عادة ما تكون المقتنيات الشخصية والأدوات المنزلية التي لا يمكن استخدامها مثل لُعب للأطفال، هي في الغالب أكثر ما ينجذب الصغار إليه للعب به.
وفي حقيقة الأمر، قد يستجيب الآباء والأمهات لهذا الانجذاب، ويناولون الطفل أي شيء في سبيل الحصول على بضع دقائق من الهدوء والتركيز في المهام اليومية المختلفة. لسوء الحظ، هذا السلوك يتضح أنه أخطر مما نتخيل.
في الوقت الذي يفقد الأطفال فيه الاهتمام بالألعاب بسرعة كبيرة وينجذبون إلى الأشياء التي لا ينبغي لهم اللعب بها، تكون المتعة في هذه المرحلة هي وضع كل شيء في الفم لاستكشافه.
علاوة على مخاطر الاختناق المحتملة عند اللعب بتلك المقتنيات، هناك أيضا العديد من المخاوف الأمنية للسلامة العامة للطفل التي يمكن أن تشكلها هذه “الألعاب المنزلية”، ولهذا السبب يجب إبعادها عن متناول يد الطفل.
ومن أخطر تلك الأدوات ما يلي:
جهاز التحكم في التلفاز
عادة ما ينجذب الطفل الصغير لأجهزة التحكم عن بعد (الريموت كنترول)، خاصة لأنه يرى مدى اهتمام الكبار به. لكنه أحد أبرز الأدوات التي يجب إبعادها عن الصغار، وذلك لعدة أسباب.
أولاً، لأن تلك الأجهزة تحتوي على بطاريات يمكن أن تكون خطيرة إذا تم تناولها في الفم. كما أنها تحتوي على أجزاء صغيرة أخرى، يمكن أن تنكسر وتشكل خطر الاختناق.
إضافة لما سبق، يتضح أن أجهزة التحكم في التلفاز هي واحدة من أقذر الأدوات المنزلية التي يغفل الكثيرون عن تنظيفها بعناية، مما يعرض مناعة الطفل للخطر ويهدده بالأمراض. وتشير دراسات متخصصة أن هذه الأجهزة تحمل بكتيريا تفوق تلك الموجودة على مقاعد المراحيض بـ20 ضعفا على الأقل.
سلسلة المفاتيح
يحب الأطفال لمعان وأصوات المفاتيح المعدنية، ولكن يقول طبيب الأطفال الأميركي جيفري بيركويتز، إن المفاتيح هي واحدة من أخطر الأدوات التي يلعب بها الصغار.
ويوضح الطبيب أن المفاتيح المصنوعة من النحاس، قد تحتوي على كميات صغيرة من الرصاص الخطير، وهي نفس المخاطر التي قد تشكلها العملات المعدنية أيضا، والتي تمثل خطر اختناق كبير.
بدلا من ذلك، يمكن دوما البحث عن المفاتيح البلاستيكية المخصصة للأطفال في أقسام الألعاب. صحيح أنها قد لا تكون لامعة، ولكن على الأقل يستطيع الطفل وضعها في فمه دون إيذاء نفسه.
الهواتف والأجهزة اللوحية
الهاتف المحمول بيئة خصوبة لتكاثر الجراثيم، وذلك بسبب الأيدي والأماكن العشوائية التي يتم الاحتفاظ به فيها، وبالتالي فهو ليس الخيار المثالي لكي يلعب به الطفل.
بالإضافة إلى ذلك، مثل أجهزة التحكم عن بعد الخاصة بالتلفزيون، يمكن للهواتف الخلوية من نوعيات معينة أن تتفكك إذا ما ارتطمت في سطح، وتخرج منها أجزاء صغيرة خطيرة إذا ما وضعها الطفل في فمه، ويمكن لها أن تسبب التسمم أو الاختناق.
كذلك بالنسبة للأجهزة اللوحية، يُنصح ألا تكون خيارا لترفيه الطفل وإسكاته عند البكاء.
علاوة على ذلك، فإن قضاء الكثير من الوقت أمام الشاشات في مثل هذه السن المبكرة ليس مفيدًا لأعينهم. وعلى مستوى أكثر خطورة، تحتوي هذه الأجهزة الإلكترونية على شاشات زجاجية يمكن أن تتحطم بسهولة إلى قطع صغيرة إذا سقطت أو ارتطمت بأي شيء صلب.
الإكسسوارات البرّاقة
المجوهرات براقة ولامعة وملونة، مما يجعلها خيارا جذابا جدا لملاعبة الأطفال. لسوء الحظ، يمكن أن تحتوي الإكسسوارات المعدنية على معادن ثقيلة سامة مثل الرصاص، والكادميوم بينما يمكن أن تحتوي المجوهرات البلاستيكية على البيسفينول أو الملدنات غير الآمنة على الأطفال.
إذ يُعتبر الرصاص سمًا عصبيًا خطيرًا بأي جرعة مهما كانت دقيقة، ويمكن أن يتسبب الكادميوم في تلف الكلى والعظام والرئة. كما يُعد النحاس أيضًا مكونًا شائعًا في المجوهرات، حيث يمكن أن يحتوي على ما يصل إلى 3% من الرصاص.
ومن الضروري معرفة أنه كون الإكسسوارات باهظة الثمن لا يعني أنها أكثر أمانًا؛ فقد تم العثور على نسب من المعادن الثقيلة في مختلف العلامات التجارية للإكسسوارات النسائية.
حتى المجوهرات التي تبدو غير ضارة تمامًا، مثل الخرز، فقد وُجد أنها تحتوي على مواد سامة أيضا بنسب متفاوتة.
المناديل المبللة وكريمات الحفاظات
هذه الأدوات موجودة دوما على طاولة تغيير الحفاظات، وفي الحمام، وفي حقيبة الاعتناء بالطفل خارج المنزل، وفي كل مكان تقريبا يمكن فيه الاعتناء بالصغار. وبالتالي يمكن للأم أحيانا أن تدع طفلها يلعب بهذه الأشياء لحين الانتهاء من تغيير ملابسه.
بمرور الوقت، قد يتمكن من فتح عبوات الكريم، أو الوصول للمناديل المبللة، ومن ثم وضع أي منها في فمه بصورة تلقائية. وهنا قد تمثل المواد الكيميائية في هذه المستحضرات خطرا محتملا على سلامة الطفل، علاوة على أن المناديل أو أغطية العبوات الصغيرة يمكن أن تهدده بالاختناق إذا ما تمكن من فتحها دون انتباه من الأم.