طالبت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، الثلاثاء 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بالتحقيق في هجمات الاحتلال الإسرائيلي المتكررة على المرافق والطواقم ووسائل النقل الطبية في قطاع غزة، مؤكدة أن الاحتلال يسعى لتدمير نظام الرعاية الصحية في القطاع المحاصر، مشككةً في الوقت ذاته في رواية الاحتلال بشأن المستشفيات.
وأكدت المنظمة الدولية أن الاحتلال ورغم ادعاءاته بأن “حماس تستخدم المستشفيات”، فإنه لم يقدم أي دليل يبرر حرمان المستشفيات وسيارات الإسعاف من وضعها المحمي بموجب القانون الإنساني الدولي.
الرعاية الصحية مستحيلة بغزة
أشارت المنظمة الدولية إلى أن “منظمة الصحة العالمية” أكدت أن 521 شخصاً على الأقل، بينهم 16 عاملاً طبياً، قُتلوا في 137 “هجوماً على الرعاية الصحية” في غزة، حتى 12 نوفمبر/تشرين الثاني.
وعلقت رايتس ووتش على هذه الإحصائية بالقول: “هذه الهجمات، إلى جانب قرارات إسرائيل قطع الكهرباء والمياه وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، تعيق بشدة إمكانية الحصول على الرعاية الصحية”.
كما وجدت الأمم المتحدة، حتى 10 نوفمبر/تشرين الثاني، أن ثلثي مرافق الرعاية الأولية ونصف المستشفيات في غزة لا تعمل، في حين تتعامل الطواقم الطبية مع أعداد غير مسبوقة من المصابين بجروح خطيرة. نفدت الأدوية والمعدات الأساسية من المستشفيات، وقال الأطباء لـ”هيومن رايتس ووتش” إنهم اضطروا إلى إجراء عمليات دون تخدير واستخدام الخل كمطهر.
وقال قيوم أحمد، المستشار الخاص للحق في الصحة في هيومن رايتس ووتش: “الهجمات الإسرائيلية المتكررة التي ألحقت أضراراً بالمستشفيات والعاملين في الرعاية الصحية، التي تضاف إلى الأضرار السابقة جراء الحصار غير القانوني، دمرت البنية التحتية للرعاية الصحية في غزة. وقتلت الغارات على المستشفيات المئات، وعرّضت العديد من المرضى لخطر جسيم، لأنهم غير قادرين على تلقي الرعاية الطبية المناسبة”.
وشددت المنظمة الدولية على أن “المستشفيات والمرافق الطبية الأخرى هي أعيان مدنية تتمتع بحماية خاصة بموجب القانون الإنساني الدولي، أو قوانين الحرب. لا تفقد المستشفيات حمايتها من الهجوم إلا إذا استُخدمت لارتكاب “أعمال ضارة بالعدو”، وبعد تحذير ضروري”.
وأضافت: “حتى لو استخدمت القوات العسكرية مستشفًى بشكل غير قانوني لتخزين الأسلحة أو إقامة معسكر للمقاتلين الأصحاء، فعلى القوة المهاجمة إصدار تحذير لوقف سوء الاستخدام هذا، وتحديد مهلة زمنية معقولة لإنهائه، وعدم شنّ هجوم قانوني إلا بعد تجاهل هذا التحذير. ينبغي ألا يستخدم أمر المرضى والطواقم الطبية وغيرهم بإخلاء المستشفى إلا كملاذ أخير، يجب حماية الموظفين الطبيِّين والسماح لهم بأداء عملهم”.
هيومن رايتس ووتش تشكك برواية الاحتلال
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد ادعى، في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أن “حماس تستخدم المستشفيات كبنية تحتية لها”، ونشر لقطات تزعم أن حماس تعمل انطلاقاً من أكبر مستشفى في غزة؛ “مستشفى الشفاء”. وزعمت إسرائيل أيضاً أن حماس كانت تستخدم المستشفى الإندونيسي لإخفاء مركز قيادة وسيطرة تحت الأرض، وأنها نصبت منصة إطلاق صواريخ على بعد 75 متراً من المستشفى.
إلا أن هيومان رايتس ووتش قالت إن “هذه الادعاءات ليست محل اتفاق، لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من تأكيدها، ولم ترَ أي معلومات تبرر الهجمات على مستشفيات غزة”. عندما طلب مراسل في مؤتمر صحفي عرض فيديوهات للأضرار التي لحقت بـ”مستشفى حمد”، الذي بنته قطر، والحصول على معلومات إضافية للتحقق من التسجيلات الصوتية والصور المعروضة، قال المتحدث الإسرائيلي: “ضرباتنا مبنية على معلومات استخبارية”.
وأضافت: “حتى لو كانت الادعاءات الإسرائيلية دقيقة فإن إسرائيل لم تُثبت أن الهجمات التي تلت ذلك على المستشفيات كانت متناسبة”.