حذر مفاوض إسرائيلي مخضرم من أن الجيش الإسرائيلي يضع اللمسات الأخيرة على خطط لاقتحام شبكات الأنفاق في غزة لتأمين إطلاق سراح الرهائن مع تبدد الآمال في التوصل إلى اتفاق تبادل للأسرى مع حماس، وفقاً لما نقلته صحيفة The Times البريطانية، الاثنين 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
تأتي هذه التحذيرات في وقت أوضح فيه الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، أنه كانت هناك جهود من الوسطاء القطريين للإفراج عن محتجزي العدو مقابل الإفراج عن 200 طفل فلسطيني و75 امرأة.
وأضاف: “العدو طلب الإفراج عن 100 امرأة وطفل من محتجزيه في غزة، وأخبرنا الوسطاء بأن بإمكاننا في هدنةٍ مدتها 5 أيام، ضمان الإفراج عن 50 من النساء والأطفال في غزة”.
المفاوضات تقترب من “لحظة حرجة”
بحسب غيرشون باسكن، الذي سهّل عملية تبادل الرهائن الأخيرة مع حماس عام 2011، فإن محاولات التفاوض على إطلاق سراح 239 رهينة تحتجزهم حماس تقترب من “لحظة حرجة”.
وكان دور باسكن (67 عاماً) محورياً في عودة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي تمت مبادلته بأكثر من 1000 أسير فلسطيني.
وقال باسكن لصحيفة The Times: “في ظرف الأيام أو حتى الساعات القليلة المقبلة، إن لم يتم التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الرهائن، ستبدأ عمليات عسكرية في الأماكن التي يعتقد أنه يتم احتجاز فيها الرهائن”.
وقال: “لا نعرف كيف ستكون نتائج تلك العمليات العسكرية، وإن كان سيُطلق سراح الرهائن أم سيُقتلون في تبادل إطلاق النار، وقد ترد حماس أيضاً بقتل الرهائن نتيجة لملاحقة الإسرائيليين لهم في الأنفاق”.
السبب الرئيسي لرفض الاحتلال للهدنة
وفي حديثه لصحيفة التايمز، حذر باسكن من تبدد أي احتمال لتبادل الرهائن؛ لأن وقف إطلاق النار الآن يبدو مستبعداً بالنظر إلى أن الجيش الإسرائيلي متمركز في عمق شمال غزة في الوقت الحالي. ويُعتقد أن ثلاث فرق مدرعة وفرقة محمولة جواً موجودة في المنطقة.
يُذكر أن كتائب القسام تشترط تطبيق هدنة إنسانية في غزة، كي تتمكن من جمع عدد الأسرى لديها ولدى الفصائل الأخرى، إلا أن الاحتلال يماطل في ذلك، بحسب الناطق باسم القسام.
وأضاف باسكن: “كي تنفذ إسرائيل وقف إطلاق النار، فهذا يعني أنه سيتعين عليها إعادة نشر قواتها؛ لأنها إذا توقفت حيث هي فستكون أهدافاً سهلة في مرمى نيران حماس، لذا لا يمكنهم تنفيذ وقفاً لإطلاق النار هكذا ببساطة”.
وقال باسكن إنه من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، سيتعين على حماس الموافقة على “الإفراج” عن حوالي 150 من أصل 239 رهينة يعتقد أنها تحتجزهم في مخابئ وشقق تحت الأرض منتشرة في أنحاء القطاع. وأضاف: “الأمر لا يتعلق فقط بوقف الحرب لبضعة أيام، بل عليهم نقل الجنود إلى مواقع أكثر أماناً”.
ومن تجربته في قضية شاليط، الذي احتُجز خمس سنوات في غزة، يقول باسكين إنه من المرجح أن الأسرى محتجزون في جميع أنحاء المناطق المكتظة بالسكان.
وأضاف باسكن أن الفهم السائد الآن أنه لا يمكن إطلاق سراح الرهائن إلا بتدخل عسكري، مؤكداً بذلك تصريحات رؤوفين ريفلين، الرئيس الإسرائيلي السابق، مطلع الأسبوع: “لدينا جيش ورئيس أركان رائعين وأنا أثق بهما في فعل كل ما يلزم لإعادة الرهائن إلى الوطن”.
وواجهت صفقة شاليط تدقيقاً متزايداً في الأسابيع الأخيرة، ووصفها أحد أعضاء فريق العمل الذي يعمل على تحرير الرهائن في غزة بأنها “كارثية”.
وحتى الآن، قال الاحتلال إنه أطلق سراح جندية إسرائيلية من أصل 240 أسيراً، فيما أطلقت حماس سراح أربع نساء، وزعمت أيضاً بأن ما لا يقل عن 50 رهينة قتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية. ويقول باسكن إن هذا “محتمل جداً” رغم عدم وجود دليل عليه.
وقال: “حماس لا تعرض أو تذكر أسماء الرهائن، ولا تقدم أي معلومات، لذا فافتراض إسرائيل هو وجود حوالي 240 رهينة محتجزة لدى حماس، جميعهم على قيد الحياة وحماس مسؤولة عنهم جميعاً”.
وكانت مصر وقطر تعملان خلف الكواليس في المفاوضات، لكن باسكن متشكك في قدرة قطر على إحراز تقدم. وقال باسكن: “أشعر بفضول شديد لمعرفة سبب تركيز الجميع على المسار القطري لأنني أشك في قدرتهم على تحقيق أي شيء”. وأضاف: “قطر تحب اللعب على الطرفين، فعلت ذلك مع طالبان، وفعلت ذلك في العراق”.