تتغير الوظائف تزامنا مع التطور التكنولوجي واحتياجات السوق، لتظهر وظائف أخرى كنتيجة حتمية تنسجم مع مخرجات الثورة الصناعية الرابعة والروبوتات المتقدمة والذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، لذا يجب إعداد الأطفال لوظائف غير موجودة بعد؛ لمساعدتهم على الاستعداد لمستقبلهم، كما يجب تزويدهم بمجموعة من المهارات المناسبة.
وبحسب الباحثين المتخصصين، فإن تهيئة الأطفال ليكونوا ناجحين في وظائفهم المستقبلية تكون من خلال دعم الأهل، فما الذي يمكن للوالدين القيام به لمساعدة أطفالهم في اختيار وظائف المستقبل؟.. إليك ما يقوله المختصون.
تنصح الأخصائية في علم الاجتماع شانتال صعب الوالدين في حديثها إلى الجزيرة نت باتباع عدة خطوات لمساعدة الطفل للتوجه إلى المهن المناسبة التي تواكب العصر والتكنولوجيا، وهي:
- جمع المعلومات: جمع كل الخطوات التي سيقوم بها الطفل على مدار الأعوام المقبلة ليهيئ نفسه للالتحاق بالكلية التي تناسبه، ومن المهم أيضا معرفة أماكن المعاهد والجامعات التي يستطيع الالتحاق بها.
- تنمية المهارات الحياتية: تنمية مهارات الطفل بشكل فعّال لتحقيق النجاح الشخصي في المستقبل، ومنها تشجيع الطفل على الاطلاع والاشتراك بمواقع مختلفة لتزويده بالمعلومات، إضافة إلى تشجيعه على الاستمرارية والتحدي للوصول للهدف، مما يسعده على اكتساب ميزة اتخاذ القرارات.
- تشجيع الطفل على التفكير والإبداع بحرية: يجب أن يكون الطفل قادرا على التعبير عن كل ما يدور في ذهنه، فأي عمل إبداعي هو شكل من أشكال التعبير عن الذات، كما يجب السماح له بالتعبير عن ما يحبه بطريقته الخاصة، وهكذا يستكشف الأمور ويبحث عما يستهويه.
- الحوار والمناقشة مع الطفل: القيام بجلسات حوارية مع الطفل وتحديد ماذا يحب أن يكون، وماذا لا يحب وعمل قوائم بما يفضل، وما لا يفضله أيضا، لمناقشة الاختيارات جميعا. ومن المهم ترك حق الاختيار للطفل وعدم إجباره على اختيار دراسة أو مهنة ما.
- عدم توبيخ الطفل: ترك العنان للطفل للتجارب واختيار المناسب له مع التوجيه غير المباشر.
- التدريب على المرونة: الطفل الذي يستطيع فهم كل تغيير والتفاعل معه سينجح في الحياة كبالغ. لذا من المهم تعليم طفلك كيفية استيعاب لحظات التغيير وتحويلها إلى فرصة للنمو، مما يعلمه أن يكون أكثر مرونة.
- تطوير القيادة الفعّالة: تعدّ هذه من ضروريات القوى العاملة المستقبلية. فالقيادة الفعالة هي من أهم ما يجب أن يتقنه الطفل، وتعتبر مؤشرا قويا للثقة في النفس وتمثل دورًا مهمًا في نجاح المستقبل المهني لها، فهذه الصفة لها تأثير إيجابي على تحقيق الطفل إنجازات مميزة تختلف عن الآخرين.
ما وظائف المستقبل؟
وفي هذا الإطار، تحدثت الإخصائية صعب عن أهم هذه الوظائف المستقبلية، ومنها:
- وظائف التكنولوجيا والمعلومات: تخصص الطفل في البرمجة يجب أن يبدأ مبكرا من خلال جمع المعلومات والاشتراك فى كورسات البرمجة، وأيضا الممارسة في تطبيق كل هذا مما قد يجعله يلتحق بهذه الوظائف في المستقبل.
- وظائف الطاقة البديلة: بات الاعتماد الآن على الطاقة الشمسية والرياح بشكل كبير، وهذا يتطلب مهندسين لشغل هذه الوظيفة.
- وظائف التسوق الإلكتروني: أصبح كل شيء عبر الإنترنت، الشراء، البيع، إنجاز ومتابعة الأوراق المهمة، حجز رحلات السفر، فمعظم الأمور الحياتية أصبحت تتم باستخدام التطبيقات الإلكترونية.
كليات الذكاء الاصطناعي هي الأهم
وتشير “صعب” إلى أن كليات الذكاء الاصطناعي ستصبح من أهم الكليات على الإطلاق، كون وظائف المستقبل ستعتمد على خريجي هذه الكليات اعتمادا تاما. لذلك تدريب الطفل وخوض تجارب الذكاء الاصطناعي من أهم الأمور التي ستهيئ طفلك لوظائف المستقبل، وتشمل مدربين ومشرفين مستقلين، كتابا وموسيقيين وفنانين وخبراء في الأمن الإلكتروني، وكلهم معززون بقدرات الذكاء الصناعي.
5 طرق لتهيئة الطفل لوظائف مستقبلية
ومن جهة أخرى نشر موقع “كودا كيد” تقريرا عن أهم الطرق لإعداد طفلك لوظائف المستقبل الجديدة:
وفقاً لخبيرة تقنية التعليم في المستقبل كاثي دفيدسون، هناك 65% من أطفال اليوم ستنتظرهم وظائف مستقبلية لم تخطر في بال أحد.
وتوضح بأن هنالك 5 طرق أساسية لتهيئة الطفل وإعداده لوظائف مستقبلية، وهي:
- تنمية حب العلم لدى الأطفال: إضافة للتمتع بالمهارات الأحدث كالتفكير التحليلي والقيادة والتعلم النشط ومتعة الاستكشاف وما إلى ذلك؛ لتحل محل المهارات القديمة؛ كالمهارة اليدوية والقدرة على التحمل وقوة الذاكرة والقدرات اللفظية.
- تنمية مهارة القيادة: يحتاج الأطفال إلى الإيمان بأنفسهم والثقة بقدرتهم على تجربة أنشطة جديدة، وتساعدهم مهارات القيادة على ذلك.
- التعامل مع الصعوبات: يجب على الوالدين تعليم أطفالهم كيفية التعامل مع الصعوبات التي يواجهونها، وتشجيعهم على النهوض بسرعة بعد الفشل أو التعثر، ومنحهم فرصة أخرى للتجربة والتحسين. كما يجب تعليم الطفل مهارة التفاوض واتخاذ القرارات مع زرع الثقة بالنفس.
- تحفيز الطفل على التعاون والعمل الجماعي: تشجيع الأطفال على المشاركة في الأنشطة الجماعية الخارجية، والاستماع لآراء الآخرين واحترامها.
- إتقان القراءة والكتابة والرياضيات: فكلها تسهم في التركيز والتحليل النقدي وتحسين النقاش مع زيادة المعرفة.
- تعليم الطفل مهارة التكنولوجيا وتقنية البرمجة: في عالم الرقميات المتسارع أصبح تطوير مهارات التكنولوجيا للأطفال ضرورة ملحة لتشجيعهم على التفكير المنطقي وتعزيز مهاراتهم في حل المشكلات، وحتى يمكن تنمية مهاراتهم الإدراكية، فيميل تفكيرهم للإبداع والاختراع والابتكار.