واستخدام الكلاب البوليسية، واستخدام المواطنين كدروع بشرية”.
ومن جملة تلك الأساليب، وفق البيان “تخريب وتكسير في المنازل، والاعتداء على عائلات المعتقلين قبل اعتقالهم، واستخدام القوة المفرطة أثناء الاعتقال، واستخدام عائلات المعتقلين كرهائن”.
جرائم مدعومة بالغرب ضد الأسرى الفلسطينيين
قالت مؤسسات الأسرى إن “الاحتلال يمارس هذه الجرائم علناً، مع مواصلة القوى الدولية بدعمه، دون أدنى اعتبار إلى أصوات الأحرار في العالم”.
وانتشرت مؤخراً على شبكات التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو تظهر تنكيل جنود إسرائيليين بفلسطينيين بالضفة الغربية، وإهانتهم وسحلهم وضربهم، وتعمّد استخدام أساليب تمس كرامتهم.
والثلاثاء، قالت حركة “حماس” الفلسطينية، إن المشاهد المتداولة بشأن تعذيب الجنود الإسرائيليين لأبناء الضفة الغربية، “تذكّر بالنازية والفاشية”.
وتشهد الضفة الغربية تصاعداً ملحوظاً في حجم الاعتقالات والمداهمات لمنازل الفلسطينيين، بالتوازي مع مواصلة الجيش الإسرائيلي استهداف قطاع غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها، وأسقطت آلاف القتلى والجرحى في صفوف المدنيين الفلسطينيين، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتقول مؤسسات الأسرى الفلسطينيين، إن إسرائيل كانت تعتقل أكثر من 5500 قبل الحرب على غزة، فيما تم منذ ذلك الحين اعتقال أكثر من 1590 آخرين.