اعتقلت قوات الأمن الأردنية، السبت 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، عدداً من الأشخاص، بعضهم تم توقيفهم بالقرب من الجامعة الأردنية ومناطق أخرى، وربط حزب “جبهة العمل الإسلامي” في الأردن، حملة الاعتقالات التي طالت ناشطين بفعاليات شعبية خرجت تأييداً للفلسطينيين، الذين يتعرضون لحرب إسرائيلية منذ أكثر من شهر في قطاع غزة.
مقطع فيديو أظهر اعتقال قوات أمنية تابعة لمكافحة الإرهاب عدداً من الشبان عند الجامعة الأردنية، وعلم “عربي بوست” من محامين في لجنة الدفاع عن الحريات، أن إجمالي حالات الاعتقالات في الأردن على خلفية المشاركة باعتصامات قرب السفارتين الإسرائيلية والأمريكية، منذ بدء معركة “طوفان الأقصى” يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وصل إلى ألف شخص، من بينهم بعض السيدات.
أشار محامٍ إلى أن بعض المعتقلين تم اعتقالهم لساعات معدودة، في حين أن بعضهم الآخر ظل لأيام، وآخرون لا يزالون معتقلين.
أعلم أن كل المصائب تهون أمام دماء أهلنا في غزة
لكن لا بد من مشاهدة هذا المقطع الذي يبين اقتياد جهاز أمني مجموعة شباب من أمام الجامعة الأردنية
والسبب: تضامنهم مع أهل غزة ورفض المجازر، و #تخطيطهم لتنفيذ فعالية في الغور.
في الفيديو رمي بعض الشباب على الأرض وتقييد أيديهم للخلف! pic.twitter.com/oMlgTA4oIs— سراج الدين الشديفات (@Serag_adden) November 12, 2023
أثارت الاعتقالات التي نفذتها قوات أمنية أردنية ردود أفعال على شبكات التواصل الاجتماعي، نددت باستهداف أشخاص على خلفية مشاركتهم في الاحتجاجات.
– لماذا كل هذه الاعتقالات للمشاركين في الوقفات؟
– لماذا كل هذه الاتصالات على الشباب والاستدعاءات ل "شرب فنجان قهوة"؟
– لماذا فض العديد من التظاهرات بالقوة وبالغاز المسيل للدموع؟
– لماذا يتم كل هذا بحق الشعب الأردني الذي يتظاهر سلميا للتضامن مع أهل غزة وليطالب حكومته بالتحرك؟
— Sameer Mashhour 🇯🇴🇵🇸 (@sameermashhour) November 11, 2023
رسالة لمن يوجه الذباب الإلكتروني
ولمن يسعى لتأزيم الشارعهذا المسار خطير جدا على أمن واستقرار البلد وسيخلط الحابل بالنابل
إذا كان لدينا قلق من ميليشيات إيرانية على الحدود واحتقان في الشارع الداخلي فإن هذه الأفعال الصبيانية وغير المسؤولة وصفة "تفجير" للشارع
الأردن في غنى عنها— Obada Alali (@ObadaAlali4) November 12, 2023
اعتقال عدد من المشاركين في الحِراكات الداعمة للمقاومة وغزة من منازلهم وأماكن عملهم "بحملة أمنية" كيف يمكن لنا أن نحلله؟
دعم لأهل غزة؟ تجهيز للجبهة الداخلية لمواجهة الخطر الصهيوني المرتقب؟!
— mutaz awwad (@mutazawwad98) November 11, 2023
من جانبه، استنكر حزب “جبهة العمل الإسلامي” حملة الاعتقالات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية بحق عدد من شباب الحزب وعدد من الناشطين، وقال إن هذه الاعتقالات تأتي على “خلفية حراكهم في الفعاليات الشعبية، التي تنطلق في معظم محافظات المملكة انتصاراً للشعب الفلسطيني، وبما يشكل سنداً للموقف الرسمي الأردني في وجه العدوان الصهيوني المجرم ضد قطاع غزة”.
الحزب أضاف في بيان صحفي “أن ما يجري من اعتقالات تعسفية بحق الناشطين الشباب يمثل اعتداءً صارخاً على الحريات العامة، وعلى رأسها حرية الرأي والتعبير التي كفلها الدستور”، وفقاً لما أورده موقع “جو 24”.
كذلك اعتبر الحزب أن الاعتقالات “تتناقض مع الموقف الرسمي الأردني، الذي يؤكد على حق المواطنين في التظاهر والتعبير عن مشاعرهم الوطنية، وغضبهم تجاه ما يحدث في قطاع غزة”.
كما دعا الحزب الحكومةَ إلى الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين على خلفية الاحتجاجات ضد الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، ودعا أيضاً لـ”وقف العقلية الأمنية في التعامل مع الشباب الأردنيين وحراكهم الذي يمثل انتصاراً للأردن، كما هو انتصار لفلسطين في وجه مخططات الاحتلال الصهيوني المجرم”.
وكان الآلاف قد خرجوا في مسيرة تضامنية مع غزة وسط العاصمة الأردنية عَمان، الجمعة 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، في حين أدى آلاف المصلين صلاة “الغائب” للجمعة الثالثة في عموم مساجد المملكة، على أرواح ضحايا الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من شهر.
وسبق أن حدثت مواجهات في تظاهرات خرجت يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ووثقت مقاطع فيديو قيام الشرطة الأردنية بتفريق مظاهرات حاشدة لمئات الأردنيين والاعتداء على عدد من المشاركين واعتقال بعضهم، وذلك بعد أن احتجوا أمام مقر السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأردنية عمّان؛ تنديداً بالمجازر التي يرتكبها الاحتلال ضد غزة والضفة.
كان الأردن قد أعلن مطلع الشهر الحالي عن استدعاء السفير الأردني في إسرائيل، وإبلاغ تل أبيب بعدم إعادة سفيرها إلى المملكة، وذلك تعبيراً عن “موقف الأردن الرافض والمُدين للحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ شهر”، وفق بيان الخارجية.